أكد نائب جامعة الأديان والمذاهب في الشؤون الدولية “الشيخ محمد مهدي تسخيري” في مقال أن الحوار بين زعماء الأديان يشكّل فرصة لإقامة العدالة العالمية.
وعقب اللقاء الذي أجراه حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب؛ مؤسس جامعة الأديان والمذاهب في إیران مع قداسة البابا فرنسيس وتقديم مقترح عقد “المؤتمر العالمي للسلام” بحضور زعماء الأديان والمذاهب وموافقة زعيم المسيحيين الكاثوليك في العالم على هذا المقترح، قام نائب جامعة الأديان والمذاهب في الشؤون الدولية “الشيخ محمد مهدي تسخيري” بنشر مقال بعنوان “الحوار بين زعماء الأديان؛ فرصة لإقامة العدالة العالمية”.
وجاء في هذا المقال:
“التقى حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب مع زعيم الكاثوليك في العالم بمناسبة بداية العام الميلادي الجديد، في حين يواجه العالم العديد من التحديات، بما في ذلك الحرب والعنف وعدم المساواة. ولا شك أن هذه اللقاءات والمناقشات وتبادل وجهات النظر يمكن أن تكون خطوة نحو إحلال السلام والهدوء في العالم، وحقيقة إعلان البابا أنه يسعى إلى إحلال السلام والصداقة في العالم هو موقف إيجابي
إن الحد الأدنى لتلبية المطلب الحالي للمجتمع الإنساني اليوم هو عقد قمة للحوار الديني بين زعماء الأديان في العالم، وهذه الحاجة محسوسة أكثر من أي وقت مضى.
إن تزايد الصراعات وأعمال العنف القائمة على التحيزات الدينية والمذهبية، والتي شهدناها للأسف في السنوات الأخيرة، متجذرة في الخلافات الدينية والمذهبية والتحيزات الطائفية بحیث لا تتسبب هذه الصراعات في إزهاق أرواح الأبرياء فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى الانقسام والكراهية بين المجتمعات المختلفة.
ونظراً لمقتل المواطنين الأبرياء الذي نشهده في فلسطين ولبنان وبعض دول العالم، يبدو أن الحوار البناء بين زعماء الأديان يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تخفيف التوترات وتعزيز السلام والتعايش السلمي وردع المعتدين.
ويوفّر الحوار بين الأديان فرصة لأتباع الديانات المختلفة للتعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، وحل سوء الفهم، والحصول على فهم أعمق لوجهات نظر بعضهم البعض. وهذا يمكن أن يساعد في الحدّ من الأحكام المسبقة وتعزيز التعايش السلمي.
ويواجه العالم اليوم العديد من التحديات المشتركة مثل الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ والأوبئة والأزمات البيئية. يمكن للأديان المختلفة، بقيمها وتعاليمها الأخلاقية المشتركة، أن تتعاون في مواجهة هذه التحديات وتقديم حلول مشتركة. يمكن للحوار بين الأديان أن يمهّد الأرضية لهذا التعاون والتآزر. إن وعي المجتمع الإنساني المتزايد هو السبيل لتحقيق أسس السلام العالمي ونبذ دعاة الحرب.
إن عقد اجتماعات الحوار الديني بين زعماء الأديان يمكن أن يساعد في نشر رسالة السلام والصداقة على المستوى العالمي. ولذلك فإن الإجتماعات الدينية ليست ضرورة أخلاقية وإنسانية فحسب، بل هي أيضاً حاجة أساسية للتعامل مع التحديات العالمية والاعتداءات القاسية لدعاة الحرب الصهاينة، وبناء عالم مسالم وعادل.
وأخيرا، يمكن القول إن حوار الأديان هو أداة قوية لردع المعتدين وإحلال السلام والتفاهم والتعاون في عالم اليوم، ويعدّ عقد مؤتمرات الحوار الديني بحضور زعماء الأديان خطوة مهمة في هذا الاتجاه. آملين أن يأتي اليوم الذي ينتشر فيه العدل في جميع أنحاء العالم بقيادة منقذ البشرية”.