Search
Close this search box.

تنوّع سوح الجهاد

تنوّع سوح الجهاد

الموعظة القرآنية:

قال الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ1.

الجهاد هو المعيار الأساس

تمثّل الحرب المسلّحة بعداً واحداً من أبعاد الجهاد، وهو البعد المادّي في مقابلة العدو، إلا أنّ أعداء الإسلام لا يأتون لحربه دائماً عن طريق الأسلحة وعبر جبهةٍ واحدة، بل يختارون طرقاً مختلفة لتحقيق أهدافهم المشؤومة، حيث تُعدُّ مواجهتهم على هذه الجبهات “جهاد في سبيل الله” أيضاً.

وإنّ الساحات السياسية والأمنية والصناعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والفنية… من الممكن أن تُبدَّل إلى ساحة حرب للحقّ ضد الباطل، وعلى المؤمنين أن يذهبوا لحرب العدو في هذه الساحات بكامل قواهم، وأن يجاهدوا لأجل إعلاء كلمة الحقّ. ومن الواضح أنّ مجاهدي هذه الميادين هم العلماء والكتّاب والقوى الإعلامية والفنّانون… كما أنّ أسلحتها هي العلم والقلم والبيان والفن…

ويشير الإمام الخامنئي إلى هذه الأبعاد بقوله: “وللجهاد ميادينه، ومن ميادينه المشاركة في القتال المسلّح. وهناك الميدان السياسي، وميدان العلم، وكذلك الأخلاق. وليس الجهاد مجرّد قتال وتوجّه إلى سوح الحرب. فالسعي في ميادين العلم، والأخلاق، والتعاون السياسي، والبحث العلمي يعدّ أيضاً جهاداً. وصنع الثقافة والأفكار السليمة في المجتمع هو أيضاً جهاد. فإذن، ليس المعيار الجهاد بالسيف في ساحات القتال، وإنّما المعيار هو الكفاح، ولا بدّ للكفاح من أمرين لازمين: أحدهما أن يكون فيه جدّ وجهد وحركة، والثاني أن يكون في مقابل الأعداء”2. وفيما يلي، نوضح أبرز أبعاد الجهاد المشار إليها.

الجهاد الثقافي

لقد أمر الله تعالى بالمواجهة الثقافية للعدو، وقال لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرً3.

ولمّا كانت هذه الآية قد نزلت في مكة، فهي لا تحمل إشارة إلى الجهاد في ميدان الحرب، ذلك أنّ حكم الجهاد لم يكن قد شُرّع بعد في مرحلة وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة. فطوال ثلاث عشرة سنة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسكن فيها بمكة، عكف من خلال تبليغ القرآن للناس، والدعوة والتبليغ، وتحمّل الأذى على هذا الجهاد الثقافي العظيم.

وممّا يستفيده العلّامة الطبرسي من قيد “جهاداً كبيراً” في الآية، أنّ الجهاد الثقافي والردّ على شبهات الكفّار وأعداء الدين هو أثمن أنواع الجهاد عند الله تعالى وأعظمها4.

واليوم تُعدّ مواجهة الغزو الثقافي الغربي للإسلام والمسلمين من المصاديق البارزة لجهاد أعداء دين الله أيضاً، وذلك أنّهم يسعون بكلّ وسيلة ممكنة وعن طريق خداع الشباب إلى جرّهم نحو الفساد وإهمال القيم الدينية والإنسانية. وهذا بدوره يفرض ضرورة انتباه المراكز التي تُعنى بالشأن الثقافي إلى أهمّيّة التواجد في جميع الساحات بكامل الأهبّة والاستعداد، للقيام بنشر المعارف الإسلامية الأصيلة إضافة إلى ما يؤدّونه من مواجهة الثقافة المنحرفة وتحطيمها.

وهو ما أشار إليه الإمام الخميني قدس سره في وصيّته السياسية – الإلهية وحثّ عليه، داعياً الحوزة العلمية والجامعة وأهل القلم إلى أن يعوا رسالتهم العظيمة ويعملوا بها.

ومما قاله قدس سره في وصيّته: “أوصي الجامعيين والشبّان الراشدين الأعزّاء أن يبذلوا غاية وسعهم لجعل عقد المحبّة والانسجام مع علماء الدين وطلّاب العلوم الإسلامية أكثر استحكاماً، وان لا يغفلوا عن مخطّطات ومؤامرات العدو الغادر. فإنّ خطّتهم تقضي بحرف الشبّان عن ثقافتهم وآدابهم وقيمهم المحلية، وجرّهم نحو الشرق أو الغرب”5.

وقال قدس سره: “من جملة المخطّطات التي تركت – وللأسف – أثرها الكبير في مختلف البلدان وفي بلدنا العزيز – والتي ما زالت بعض آثارها باقية بنسب كبيرة – هي جعل الدول المستعمرَة تعيش حالة فقدان الهوية والانبهار بالغرب والشرق، إلى درجة تجعل هذه البلدان تحتقر ماضيها وثقافاتها وقدراتها وتعتبر الغرب والشرق القطبين المقتدرين والعنصرين المتفوّقين أولي الثقافة الأسمى وأنّهما قبلة العالم وتجعل من الارتباط بأحدهما أمراً مفروضاً لا يمكن الفرار منه. والحديث حول هذه المؤامرات حديث محزن وطويل والضربات التي تلقّيناها – وما زلنا – من هؤلاء المستكبرين قاتلة ومدمّرة. والأشدّ إيلاماً من كلّ ذلك هو حرص أولئك على إبقاء الشعوب المظلومة المستعمرَة متخلِّفة في كلّ شيء وجعل دولهم دولاً استهلاكية. فقد أذعرونا من تقدّمهم ومن قدراتهم الشيطانية إلى حدّ سلبنا الجرأة على المبادرة بالقيام بأيّ إبداع ودفعنا للتسليم لهم في كلّ الأمور وتفويضهم مصائرنا وبلادنا والانصياع لأوامرهم انصياعاً أعمى وأصم. وهذا الخواء والفراغ العقلي المفتعل جعلنا لا نعتمد على فكرنا وإبداعنا في أي أمر ونقلّد الشرق والغرب تقليداً أعمى، بل إن الأمر بلغ حداً جعل الكتاب والخطباء الجهلة المأسورين للغرب أو الشرق يتناولون بالانتقاد والسخرية ويدمّرون كلّ ما لدينا من الثقافة والأدب والصناعة والإبداع للقضاء على فكرنا وإمكاناتنا الذاتية وزرع اليأس والقنوط لدينا، مروّجين – بدلاً من ذلك – للعادات والتقاليد الأجنبية – رغم انحطاطها وابتذالها – وذلك بالقول والكتابة والسلوك العملي”6.

الجهاد السياسي والاقتصادي

من الميادين الأخرى للجهاد الميدان السياسي والاقتصادي، فينبغي التوجّه أيضاً نحو قتال العدو وسدّ منافذ تسلّطه وسيطرته على المجتمع الإسلامي في المجالين السياسي والاقتصادي، لأنّ القرآن قد صرّح لأول مرّة وبمنتهى القاطعية – بأنّ الله سيقطع جميع الطرق والسبل أمام تسلّط الكافرين على المؤمنين – ولهذا السبب، يجب علينا أن نجدّ في السعي من أجل تنفيذ هذا القانون الإلهي، حيث يقول تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيل7.

ومن هنا، تقع على المسلمين مسؤولية الانتباه لتحرّكات العدو على مثل هذه الجبهات بمنتهى الوعي واليقظة، وأن لا يسمحوا له عن طريق تقدّمه التكنولوجي والاقتصادي أو عن طريق سوء الاستفادة من الروابط التجارية، والإمكانات السياسية والمؤسّسات الدولية، أن يمتلك زمام المبادرة للإضرار بالمجتمع الإسلامي، وبالتالي أن يستعمره ويستغلّه، وينفث سمومه العقائدية والفكرية في داخله.

ولذا نجد الإمام الخميني من موقع مرجعيّته الدينية، وببصيرته الثاقبة، يشير إلى سُبل تسلّط العدو على المجتمع الإسلامي، ويدعو إلى يقظة الأمة الإسلامية ومشاركتها في الجهاد، قبل أن يتمكّن العدوّ من السيطرة، وهو لهذا الغرض قد أفتى قائلاً: “لو خِيفَ على حوزة الإسلام من الاستيلاء السياسي والاقتصادي المُنْجَرّ إلى أسرهم السياسي والاقتصادي، ووهنِ الإسلام والمسلمين وضعفهم، يجب الدفاع بالوسائل المشابهة والمقاومات المنفية، كترك شراء أمتعتهم، وترك استعمالها وترك المراودة والمعاملة معهم مطلقاً”8.

ولقد اعتبر الإمام الخميني قدس سره مثل هذه الروابط السياسية وعقد الاتفاقات المخالفة لمصلحة الإسلام والمسلمين، والتي تؤدّي إلى نفوذ الأجانب وتسلّطهم، اعتبرها عملاً محرّماً.

كما ويشير إلى أنّه إن أذعن بعض قادة الدول الإسلامية ووقّعوا مثل هذه الاتفاقات، فقد خانوا، ويُعدُّون معزولين من مقامهم.

وفي المقابل، يجب شرعاً على المسلمين في مثل هذه الأحوال أن يواجهوا إلى أن تنقطع سيطرة الكفار عن بلاد المسلمين، إلى أن يصير النصر حليف المؤمنين على هذه الصُّعُد أيضاً9.

الجهاد المالي

ويُعدّ الجهاد المالي من الميادين الأخرى للجهاد، حيث اعتبر القرآن المجيد أنّ الجهاد على قسمين: جهاد بالمال وجهاد بالروح، وبالإضافة إلى أنّه أوصى بالجهاد مطلقاً – وهو ما يشمل هذين القسمين معاً – نجدهُ قد ذكر كلاًّ من هذين القسمين في إحدى عشرة آية. وكمثال، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ10.

وفي عشر من الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد بالمال جنباً إلى جنب مع الجهاد بالنفس، يُلاحظ تقدّم الحديث عن الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس. ومن الممكن أن تكون حكمة هذا التقديم هي الآتي:

أولاً: أنّ الجهاد بالمال يُمثّل في الغالب مقدّمة للوصول إلى الجهاد بالنفس، حيث لا بدّ للمجاهدين من صرف مقدار من أموالهم في تهيئة عدّة الجهاد وعتاده، وذلك قبل التوجّه إلى الجبهة ومواجهة العدو.

ثانياً: أنّ أكثر المسلمين إن لم نقل جميعهم يحوزون شروط الجهاد بالمال، في حين أنّ الجهاد بالنفس هو نصيب أفرادٍ محدّدين يمتلكون شروط المشاركة فيه. فمع أنّ القاعدين عن الخروج إلى الحرب بسبب الكهولة أو المرض… بالإضافة إلى النساء هم معذورون عن المشاركة في الجهاد بالنفس، إلاّ أنّه يجب عليهم بقدر الاستطاعة أن يشاركوا في الجهاد بالمال. وعليه، فدائرة الجهاد بالمال أوسع من دائرة الجهاد بالنفس وأكثر شمولاً لأفراد المسلمين.

وفقط في مورد واحد ذُكِرَ الجهاد بالنفس قبل الجهاد بالمال، حيث يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ11، والسبب في ذلك أنّ الله تعالى قد أشار فيها إلى نفسه باعتباره مشتري أرواح المؤمنين وأموالهم، ومن الطبيعي حينئذٍ أنّه ينبغي أن يختار تقديم البضاعة الأَنْفَس.

الجهاد بالمال في الروايات:

وكذلك، جاء ذكرُ الجهاد بالمال والجهاد بالروح معاً في الروايات. ونذكر على سبيل المثال منها، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّ الله عزّ وجلّ ليُدخل في السهم الواحد الثلاثةَ الجنّةَ: عامل الخشبة والمقوي به والرامي به في سبيل الله”12.

وفي بعض الروايات، اعتبر صلى الله عليه وآله وسلم المجاهدين بأموالهم كمن يُجاهدون بأرواحهم، حيث ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: “من جهّز غازياً بسِلْكٍ أو إبرة غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر”13.

ولقد كان المؤمنون في صدر الإسلام يُقدِمون على الجهاد بالمال بالرغم من صعوبته، حيث كان كلُّ شخص يُنفق في سبيل الله بما يتناسب مع وضعه المالي، ولو مقدار شقّ تمرة14. وفي بعض الأحيان، كان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يطلب من الأشخاص الذين كانوا يفتقدون جرأة الخروج إلى القتال، أن يؤدّوا تكليفهم بالجهاد المالي، مع أنّ للجهاد المسلّح منزلة خاصة في نفسه، حيث ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: “من جَبُنَ من الجهاد فليجهّز بالمال رجلاً يجاهد في سبيل الله، والمجاهدُ في سبيل الله إن جُهِّز بمال غَيره، فله فضل الجهاد، ولِمن جهّزه فضل النفقة في سبيل الله، وكلاهما فضلٌ، والجود بالنفس أفضلُ في سبيل الله من الجود بالمال”15.

ومن الواضح كما أورد الفقهاء في كتاب الجهاد أنّ المقاتلين في جيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا مكلّفين بتأمين جيادهم وأسلحتهم من أموالهم.

هدفنا من الجهاد المالي

مع أنّ المصداق البارز للجهاد بالمال هو الإنفاق والصرف في الجبهات العسكرية، إلاّ أنّه بالالتفات إلى أبعاد الجهاد، يُعلمُ بأنّ الجهاد المالي لا ينحصر في المجالات العسكرية، بل ينبغي عدم الامتناع عن بذل المال في سائر المجالات، ويجب – مع رعاية الإمكانات والظروف الموجودة والاحتياجات اللازمة – الإنفاق في كلٍّ منها، وإفشال أهداف العدو.

ولكن يبقى أنّه كما يستلزم الدفاع والجهاد في سبيل الله صرف أموال كثيرة لأجل هذا الغرض، كذلك الأمر بالنسبة لامتلاك الجهوزية الدفاعية وتهيئة أسباب الردّ على الحملات المفاجئة للعدو.

وعلى الرغم من أنّ سدّ هذه الحاجة وتأمين الميزانية اللازمة هو من ضمن مسؤوليات الحكومة الإسلامية، إلاّ أنّه يجب أيضاً على الشعب أن ينفق بقدر استطاعته من أجل تأمين مصاريف الحرب والدفاع.

ولكي يشجّع الله تعالى الناس على الإنفاق في هذا الطريق، بشّرهم بأنّ كلّ ما ينفقونه من أجل تأمين الجهوزية الحربية، سوف يُرَدّ إليهم. حيث يقول تعالى: ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ16.

فهذا الوعد الإلهي يبعث الأمل في نفوس المؤمنين، ويدفعهم إلى الإنفاق في سبيل الجهاد بطمأنينة، لأنّ هذه المعاملة هي مع الله، وأنّ الله سوف يُثيبهم على ما فعلوا في هذه الحياة أو في الحياة الآخرة.

* كتاب باب الأولياء، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة التوبة، الآية 36.
2- الجهاد من وجهة نظر الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، نقلاً عن: WWW.KHAMENEI.Ir.
3- سورة الفرقان، الآية 52.
4- يُراجع، مجمع البيان، للشيخ الطبرسي، ج7، ص175.
5- الإمام الخميني، الوصية السياسية الإلهية.
6- الإمام الخميني، الوصية السياسية الإلهية.
7- سورة النساء، الآية 141.
8- الإمام الخميني قدس سره، تحرير الوسيلة، بيروت، دار التعارف، 1424هـ.ق، 2003م، ج1، ص437.
9- يُراجع: تحرير الوسيلة، ج1، ص437-438.
10- سورة التوبة، الآية 20.
11- سورة التوبة، الآية 111.
12- الشيخ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، ط3، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1367هـ.ش، ج5، باب فضل ارتباط الخيل، ح13، ص50.
13- مستدرك الوسائل، ج11، ص24.
14- يُراجع، مجمع البيان، للشيخ الطبرسي، ج5، ص54.
15- مستدرك الوسائل، ج11، ص24.
16- سورة الأنفال، الآية60.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل