حاضر ثلاثة خبراء إيرانيين في الإجتماع المتخصص التاسع عشر للمقرئين والحفاظ البارزين حول لوازم القارئ ـ الداعية من منظور المصادر الإسلامية ومبادئ العلوم الإنسانية.
وكان المحاضرون الثلاثة في إجتماع “لوازم ومتطلبات القارئ ـ الداعية في المصادر الإسلامية والعلوم الإنسانية” هم الشيخ “محمد حاجي أبوالقاسمي”، و”أبوالفضل خوش منش”، و”محمد صادق بهشتي”.
واستهل الاجتماع الأكاديمي والعضو في لجنة المدرسين التابعة إلى كلية الشريعة والمعارف الاسلامية بجامعة طهران “أبوالفضل خوش منش” حول “تأثير العلم واللغة في البيان والبلاغة القرآنية”.
وقال: “إن ظهور هذه الفصاحة والبلاغة في اللغة العربية بمثابة معجزة في شبه الجزيرة العربية، لأن جغرافية هذه المنطقة تتمتع بأجواء جافة وعنيفة وعجيبة سواء من حيث المناخ أو من حيث العادات والتقاليد”.
وأضاف: “إن اختيار هذه اللغة کلغة القرآن يرجع أيضاً إلى فصاحتها وبلاغتها، لأن هناك مثلاً مشهوراً يقول أنه لو نزل القرآن بأي لغة غير العربية، فـ لم يؤمن به حتى العرب أنفسهم ولم يعتنقوا الإسلام”.
وأكدّ: “لا ينبغي تجاهل تأثير اللغة العربية باعتبارها اللغة المعيارية للقرآن، والاستفادة من هذه البلاغة ولحنها والانتقائية التي تحدث مع بعض النغمات والأصوات في تلاوة القرآن لتلاوة مؤثرة”.
وبدوره، حاضر ممثل مدينة زنجان في مجلس خبراء القيادة في ايران حجة الإسلام “حاج أبوالقاسمي” مشيراً إلى الآية الـ39 من سورة الأحزاب المباركة مؤكداً: “إن آيات القرآن الكريم خير أداة للحديث والكلام وإن قارئ القرآن يجب أن يدعوا إليه بصوت جميل وفي إطار الدعوة إلى الرسالة الإلهية”.
وأوضح: “إن فهم عظمة نعمة القرآن من صفات القارئ، مما يعني أنه ينبغي عليه أولاً، قبل أن يستخدم مثل هذه القدرات كـ الصوت الجيد، أن يدرك أن ما يجتهد في تبليغه هو في حد ذاته نعمة عظيمة؛ وأمر عظيم يعتبر الضامن لازدهار وسيادة المجتمع المسلم”.
وأردف: “إن طهارة النية من صفات القارئ – الداعية أيضاً وينبغي أن يتفرغ لهذا الطريق المقدس ولا يطلب المال، كما أن الأنبياء (عليهم السلام) لم يطلبوا أجراً أو مكافأةً من أحد في سبيل نشر الدين”.
ومن المحاضرين أيضاً المدرس والقارئ “محمد صادق بهشتي” وقال: “من الأمور التي يجب على القارئ مراعاتها في الناحية النفسية هي؛ الثقة بالنفس، التي يجب أن يدير بها قلقه؛ ولعل من أكثر الأمور فعالية في هذا الصدد هو التنفس العميق قبل القراءة، مما يقلل التوتر”.
وتابع: “التمرين من أجل مواجهة المكان الذي ينوي القارئ القراءة فيه تدريجياً هو أيضًا من النقاط الفعالة في تقليل القلق لديه، مما يعني أنه يجب أن يكون موجوداً في البيئة قبل ساعات قليلة أو حتى أيام من أدائه”.
وأشار بهشتي إلى أن القارئ لا ينبغي أن يندم على الماضي ويشعر بالقلق بشأن المستقبل، وقال: “يجب على القارئ أيضًا أن يدرك أن توقعاته من نفسه لا ينبغي أن تكون عالية جداً وبعيدة عن الواقع يجب أن يبدأ القراءة من بيئات أصغر ويكتسب الشهرة والشعبية تدريجياً”.