إنّ بيت فاطمة المتواضع هذا ومَن تربّوا في رحاب هذا البيت الذين بلغ عددهم ـ بلغة الأرقام ـ خمسة وبلغة الواقع ما يجسّد قدرة الحق المتعال كلّها أدّوا خدمات جليلة أثارت إعجابنا وإعجاب البشرية جمعاء.
(من كلمة بمناسبة يوم المرأة: 16/5/1979)
امرأة أطلّت على الدنيا بإزاء جميع الرجال.. امرأة أطلّت على الدنيا مثالاً للإنسان.. امرأة جسّدت الهوية الإنسانية كاملة.
(من حديث في جمع من النساء: 17/5/1979)
امرأة هي مفخرة بيت النبوّة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.. امرأة تماثل فضائلها فضائل الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير المتناهية.. امرأة لا يفي حقها من الثناء كلّ من يعرفها مهما كانت نظرته ومهما ذكر، لأنّ الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوّة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم، فمن غير الممكن صبّ البحر في جرّة، ومهما تحدّث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها، إذن: فمِن الأَولى أن نمرّ سريعاً من هذا الوادي العجيب.
(من حديث في جمع من مسؤولي البلاد: 2/3/1986)
أراني قاصراً في الحديث عن الصدّيقة الزهراء، لذا سأكتفي بذِكر حديث نقَله الكافي الشريف بسند معتبر جاء فيه أنّ الإمام الصادق (ع) قال: عاشت فاطمة بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً قضتها في حزنٍ وألم، وخلال هذه الفترة زارها جبرائيل الأمين وعزّاها بمصابها وأخبرها ببعض ما سيحدث بعد أبيها.
يشير ظاهر الرواية الى أنّ جبرائيل تردد عليها كثيراً خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً، ولا أعتقد أنّ مثل هذا قد ورَد بحقّ أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام، فعلى مدى خمسة وسبعين يوماً أتاها جبرائيل وأخبرها بما سيحصل لها وما سيلحق بذريتها فيما بعد، وكتَب أمير المؤمنين ذلك، فهو كاتِب الوحي، فكما أنه كان كاتب وحي رسول الله ـ وطبيعي أنّ الوحي بمعنى نزول الأحكام كان قد انتهى بوفاة الرسول الأعظم (ص) ـ كان كاتب وحي الصدّيقة الطاهرة خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً أيضاً.
إنّ موضوع مواردة جبرائيل على شخص ما ليس بالموضوع الاعتيادي، فلا يتبادر الى الأذهان أنّ جبرائيل يأتي أي شخص، إنّ مثل هذا يستلزم تناسباً بين روح هذا الشخص ومقام جبرائيل (الروح الأعظم) سواء آمنا بأنّ هذا التنزيل على هذا النبي أو ذلك الولي يتم عن طريق الروح الأعظم يأتي به الى المرتبة الدنيا، أو أنّ الحق المتعال هو الذي يأمره بالنزول وتبليغ ما يؤمر به، سواء قلنا بذلك الذي يؤمن به بعض أهل النظر أو قلنا هذا الذي يردده بعض أهل الظاهر، فما لم يوجد تناسب بين روح الشخص وجبرائيل الذي هو الروح الأعظم، فإنّ هذه المواردة لن تتحقق، وإذا ما كان هذا المعنى وهذا التناسب متحققاً بين جبرائيل (وهو الروح الأعظم) وأنبياء أولي العزم مثل رسول الله وعيسى وموسى وإبراهيم (عليهم السلام)، فهو لا يتوافر لمَن عداهم، كما أنه لن يتحقق بعد الصدّيقة الزهراء لأي أحد، حتى بالنسبة للأئمة: لم أجد ما يشير الى توارد جبرائيل بهذا النحو على أيٍ منهم، بل الذي رأيته أنّ جبرائيل تردد كثيراً على فاطمة الزهراء خلال الخمسة والسبعين يوماً هذه، وقد أخبرها بما سيحدث لذريّتها من بعدها، وكان أمير المؤمنين (ع) يكتب ذلك، ولعلّ من الأمور التي ذكَرها أمر صاحب الزمان، وربما كانت أحداث إيران ضمن تلك الأمور، نحن لا نعلم، فربما كان ذلك.
على أية حال: إنني أعتبر هذا الشرف وهذه الفضيلة أسمى من جميع الفضائل التي ذُكرت للزهراء رغم عظَمتها كلّها، وهي لم تتحقق لأحد سوى الأنبياء، بل الطبقة السامية منهم، وبعض مَن هم بمنزلتهم من الأولياء، نعم: لم يتحقق لأحد مثل هذا، وهو من الفضائل التي اختصت بها الصدّيقة فاطمة الزهراء.
(من حديث في جمع من الأخوات: 2/3/1986)
إنّ بياني لعاجز عن وصف المقاومة الشاملة والباهرة التي يبديها ملايين المسلمين المولعين بالإيثار والتضحية والشهادة في بلد صاحب الزمان أرواحنا فداه، وإني لأعجز عن تناول ملاحم وبطولات وبركات الأبناء المعنويين للكوثر الزهراء (ع).
إنّ كلّ هذا الذي نراه هو من فضل الإسلام وأهل البيت (ع) ومن بركات الاقتداء بإمام عاشوراء.
(من حديث في جمع من موظفي دائرة الوقاية والبيئة: 4/7/1979)
كاد الدين أن يمحى ويزول نتيجةً لانحرافات بقايا الجاهلية والمخطط المدروس الداعي الى إحياء النزعة القومية والعروبة تحت شعار لا خبر جاء ولا وحي نزل، وأرادوا أن يجعلوا من حكومة العدل الإسلامية نظاماً ملكياً وأن يعملوا على إقصاء الإسلام والنبوّة وعزلهما، بيد أنه نهضت فجأة شخصية عظيمة كانت قد تغذّت من عصارة الوحي الإلهي وتربّت في بيت سيد الرسل محمد المصطفى وسيد الأولياء علي المرتضى وترعرعت في أحضان الصدّيقة الطاهرة، وبفضل تضحياتها الفريدة ونهضتها الإلهية صنعَت ملحمة عظيمة أنقذت رسالة الإسلام وحطمت عروش الظلمة.
(من كلمة بمناسبة يوم الحرس: 3 شعبان ـ 16/6/1980)
إنّ بيت فاطمة المتواضع هذا ومَن تربّوا في رحاب هذا البيت الذين بلغ عددهم ـ بلغة الأرقام ـ خمسة وبلغة الواقع ما يجسّد قدرة الحق المتعال كلّها أدّوا خدمات جليلة أثارت إعجابنا وإعجاب البشرية جمعاء.
من حديث في جمع من مقاتلي الجيش والحرس: 9/3/1982)
امرأة ربّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب الى الجانب الآخر من عالَم الأفلاك، ومن عالَم المُلك الى الملكوت الأعلى: صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبوأت مركز إشعاع نور العظمة الإلهية ودار تربية خيرة ولد آدم.
من كلمة بمناسبة يوم المرأة: 14/4/1982)
كان لدينا في صدر الإسلام كوخ ضمّ بين أطرافه أربعة أو خمسة أشخاص، إنه كوخ فاطمة (ع)، وكان أشد بساطة حتى من هذه الأكواخ، ولكن ما هي بركاته؟ لقد بلغت بركات هذا الكوخ ذي الأفراد المعدودين درجة من العظمة غطّت نورانية العالَم، وليس من السهل على الإنسان أن يحيط بتلك البركات. إنّ سكنة هذا الكوخ البسيط اتسموا من الناحية المعنوية بمنزلة سامية لم تبلغها حتى يد الملكوتيين، وعمّت آثارها التربوية بحيث أنّ كل ما تنعم به بلاد المسلمين ـ وببلدنا خاصة ـ هو من بركات آثارهم تلك.
(من حديث في جمع من مسؤولي البلاد: 21/3/1983)
أورد صاحب تفسير البرهان حديثاً شريفاً عن الإمام الباقر ع، ونظراً لإشارته الى بعض المعارف وكشفه عن بعض الأسرار المهمة، ونورد نصّه تيّمناً به:
قال رحمه الله: وعن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن رجاله عن عبد الله بن عجلان السكوني، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: بيت علي وفاطمة حجرة رسول الله، وسقف بيتهم عرش رب العالمين، وفي قعر بيوتهم فرجة مكشوطة الى العرش معراج الوحي، والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً وسماءً وكل ساعة وطرفة عين، والملائكة لا ينقطع فوجهم: فوج ينزل، وفوج يصعد، وإنّ الله تبارك وتعالى كشَف لإبراهيم (ع) عن السماوات حتى أبصر العرش، وزاد الله في قوّة ناظره، وإنّ الله زاد في قوّة ناظر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع)، وكانوا يبصرون العرش ولا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش، فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن، ومعارج الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام.. قال: قلت، مِن كلّ أمر سلام؟ قال: بكلّ أمرٍ، فقلت: هذا التنزيل؟ قال: نعم.