إن عالم البرزخ هو عالم يعيشه البشر بين الحياة في الدنيا والانتقال إلى الآخرة.
ولفظ “البرزخ” هو يعني الشيء الذي يفصل بين شيئين ولهذا يتم إطلاق البرزخ على العالم الذي يقع بين الدنيا والآخرة، فلهذا يطلق البرزخ على العالم الذي يعيشه البشر بين الحياة في الدنيا والانتقال إلى الآخرة.
وهناك آيات قرآنية عديدة تحدثت عن “عالم القبر” أو “عالم الروح” كما إن الآية 100 من سورة المؤمنون تشير إلى لفظ البرزخ.
وحياة البرزخ هي حياة متوسطة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، فهي أول منازل الآخرة التي فيها نعيم أو عذاب، وتكون بداية هذه الحياة حينما تقبض روح الإنسان، وتستمر حتى يُبعث الإنسان وتقوم الساعة وقوله تعالى “ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون” [المؤمنون: 100].
وإن الآيات التي نزلت لوصف مقام الشهيد تشير إلى وجود عالم البرزخ ومنها الآية 69 من سورة آل عمران المباركة “وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”، كما يخاطب الله سبحانه وتعالي في الآية 154 من سورة البقرة المباركة جميع المؤمنين ويقول “وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ”.
وفي القرآن الكريم ترتبط كلمة البرزخ أيضًا بالكفار المتمردين مثل فرعون وأصحابه كما قال الله تعالى في الآية الـ46 من سورة “غافر” المباركة “النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ”.
ويجب التنويه هنا إلى أن عالم الآخرة مختلف عن عالم البرزخ فإن عالم الآخرة له معنى واسع وهو عالم يضمّ الحياة بعد الموت سواء في البرزخ أو في القيامة الكبرى ولهذا السبب فإن البرزخ يعتبر جزءا من الحياة بعد الممات وهي مرحلة ما قبل القيامة.