من المجالات المهمة التي تؤدي إلى فهم أفضل لأهمية هذا الشهر المبارك عبر التاريخ هي أن نتعرف على هذا الشهر من منظور الأسماء والصفات المختلفة التي أطلقت عليه عبر التاريخ.
وشهر رَجَب هو الشهر السابع من السنة القمرية أو التقويم الهجري ويقال أي هابه وخاف منه، وهذا الشهر من الأشهر الحرم ويمثل أهمية بالنسبة للمسلمين لحدوث معجزة “الإسراء والمعراج”. وهو الشهر الأَصَمّ في الجاهلية، لأنه كان لا يُسْمَع فيه لا حركةُ قتالٍ ولا قَعْقَعةُ سلاح، لكونه من الأشهر الحُرُم.
وشهر رجب له أسماء وصفات عديدة، كل منها يعكس خصائص وقيماً خاصةً لهذا الشهر عند القبائل العربية في الجاهلية ثم في العصر الإسلامي.
ومن المجالات المهمة التي تؤدي إلى فهم أفضل لمكانة هذا الشهر عبر التاريخ هي أن نتعرف على هذا الشهر من خلال الأسماء والصفات المختلفة التي أطلقت عليه عبر التاريخ.
ومن أهم تسميات هذا الشهر “رجب المرجّب” أي العظيم الشريف، وهذه التسمية تعكس أهمية وعظمة هذا الشهر عند العرب.
ومن الأسماء الأخرى التي قد أُطلِقَت على شهر رجب هي “مُنصِلُ الأَلّ”، وَ”مُنْصِل الأسنّه” لأن شهر رجب كان يسمّى في الجاهلية الشهر الذي ألقيت فيه الأسلحة وتوقفت الحرب.
ويسمّى هذا الشهر أيضاً بـ “رجب الأصم” وتم اختيار هذا الاسم لأنه لا يُسمع صوت الأسلحة والحرب خلال هذا الشهر.
ويطلق إسم “رجب الأصبّ” أيضاً على هذا الشهر، أي شهر الرحمة، لأن الرحمة الإلهية تنزل على الناس في هذا الشهر وكان العرب في الجاهلية يقومون بتلبية كثير من حاجاتهم بإقامة الأسواق السنوية في هذا الشهر، ولذلك كان شهر رجب عندهم شهراً عظيم البركة والخير.
“رجب المُضَر” هو اسم آخر لهذا الشهر، لأن قبيلة مضر كانت تعتبر هذا الشهر مقدساً بشكل خاص. وبطبيعة الحال، هناك آراء أخرى حول هذه التسمية. ويرى البعض أن هذا الاسم يرجع إلى الاحترام الخاص الذي كانت تكنه قبيلة مضر لهذا الشهر. يسمى شهر رجب أيضاً “شهر الفرد” لأنه منعزل عن غيره من الأشهر المحرمة.
ونظراً لهذه الخصائص والأسماء فإن شهر رجب لا يقتصر على شهر محترم ومحبوب في التاريخ الإسلامي والعربي فحسب، بل وتنعكس أيضاً أهميته الثقافية والاجتماعية في فترات تاريخية مختلفة.
وتمثّل هذه الأسماء بدورها، جانباً من خصائص هذا الشهر، وتساعدنا على فهم أفضل لسبب استمرار هذا الشهر في احتلال مكانة خاصة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم.
