أدى العالم المجاهد آية الله قاضي طباطبائي دورا متميزا في محافظة آذربايجان بعد إعلان الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ثورته ضد النظام الملكي المقبور.
تصادف هذه الأيام ذكرى استشهاد أول شهداء المحراب آية الله السيد محمد علي قاضي طباطبائي إمام جمعة مدينة تبريز.
أن الشهيد آية الله السيد محمد علي قاضي طباطبائي الذي استشهد في مثل هذه الأيام كان قد أعلن أكثر من مرة في خطب صلاة الجمعة بأنه يتمنى الشهادة بعد استشهاد المفكر الإسلامي الكبير آية الله الشيخ مرتضى مطهري.
وقد أدى هذا العالم المجاهد دورا متميزا في محافظة آذربايجان بعد إعلان الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ثورته ضد النظام الملكي المقبور فوقف إلى جانبه وحشد الجماهير بمنطقته دعما لهذه الثورة الإسلامية فتحمل مختلف أنواع الأذى والاضطهاد في هذا السبيل.
وكان والده السيد باقر آقا قاضي من العلماء المعارضين لنظام والد الشاه المقبور وأدى دورا كبيرا في تحشيد العلماء ضد طاغية عصره ووقف الشهيد الغالي إلى جانب والده في كل النشاطات السياسية ليؤدي دوره الهام في قضية مؤامرة فصل آذربايجان عن إيران.
وتوجه الشهيد طباطبائي إلى النجف الأشرف ودرس علي يد كبار العلماء هناك بينهم آية الله السيد محسن الحكيم والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فتبوأ مكانة علمية مرموقة في الحوزة العلمية وبادر إلى تأليف بعض الكتب باللغة العربية.
وانتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن تعرض لعملية اغتيال جبانة لدى عودته من صلاة المغرب والعشاء في يوم عيد الأضحى حيث أصدر الإمام الخميني (طاب ثراه) بيانا نعي فيه هذا العالم المجاهد الذي اعتبره من العلماء الملتزمين المجاهدين وقدم تعازيه إلى أهالي آذربايجان والشعب الإيراني المسلم.
بيان الإمام الخميني بمناسبة استشهاد السيد القاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
ببالغ الأسى أعزي جميع المؤمنين والعلماء المجاهدين وأهالي أذربيجان الغيارى المجاهدين، لاسيما ذوى الشهيد السعيد، باستشهاد العالم المجاهد حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد علي قاضي طباطبائي(رحمة الله عليه) سائلًا الله تعالى الصبر الثوري لكافة المجاهدين في طريق الحق والإسلام.
على شعبنا الإيراني العزيز وأهالي أذربيجان الغيارى، ونحن نواجه هذه المصائب الكبرى، التي تدل على الهزيمة الحتمية لأعداء الإسلام وعجزهم وإفلاسهم، مواصلة المسيرة بهمة وعزم وصلابة أكبر في سبيل إعلاء كلمة الإسلام والقرآن المجيد حتى إحقاق حق المستضعفين ونزعه من جبابرة العصر.
أيها الأعزاء لا يمكن أن نعيش بمنأى عن هذه البلايا والمصائب ونتجنب وقوع مثل هذه الحوادث، ونحن نعيش في ظل ثورة أطاحت بالقوى الإستكبارية وسدت كل منافذ تسلطهم على البلاد والعبث بمقدراتها ونهب ثرواتها. علينا أن نمضي قدماً ونحن أكثر إرادة وتصميماً ونواصل المسير في طريق الجهاد في سبيل الله.
إن الشهادة في سبيل الله حياة أبدية كريمة ومصباح هداية للشعوب، وعلى الشعوب الإسلامية أن تقتدي بهؤلاء المجاهدين الأبطال وما قدموه من تضحيات عظيمة في سبيل الاستقلال والحرية والأهداف الإسلامية المقدسة، وتحطيم سد الاستعمار والاستغلال بالتضامن والتآزر، والمضي قدماً نحو حياة حرة إنسانية.
أسأل الله تعالى العظمة للإسلام والمسلمين، والرحمة والمغفرة لشهداء طريق الحق وللشهيد السعيد طباطبائي.
11 ذي الحجة الحرام 1399/ آبان 58
روح الله الموسوي الخميني