لقد ظهر الاسلام، الدين القيّم الحنيف، للقضاء على كل فكر جاهلى وازالة اوهام الجاهلية بما فيها من غطرسة وعبودية لغير الله تعالى واستبعاد للانسان بلونه او قوميته،ظهر لينقذ الانسان مهما اختلفت قوميته ومن اي مكان كان.
لقد ظهر الاسلام، الدين القيّم الحنيف، للقضاء على كل فكر جاهلى وازالة اوهام الجاهلية بما فيها من غطرسة وعبودية لغير الله تعالى واستبعاد للانسان بلونه او قوميته،ظهر لينقذ الانسان مهما اختلفت قوميته ومن اي مكان كان، وشعاره “انّ اكرمكم عند الله اتقاكم” وانّ الناس سواسية امام الله تعالى مهما كانوا، الّا انّ الاستكبار ومنذ امد بعيد ولحد عصرنا الحاضر، لم يكن منصاعاً لذلك! لأنّ الطغاة اعتادوا على استضعاف واستبعاد الناس، وضعوا لطريقتهم هذه قوانين واصولاً، يختفون وراءها لاغراء ضعفاء النفوس والسائرين على خطاهم! فتارة يثيرون التعصب القومي،وتارة التعصب الديني او المذهبي، بواسطة ايادٍ لهم فر روعة هنا وهناك ولاتزال هذه خارطة طريق لهم الى يومنا هذا، مع الخذ بعين الاعتبار، تنوع وسائلهم ومكائدهم ومصائدهم، وقد ادركوا بأن الاسلام الاصيل، هو العدو الاول لهم،الذي يقف بوجوههم ويحارب افكارهم السوداء، فعزموا على محاربة الاسلام الحقيقي والانتقام من اصحاب الفكر الاسلامي الاصيل، فقام الامام (قدس سره)بفضح وتعرية خططهم الظلامية امام البشرية جمعاء، وحذّر المسلمين على اختلاف مذاهبهم من ذلك، ولاسيما التعصب القوم، وفيما قاله سماحته في ذلك:
«لقد صرفت القوى العظمى المئات من السنين وأرسلت الكثير من الأفراد لدراسة طبيعة مجتمعاتنا ودراسة الأفراد والمناطق في بلادنا ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن الإسلام وحده هو القادر على مواجهتهم والقضاء على مخططاتهم. إذاً فقد وجدوا أن الإسلام هو أهم شيء لدينا. ولذلك عملوا على إيجاد حكومات فاسدة كخطوة أولى في مواجهة الإسلام والتي عملت بدورها على بث التفرقة وتشديد الطائفية والقضايا العرقية بين المسلمين وزرع الفتن بين العرب من جهة والأتراك والعجم من جهة أخرى.أكرر ما قلته أيها السادة بأن التوجه القومي هو أصل مشاكل المسلمين وهو المسؤول عن صراع الشعوب ونشوب الحروب وتولّد العداء بين العرق الإيراني مثلًا مع بقية الأمم أو بين العراقيين مع الشعوب الإسلامية الأخرى. إنها خطة قذرة نفذها المستعمرون في مجتمعاتنا بدقة كاملة.
ففي العراق وفي عهد الحكومة السابقة تم طرح شعار إحياء مجد بني أمية بدلا من مجد الإسلام حيث أن الإسلام قد نزل ليقضي ويفني جميع الأمجاد ويقيم مجد الله عزوجل فقط.
طبعاً لم تنبثق هذه الفكرة من العراقيين أنفسهم بل جاءت من قبل القوى الإستكبارية لتفريق المسلمين وزرع العداء بينهم. وكذلك في إيران وعلى مدى سنوات طويلة قام العديد بقرع طبول القومية بعضهم كان مغرضاً والآخر غافلًا وكان الهدف من ذلك إقتلاع جذور الإسلام من إيران. لقد جاء الإسلام ليساوي بين الشعوب والأمم ويصهرها في بوتقة واحدة لا فرق فيها بين العرب والعجم ولا بين الأبيض والأسود.
الأصل هو التقوى والميزان هو الإلتزام بالإسلام، وكل ما نراه من تفرقة وفتن هي من صنع الغرب. قبل عدة سنوات وفي عهد رضا خان شكل البعض رابطة تعقد الإجتماعات والمؤتمرات وتنتج الأفلام وتصدر البيانات التي تظهر أسفاً شديداً من إنتصار الإسلام في إيران ومن دخول العرب إلى إيران ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يذرفون الدموع حزناً على استيلاء الإسلام على عرش كسرى والمدائن. يالهم من خبثاء أيبكون حزناً على سلاطينهم الفاسدين. إن الغرب هو المسؤول عن كل ذلك فكل هذا هو تلقين من الغرب ومخالف للقرآن والتعاليم الإسلامية، ولقد رأينا أن الغرب وبعد إنتصاره الثاني على الدولة العثمانية مزق الدولة الإسلامية إلى 15 دولة وعينوا على كل دولة خادماً لهم وللأسف الشديد لم يفهم الكثيرون هذا الأمر ولم يبدي أحد إهتمام بذلك ومازالوا غافلين حتى يومنا هذا.
…مشكلتنا في الحقيقة هي الحكومات ومشكلة العالم الإسلامي هو حكوماته الحالية. علينا حل هذه المشكلة والحل هو يقظة هذه الحكومات ورجوعها إلى الإسلام وترك القومية العربية جانباً، والتركية وغيرها. وإن لم تفعل الحكومات ذلك فعلى الشعوب أن تقوم بذلك بنفسها كما فعل الشعب الإيراني الذي حل هذه المشكلة بالقوة. إن هذه الحكومات لن تفعل أي شيء ولا يجدر بنا أن نتوقع منها أن تفعل شيئاً ما، فهي لا تفكر إلا بنفسها وبإحكام قبضتها على السلطة ولا تهتم بالإسلام أبداً. وعندما يتحدث هؤلاء عن الإسلام فان هدفهم هو تضليلنا وإغوائنا.
…لنرجع إلى الإسلام المحمّدي الحنيف وإلا ستبقى مشاكلنا جاثمة على صدورنا ولن نتمكن حينها من حل القضية الفلسطينية والأفغانية وغيرها.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج13، ص: 75-71