شدد متولي العتبة الرضوية المقدسة على ضرورة توسيع نطاق البحث الإسلامي إلى ما وراء حدود المعاهد البحثية وتأثيرها في قلب المجتمع، وقال: البحث الإسلامي يجب أن يكون تطبيقيا ومؤثرا على التطورات الاجتماعية وحياة الناس اليومية.
كتبت وكالة “عتبة نيوز” العربية نقلا عن وكالة “آستان نيوز” الفارسية، أنه في الذكرى الأربعين لتأسيس مجمع البحوث الإسلامية التابع للعتبة الرضوية المقدسة، والتي عُقدت (9 ديسمبر 2024) داخل المجمع، أشار حجة الاسلام والمسلمين أحمد مروي، متولي العتبة الرضوية إلى أهمية الامتداد الاجتماعي للأنشطة العلمية في تحقيق أهداف مجمع البحوث الإسلامية وقال: تُبذَل جهود كثيرة لإنتاج أعمال جيدة وقيمة في مجمع البحوث الإسلامية، ولكن هناك نقطة واحدة غالبا ما يتم تجاهلها وهي الامتداد الاجتماعي لهذه الأعمال. إذا لم تتمكن هذه الإنجازات العلمية والبحثية من الإنتشار على مستوى المجتمع وتؤثر على حياة الناس اليومية والتغيرات الاجتماعية، فإن الجهود لن تصل إلى نتائجها المرجوة.
ضرورة إجراء بحوث علمية في مجال الزيارة
وفي جزء آخر من كلمته شدد الشيخ المروي على أهمية الاهتمام بموضوع الزيارة في الأنشطة العلمية والبحثية، وقال: إن موضوع الزيارة من القضايا المهمة التي يجب أن يوليها البحث العلمي اهتماما خاصا. لا ينبغي إهمالها حتى نتمكن من دراستها بعمق وعدم حصرها بالأعمال والطقوس الظاهرية. الزيارة لها معاني غنية يجب التطرق إليها.
فتح المجال العلمي لجميع الباحثين
وأكد أنه في مجال البحث يجب توفير الفرص لجميع الخبراء والمختصين والباحثين؛ وقال: في مجال العلوم والبحث، الحد الوحيد الذي يجب مراعاته هو مبادئ الإسلام وأسسه؛ وفي هذا الإطار، يجب فتح مساحة بحثية لجميع الباحثين والكُتَّاب.
الاستفادة من مكنز مخطوطات العتبة الرضوية المقدسة
كما أكد متولي العتبة الرضوية المقدسة على ضرورة الإستفادة الفعالة من الإمكانيات المهمة لمستودع المخطوطات في مكتبة العتبة الرضوية المركزية، وقال: تعد مكتبة العتبة الرضوية المركزية من أكبر وأعرق مراكز حفظ الكتب الإسلامية والشيعية بإحتوائها على آلاف المخطوطات القيمة. هذه الكتب ليست تراثا للإسلام والشيعة فحسب، بل هي أيضا تراث قيم يعتبر نتاج سنوات من الجهود العلمية والبحثية لكبار العلماء والباحثين الذين ابتكروا أعمالا قيمة في أصعب الظروف؛ لذلك، يجب وضع هذه الكنوز العلمية تحت تصرف الباحثين بطريقة أكثر فعالية.
ضرورة إعادة كتابة سيرة المعصومين (ع) للأجيال الجديدة
وتابع متولي العتبة الرضوية قائلا: إنه يجب إعادة كتابة حياة المعصومين (ع) ونشرها بشكل منتظم وعلى فترات مختلفة لكل جيل، وفقا للاحتياجات والمواصفات الخاصة لهذا الجيل. يجب على مجمع البحوث الإسلامية أن ينشر كتبا لكل جيل تعرض فيها حياة المعصومين (ع) بلغة وأسلوب تعبير يتناسب مع ظروف واحتياجات العصر. مثل هذا العمل لن يعيد إحياء تعاليم أهل البيت (ع) بين الشباب فحسب، بل يمكن أن يساعد أيضا في نشر الأخلاق والقيم الدينية في المجتمع المعاصر.
القوة الإبداعية: عامل تقدم المجموعات البحثية والعلمية
اعتبر الشيخ المروي القوى النشطة والإبداعية سر نجاح المجموعات البحثية والعلمية وقال: في العمل العلمي لا مجال للمجاملة؛ يجب أن يكون المجمع البحثي والعلمي حيا وديناميكيا ونشطا وخلاقا.
وأضاف: المجمع العلمي ليس منظمة للمتقاعدين أو مكان للراحة، ولكن يجب أن يكون مليئا بالقوى الإبداعية والحيوية والمبتكرة التي لديها شغف بالموضوعات العلمية.
رسالة مؤسسة البحوث الإسلامية هي خلق أعمال علمية قيمة
وأكد متولي العتبة الرضوية أن أولوية مجمع البحوث الإسلامية هي العمل العلمي وإنتاج الأعمال القيمة.
وفي الختام، قال متولي العتبة الرضوية: لقد أكدتُ دائما أننا لا نهتم بالكمية، ما يهمنا هو الجودة. يجب أن تكون مخرجات مجمع البحوث الإسلامية جديرة بالمكانة الرفيعة للعتبة الرضوية المقدسة. بالطبع، حتى الآن كانت المخرجات على هذا الأساس وبنفس الطريقة تقريبا.
هذا، وعلى هامش الذكرى الأربعين لتأسيس مجمع البحوث الإسلامية، وبحضور متولي العتبة الرضوية، تم الكشف عن الأعمال القيمة لهذا المجمع.
وفي هذا الحفل الذي أقيم بحضور حجة الاسلام والمسلمين مروي متولي العتبة الرضوية، والدكتور عبد الحميد طالبي رئيس المنظمة العلمية والثقافية ومجموعة من الباحثين والكُتّاب المخضرمين في هذه العتبة المقدسة في قاعة الشيخ الطبرسي داخل مجمع البحوث، تم الكشف عن كتاب «أمالي السيد المرتضى» المكون من خمس مجلدات؛ وكتاب «مرشد الأخواص» المكون من ثلاث مجلدات؛ وكتاب«لوامع الأنوار في شرح عيون أخبار الرضا(ع)» وقاعدة معلومات الحديث الرضوي.