جْهازِ الْعِرِسِ، لَلْبِنْتْ يَلّلي إسمْها زينبْ، وْسَامِعْ حَدا بِيقُولْ إنّا فَلَسْطِينْ، إسْمو جَبَلْ عامِلْ، عْيُونو بُرَكْ وِوْلادْ بَدّنْ يِلْعَبُوا، وِجّو مِتلْ دَفْترْ وِالشّمِس، حِفْظِتْ دَرْسها وَعَمْ تِكْتَبو.
قصائد كثيرة ستُكتب عن المقاومة وبطولات رجالها في جنوب لبنان. وجنوب لبنان هو نفسه جبل عامل. الاسم الأحب إلى قلوب أهله حين يريدون أن يفاخروا بتاريخهم، نضالاً وتضحيات وعلماً وأدباً، ويذكروا به العالم. جبل عامل الأرض والناس والبيوت والدماء التي لم تجفّ منذ ما قبل احتلال فلسطين إلى اليوم، وحتى المعارك المقبلة مع عدو غدّار.
اليوم، ومع انتصار لبنان واللبنانيين، خصوصاً أبناء البقاع والضاحية وأهل الجنوب، أهل جبل عامل، وإلى أن يبدأ حبر الشعر في السيلان مجدداً، نشارك مع قراء “الميادين الثقافية” قصيدة محكية بعنوان “جبل عامل”، لشاعر من قافلة شعراء جبل عامل الكبار. إنه الشاعر الراحل عصام العبد الله (1941 – 2017)، ابن مدينة الخيام، التي سطّر المقاومون فيها ملاحم بطولية أسطورية.
**
كَان فِي جَبَلْ إسْمو جَبَلْ عامِلْ
راجِعْ عَ بَيْتُو من الشّغِلِ تَعْبانْ
وْكانِ الْوَقِتْ قَبْلِ الْعَصِرْ بِشْوَيّ
بَكّيّرْ تَيْصَلّي
تْمَدَّدْ عَ كِرْسِي إسْمها لِخْيامْ
كِتْفُو الشّمالْ ارْتاحْ عَ الْجَولانْ
كِتْفُو الْيَمِين ارْتاحْ عَا نِيسْانْ
كَفّو الشْمَال بْيِفْتَحو… بْيِلْمَعْ
نْحَاسِ الْقَمِحْ غَطّى سَهِلْ حَورانْ
كَفّو الْيَمِين بْيِغْلِقَو
بْيِتْدَوّرِ الرِّمانْ
إسْمُو جَبَلْ عامِلْ!
صُدْرو خِزانِه بِـ قَلْبْها جْهازِ الْعَرُوسْ
فِيها عِنَبْ
فِي تينْ
فِي زَيتْ عَمْ يِرْشَحْ من عْرُوقِ السّْنينْ
جْهازِ الْعِرِسِ
لَلْبِنْتْ يَلّلي إسمْها زينبْ
وْسَامِعْ حَدا بِيقُولْ إنّا فَلَسْطِينْ
إسْمو جَبَلْ عامِلْ
عْيُونو بُرَكْ وِوْلادْ بَدّنْ يِلْعَبُوا
وِجّو مِتلْ دَفْترْ
وِالشّمِس حِفْظِتْ دَرْسها وَعَمْ تِكْتَبو.
* * *
لمّا الْهَوا بِيْنَسِّم منْ الْغَرْبْ
عالِخْيَامْ
بْيِحْمِلْ مَعُو جِمْلِه من كْتابِ الْحَمَامْ
بِيغُطْ رِيشِه بِالنَّعَسْ
وْبيبَلّش يْألّف مْنَامْ
شَايِفْ كَإنّو في بَردْ
لَيْل وْعَمِ يْخَطِّطْ رَعِدْ
قْبالو بِنِتْ إسْما دَعِدْ
بِيمِدّْ إيدو بْيُعْقصُو نَحْلِ الْوَرِدّ
بِيصِيرْ يِقْرَالا شِعِرْ
حافِظْ شِعِرْ
وِبْيِِنْتْبِه
بِيصِيرْ يِطَّلّعْ فِيَا وْيِنْقُلْ شِعِرْ
يُقْرا وْيُقرا يْشِدِّ عَ حْروفِ التّمرّ
بِيْقِلّها رَحْ آخْدِكْ عالشامْ
مِنْفِيقْ قَبْلِ الّنومْ
فِرَخِ النّْسِرْ مِنْفَلّتو
بِيطِيرْ..
وِمْنِلْحَقوا
بِيرُوحْ أعْلى كْتيرْ
نِجْمِ الصُّبُحْ عاطولْ لَـ قِدّامْ
وْلمّا مْنِجِي تَنْضِيع مِنْ كِتْرِ التّعَبْ
مِنْدِقّ عَ نْهارِ الْعَرَبْ
بْتِفْتَحْلْنا الْإيّامْ
بْتِفْتَحْلْنا بْيُوتِ القَصِيدِه الْواسْعه
اللّي كَاتِبا شاعِرِ كْبيرْ
ما بْقُولْ إسْمو بْخافْ يَهْتَزّ الزّمانْ
بِيْقِلْها عالشّامْ
بْجِبْلِكْ حَلَقْ
حلوِ الْحَلَقْ يِحْفَظْ حَكِي
وْمَرّاتْ بِيألّفْ كَلامْ
بْجِبْلِكْ حَلَقْ
تا تِسْمَعِي صَوْتِي
وْإسْمَعْ أنا صَوْتِي بَعدْ مَا نَامْ
بِيْقِلْها عالشّامْ
بْجِبْلِكْ حَريرْ بْيِسِبْقِكْ عَ مْرايْتِكْ
بِيغارْ مِنّو شَعْرِك بْيِبْكِي
بْتِتْعلّمِ الرّيحِ النَّدَى
وِالْمَيّْ عَْْ تِتْعَلّمِ السّمْكِه
بيجبلْها فُسْتُقْ منِ بْلادِ الطَّرَبْ
بِسْتانْ مَعْقودِ الزّهِرْ مِتْلِ الْعُربْ
بِيْعِنّ صَفْصَافِ لِخْيامْ
بِيرَنّْ عُودِ الْلي بْحَلَبْ
بِيْقِلّها رَحْ آخْدِكْ عَ الشّامْ
عَالسّتْ زَينبْ سَمّعِكْ
شُو قَلّْها لِحسيْن لَـَ زَينبْ
صَوْتو بْيِجِي
مِتْلِ انْكَلَخْ فَنْدْ الزّمانْ
وْصارْ يُنْفُخْ رِيحْ
لمّا وِقِفْ عاشَفْرِةِ الْهَمّْ وْدَعَس عَالزّيحْ
مِنْفُوتْ عالْحَضْرَه
مِنْشِدّْ عَ غْصُونِ الْقَفَصْ
وِمْنِسْمَعُو شُو قَلّْها لَحسين لَـَ إختو:
اعْطِيني تْيابْ جْدَادْ
تا إِلْبِسُنْ فَوقِ لِعْتاقْ
وْإحْمُلْ عَلَيْهُنْ
يِمْكِنِ الْمَرّه الْأخيرَه تْكُونْ
وْلمّا الْمُهُرْ مِنْ تَحْتْ مِنّي يْشِدّ
وْسَيْفِي بِكَفِّي يْعَلِّمِ البَرْقِ الجُنونْ
وْإفْتُكْ بِتِفَّاحِ الرّمِلْ
وِبْشِيلْ ضَوّ مْنِ لِعْيونْ
بْيِتْكاتَروا
وِسْيُوفْهُنْ بِتْصِيبْنِي بُوقَعْ
بِتْلِمّنِي جْفُونِ الرّمِلْ
بِيصِيبْنِي مِتْلِ السّكوتْ
وْقَبِلْ ما مُوتْ
أو يِمْكِن بَعدْ ما مُوتْ
بْيِمْرُقْ حَدا بْيِخْطُرْ عَ بَالو
يْشَلّحِ الْمَوْتى التّيابْ
بِيشَلّحُونِي بْضَلّْ لابِسْ
تَحْتُنِ تْيابِ لِعْتاقْ
دَفْيَانْ مِشْ بَرْدانْ
حَتّى إذا جدِّي مَرَقْ
ما يْشُوفْنِي عَرْيانْ
عالسِّتْ زَينبْ عَالْقَفَصْ
نُوفِي النِّدرْ
وِنْرُشْ نِتْفِةْ مَيّْ عَ تَرابِ الْعُمُرْ
وْما كانْ يِخْلَصْ هَالِمْنامْ
وْبَعْدا دَعِدْ عَمْ تِسْمَعُو
بِيرِشّْ حَبّْ مِنِ الْكَلامْ
بِتْدوبْ بِتْيابا خَجَلْ
بِتْصِيرْ عَصْفُوره
بِتْنَقْوِدِ حْبُوبِ الْحَكِي
نَقْدِه وَرَا نَقْدِه
وْبِتْطَرّزِ وْلادا عالمخدِّه
إسْمو
جَبَلْ عامِلْ
وْصارْ عِنْدو وْلادْ
كِبْروا عَ دَرْبِ الْمَدْرَسِه
وْرَاحوا عَ لِفْلاحه
وْكِلّْ ما انْعَقَدْ زَهْرِ الشّعِرْ
بِيصِيرْ تِفّاحه
وَبَعْدو جَبَلْ عامِلْ
قاعِدْ لََحالو تَحْتْ هالْخَيْمِه
بِيْشِكّْ أصْبعْ بالترابْ
بْيِِطْلََعْ وَرَقْ دخّانْ
بِيْلِفّْ سيجارَه
بْيِِقْدَحْ حَجَرْ صَوّانْ
بِيشََعّلا وِبْيِنْفُخِ الْغَيْمِه
إسْمو جَبَلْ عامِلْ