Search
Close this search box.

ماذا يعني شعار «الموت لأمريكا» لدى الإيرانيين؟

ماذا يعني شعار «الموت لأمريكا» لدى الإيرانيين؟

من الدوافع وراء تناول موضوع شعار “الموت لأمريكا” هو حوار مع بعض المثقفين فتبين أن الكثير لا يدرك معنى هذا الشعار لدى الإيرانيين.

فشعار “الموت لأمريكا” هو واحد من بين أشهر الشعارات الثورية التي يطلقها الشارع الإيراني بشكل عفوي في جميع التظاهرات التي تخرج في المدن الايرانية.

ولد هذا الشعار مع انطلاق الشرارة الاولى للثورة الإسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني – رحمة الله عليه – وكانت حناجر الثوار تصدح بهذا الشعار ايام الحكم الملكي “الشاهنشاهي” واستمر حتى يومنا هذا.

وعندما يطلق الجمهور الايراني “الموت لأمريكا” بالفارسي “مرگ بر آمريكا” يقصد بذلك الموت لمن حاك المؤامرات وأطاحَ بحكومة الدكتور مصدق الوطنية، علماً انها لم تكن حكومة تتبنى النظام الاسلامي، إلا أنها حكومة وطنية اعادة للشعب الايراني بعض حقوقة المسلوبة.

كذلك اذا ردد الايراني “مرگ بر آمريكا” يعني بهذا الموت لمن سلب خيرات البلاد واستولى على النفط الايراني وحول ايران لمجرد شرطي يحرس مصالح البيت الابيض في المنطقة بصورة عامة وفي الخليج الفارسي بصورة خاصة.

أنت اذا سمعت الايراني يصدح بصوت عال “مرگ بر آمريكا” فهو يقصد الموت لمن اعطى اوامره لشاه ايران بقتل المتظاهرين في “ميدان جاله” وغيره من الساحات والشوارع في العاصمة طهران وغيرها من المدن الايرانية.

“مرگ بر آمريكا” يعني الموت لمن وضع بروتوكولا مع حكومة شاه ايران واحدة من مواده تنص على أنه لا يحق للمواطن الايراني ان يعترض على كلب امريكي في ايران، وان الامريكي اذا اعتدى على مواطن ايراني داخل ايران فلا يمكن مقاضاته في المحاكم الايرانية بل اذا استوجب الامر فيقدم الى محكمة داخل الولايات المتحدة الامريكية.

عندما نشاهد من خلال شاشات الفضائيات التظاهرات الشعبية في شوارع الجمهورية الاسلامية وهي تحمل لافتات كبيرة وصغيرة كتب عليها “مرگ بر آمريكا” أي “الموت لأمريكا” يقصد به النظام الحاكم في امريكا والذي يسوق الموت والارهاب والجريمة بكل أشكالها الى شعوب العالم بصورة عامة والى شعوب المنطقة بصورة خاصة.

فالمقصود بهذا الشعار هو إدارة البيت الابيض التي تخطط ليل نهار لسلب الشعوب حرياتها وأمنها واستقرارها من خلال اشعال الحروب وخلق الفتن.

من هنا علينا أن نفهم أن المقصود بهذا الشعار ليس الشعب الأمريكي فالشارع الايراني بمستوى عال من الوعي وهو يميز بين الشعب الامريكي الذي يضم الكثير من محبي السلام والعلماء والمفكرين المعارضين لسياسة البيت الابيض وللادارة الامريكية وسياستها الخارجية.

وأنا أسال كل شعب حر وأسال الشعب الامريكي بالذات لو مورست عليكم سياسة من قبل اي طرف اخر بهذا المستوى من سلب الحقوق والحريات والتجاوز على الكرامة هل يحق لأحد ان يوجه لكم اللوم عندما ترفعون شعار بهذا المعنى؟

إن الشعب الإيراني شعب حضاري عريق امتزجت حضارته العريقة مع عقيدته الإسلامية فأصبح في مصاف الشعوب الحضارية المتقدمة في مجال حقوق الانسان، فعقيدته الاسلامية تحتم عليه احترام الآخرين ولا تسمح له بالاعتداء على بني البشر بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الكلمة التي تحمل الإهانة للآخرين، فالإسلام دين الرحمة والمحبة ونبي الاسلام أرسل رحمة للعالمين، فلا يمكن أن يتمنى اتباعه ومنهم الشعب الإيراني الموت للآخرين، وهم يقرأون كتاب الله اناء الليل وأطراف النهار حيث يقول عزَّ من قائل “وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين”.

ولكن هذا لا يعني السكوت على الظلم، فما تعرض له الشعب الايراني من ظلم من قبل الادارة الامريكية يحتم عليه الوقوف بوجه هذا الظالم، ومن هنا فالإيراني يردد شعار “الموت لأمريكا” لأمريكا السلطة لا أمريكا الشعب ، وذلك على قاعدة “لاتَظْلِمُوا ولا تُظْلَمُوا”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل