قال “إبراهيم محمد الديلمي” إن “أساس نهضة الشعب اليمني هو إرتباطه بالقرآن ويعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وأدعو كل أبناء الأمة الإسلامية لمراجعة هذه الدروس والإطلالة على طبيعة المشروع القرآني الإلهي الذي قدّمه القائد الشهيد”.
وأشار إلى ذلك السفير اليمني لدى طهران، “إبراهيم محمد الديلمي” في مقابلة خاصة مع وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية في ذكرى استشهاد قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية في إيران الفريق الحاج قاسم سليماني والتي تم نشر الجزء الأول من المقابلة بعنوان “الشهيد سليماني كان بمثابة المنسّق العام لمختلف ساحات المقاومة/ الموقف اليمني لغزة ينطلق من تكليف قرآني”.
فيما يلي نص الجزء الثاني من المقابلة:
– ما هي جذور إصرار الشعب اليمني على نصرة القضية الفلسطينية والقضايا الإسلامية؟
إن أساس نهضة الشعب اليمني هو ارتباطه بالقرآن الكريم ويعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي أطلق مشروعه القرآني منذ العام 2001 ميلادي وهو عبارة عن محاضرات ودروس من القرآن الكريم.
أنا أدعو كل الشرفاء وكل الباحثين وكل أبناء الأمة الإسلامية لمراجعة هذه الدروس والإطلالة على طبيعة المشروع القرآني الإلهي الذي قدّمه القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي يدعو إلى الاعتصام بكتاب الله سبحانه وتعالى والارتباط بمنهجيته الواضحة في الهداية.
القرآن الكريم ليس كتاباً لمجرد التعبد والتلاوة وإنما هو هدي الله سبحانه وتعالى والذي هو يرسم لنا طريق عزتنا وكرامتنا في الدنيا وفي الآخرة.
القرآن الكريم حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض.
مع الأسف الشديد أن الكثير من المسلمين تركوا القرآن وتركوا العودة إليه وارتبطوا بآراء وأفكار ومذاهب أبعدتهم بُعداً كثيراً عن القرآن الكريم والارتباط به والثقة بالله سبحانه وتعالى عبر آياته التي وردت في القرآن الكريم.
إن هجران القرآن هو الذي أدى بالأمة الإسلامية إلى الضياع والتيه والذي أدى بالأمة الإسلامية إلى هذا الوضع وهذا الضعف الذي نشاهده عندما تركوا مصدر قوتهم ومصدر هدايتهم الأول وهو القرآن الكريم فـ الجذور التي يستمد منها الشعب اليمني الزاد والوقود في تحركه هو ارتباطه بالقرآن الكريم وبالمشروع الإلهي الذي تضمنته محاضرات القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
– لماذا وجّه الشهید القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي البوصلة نحو فلسطين كونها قضية مركزية للأمة الاسلامية؟
القرآن الكريم يقول “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا” إن الله أمر بمحاربة الشيطان وأولياء الشيطان.
والقرآن يحضّ على وجوب اتخاذ الكافرين من أهل الكتاب أعداء، إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا باتخاذ هؤلاء أعداء لأنهم “ما يحب الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينـزل عليكم من خير من ربكم”.
طلب السيد حسين بدر الدين الحوثي من كل المجاهدين ومن كل أبناء الأمة الإسلامية أن يرفعوا شعار البراءة وشعار الصرخة في مواجهة هؤلاء الأعداء للتعبير عن هذا الموقف لأن من اتخذ عدواً فيجب أن يعبّر عن عداوته فأطلق شعار “الله أكثر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” هذا الشعار الذي دعا لإطلاقه في كل جمعة وفي كل إجتماع من أجل التعبير عن السخط والموقف العدائي لهؤلاء المجرمين.
ثم بعد ذلك دعا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية ولتكون مساراً أولياً نحو العودة إلى الله سبحانه وتعالى باتجاه إعادة بناء حالة الأمة والحمد لله رب العالمين نجح هذا المشروع عبر هذه الخطوات الأولية التي ساهمت بشكل كبير في نمو هذا المشروع وفي تحوله إلى حالة شعبية وإن شاء الله تنتقل لتكون نموذجاً لكل الشرفاء والأحرار في عالمنا الإسلامي.
– لقد دعوتم إلى إنشاء فرع هندسة المقاومة في جامعات دول جبهة المقاومة، هل يمكن توضيح هذا المشروع؟
ألقيت هذا الكلام في كلية الهندسة في إحدى الجامعات الإيرانية وقلت إن المهندسين الإيرانيين والطلاب الأجانب الذين يدرسون في تلك الجامعة، يدرسون الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية والهندسة العمرانية ومختلف أنواع الهندسة فلماذا لا يكون هناك فرع هندسة المقاومة وهو عبارة عن أبحاث وأفكار تدرّس في الجامعات من أجل إعادة تعريف ونشر فكر المقاومة عبر الأسلوب الهندسي.
هناك المقاومة الاقتصادية بالإضافة إلى المقاومة العسكرية، والأمنية، والاستخباراتية، والإعلامية، ومقاومة التبيين(جهاد التبيين) فيجب أن يكون هناك فرع هندسة المقاومة بمعنى أن يكون هذا المشروع الحضاري الذي قُدّم للأمة يتطلب أن يكون هناك مهندسون لإعادة صياغة أساليب المقاومة في قالب هندسي حديث ينطلق من الجامعة.
– كيف تقيّمون مستقبل محور المقاومة نظراً لما حصل في سوريا؟
لا أخفي بأن محور المقاومة تلقى ضربة شديدة في سوريا وفي لبنان وحتى في فلسطين وفي هذا درس لنا جميعاً في إعادة تقييم المرحلة الماضية؛ أين أخفقنا وأين نجحنا؟ وأين كان ينبغي أن نتحرك بمسارعة؟
دائماً نقول بأنه يجب أن نصلح العلاقة ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى وعندما أقول ينبغي المراجعة والتقييم لننظر هل كان هذا الذي حصل في سوريا مؤخراً هل كان سببه مؤاخذة الهية من الله سبحانه وتعالى لنا أم أنه كان ابتلاء؟ فإذا كان ابتلاء يجب أن نصبر وألا نتوقف وألا نتراجع لأن التراجع والتوقف في هذه المرحلة سوف يؤدي إلى ضربات وغضب إلهي شديد علينا.
ثم لننظر في الجانب الآخر هل كان ما حصل في سوريا ولبنان وفلسطين سببه أننا قصرنا أو فرّطنا فتعرضنا لمؤاخذة إلهية أو تنبيه إلهي فإذا كان الوضع كذلك يجب أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى ونصحح وضعيتنا.
الذي حصل في سوريا هو درس كبير وخسارة يجب أن نفهمها في هذا السياق. العدوان لا زال مستمراً والحرب المفتوحة لا زالت متواصلة ولن تضع أوزارها بعد وبالإمكان تلافي ما يمكن تلافيه وإصلاح ما فسد خلال الفترة الماضية.
– ما هو الدور الأمريكي والإسرائيلي في التطورات الأخيرة التي حصلت في سوريا؟
اليد الصهيونية ماثلة للعيان والمشروع الأمريكي الذي استهدف سوريا على مدى أكثر من ثلاثة عشر عاماً وحاصر أبناء الشعب السوري، أرهقهم بالحصار كما ساهمت حروب التكفيريين والجماعات المرتبطة بالمشروع الصهيو أمريكي في إضعاف الدولة السورية والجيش السوري وفي إضعاف ممانعة ومقاومة السوريين.
هناك علامات إستفهام؛ ماذا يعني أن تنطلق هذه الجماعات التكفيرية بعد توقف العدوان الصهيوني في لبنان بساعة أو نصف ساعة وأيضاً الصمت المريب لتلك الجماعات عن التوغل الصهيوني في الجنوب السوري واحتلاله لمساحات كبيرة جداً من أرض سوريا ودخوله ليس فقط إلى المنطقة المنزوعة حسب قرار مجلس الأمن العام 1973 م وإنما استيلاءهم على جبل الشيخ ودخولهم مؤخراً إلى مدينة القنيطرة السورية وتمددهم بهذه الاتجاهات. وأيضا صمت هذه الجماعات عن التوغل التركي في سوريا وكذلك عن استقدام المزيد من القوات والعتاد الأمريكي إلى جنوب شرق وشرق سوريا. هذه كلها علامات استفهام تضع الجميع أمام مسئولياته
السلطة الجديدة في سوريا التي دخلت إلى هناك لم نسمع لها أي تصريح ضد التواجد الصهيوني والإسرائيلي في الأرض السورية ولم نسمع لها موقفاً تجاه ما يحدث في فلسطين وفي غزة ولم نسمع لها موقفاً تجاه التمدد الأمريكي في تلك الساحة.
وهذا يضع علامات استفهام كبيرة حول المجموعة التي تحكم سوريا حالياً وبالتالي هي قدّمت نفسها كـ حركات إسلامية وحركات مجاهدة وتريد اسقاط الظلم ومواجهة الطغيان. كما أن التركي معني بشكل أو بآخر مما يحصل في سوريا باعتباره الداعم الأول لهذه الحركات والكيانات التي وصلت إلى قصر الشعب في دمشق.