تحتَل النِّيَّة أهمية كُبرى في الإسلام فهي التي تعطي العمل الإنساني قيمته الحقيقية، وعلى أساسها يتُمُّ تقييم العمل والعامل، لأن النيَّة هي الأداة التي تكشف عن حقيقة ما يُكِنُّه العامل في نفسه.
النِّيَّة هي: عَزْم القلب على فعل الشيء، وهي الدافع إلى العمل، بل هي قلب العمل وحقيقته وروحه، إذا صلحت صلح وإذا فسدت فسد، وعليها مدار قبول العمل وعدم قبوله، وهي المسؤولة عن آثاره النفسية وآثاره الواقعية الفعلية، ولذلك يُشترط الصدق فيها والإخلاص والصفاء، بحيث يكون العمل خالصا لله ويكون العامل متوجِّها بكل كيانه ومشاعره إلى الله دون سواه وهو ينجز عمله، فكل عمل يكون الدافع إليه التقرب من الله يكون عبادة، ويترتب عليه الأجر والثواب، ولذلك جاء عن رسول الله (ص) أنه قال: “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ”.