حياة الإمام علي (ع) وحُكمه أسوة للجميع

حياة الإمام علي (ع) وحُكمه أسوة للجميع

قال رجل الدين الإيراني والعضو في مجلس صيانة الدستور بمناسبة ذكرى ولادة الإمام علي (ع): “إن أمير المؤمنين (ع) وحياته الكريمة، وخاصة في فترة إدارته للحُكم، نموذج يحتذى به للجميع”.

وأشار إلى ذلك، الأستاذ في الحوزة العلمية، والعضو في مجلس صيانة الدستور، وأمين المجلس الأعلى للحوزات العلمية آية الله “الشيخ محمد مهدي شب زنده دار” في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) بمناسبة ذكرى مولد أمير المؤمنين علي (ع).

وفيما يلي ننقل جزءاً من مقابلة آية الله شب زنده دار مع وكالة “إکنا” للأنباء القرآنية:

“نحن في ذكرى مولد سيدنا أمير المؤمنين يعسوب الدين أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب (ع)؛ إن هذه العظمة لا يمكن وصفها للناس العاديين؛ وهو شخصية رفيعة، قال عنه الرسول (ص) “لا يعرفك إلا الله وأنا”.

إن أبعاد هذه الشخصية العظيمة قد اعترف بها حتى أتباع الديانات الأخرى وأولئك الذين لا يتبعون أي ديانة، ومن خلال دراسة سيرة حياة تلك الشخصية العظيمة فإن الجميع ينبهرون بعظمة هذه الشخصية.

وقال الله تعالى في سورة النبأ المباركة “عَمَّ یَتَسَاءَلُونَ؛ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ” وقال أمير المؤمنين (ع) “أنا ذلك النبأ العظيم”.

كان الإمام علي (ع) لقد لعب دوراً فعالاً في العديد من الساحات؛ وبذلك قام الإسلام وانتشر، ووقف صامداً كـ الجبل في وجه أعداء الإسلام والرسول (ص).

إن أمير المؤمنين (ع) وسيرته الشريفة، وخاصة في فترة حُكمه، هو نموذج للجميع، مع أنه كان ينبغي له أن يستخلف النبي (ص) حسب التعيين الإلهي فإن السنوات الخمس والنصف التي حكمها وأسلوبه في الحكم والقيادة، ومعاهدته العميقة الرائعة مع “مالك الأشتر”، والتي تثير اهتمام مفكري العالم اليوم، كلها نماذج يحتذى بها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك نقطة مهمة يتم الاستفادة منها من القرآن الكريم وهي أن القرآن الكريم قدّم وصفة من ثلاثة عناصر لهداية البشرية: ” یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَیْهِ الْوَسِیلَةَ وَجَاهِدُوا فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ”.

قال الله تعالى إنه إذا كنت تريد تحقيق الرخاء الأبدي والخلاص، يجب عليك القيام بهذه الأشياء الثلاثة: أولاً: عليك بالتقوى الإلهية والاستماع إلى أمر الله وثانياً: هو الجهاد في سبيل الله، أي أن يوجه الإنسان كل جهوده وطاقاته وقدراته في سبيل طاعة الله تعالى وتحقيق الأهداف الإلهية.

وهناك من هو مجاهد وعنده تقوى ولكن هذين العنصرين لا يكفيان للوصول إلى السعادة النهائية وعليه التمتع بالأمر الثالث وهو “وَابْتَغُوا إِلَیْهِ الْوَسِیلَةَ” أي استخدام الوسيلة للوصول إلى الله. وقيل أيضاً عن الوسيلة هي ما يتعلق به الإنسان من أعماق قلبه ونفسه، ويهتم به، ويحبه؛ إذن، بالإضافة إلى التقوى والجهاد، نحتاج إلى أمر ثالث لتحقيق السعادة الأبدية، وهذا الأمر الثالث هو أن نجعل بيننا وبين الله واسطة.

قد ورد في الروايات الشريفة أن أمير المؤمنين (ع) قال: “أنا الوسيلة” ولذلك فإننا نستعمل ونستنتج من الآية أن العلاقة بأمير المؤمنين (ع) واتباعه عامل من عوامل سعادة الإنسان، وهذا يعني أن الإنسان إذا اجتهد ومارس التقوى طيلة حياته ولم يكن لديه تلك المودة والتعلق والود، ولم يكن على طاعة أمير المؤمنين (ع) فلا ينفعه سعيه وورعه، وذلك لا يجلب له السعادة”.

وفي هذا الإطار روي عن رسول الله (ص) قوله “یا علیُّ أنتَ حُجَّةُ اللّه، وأنتَ بابُ اللّه، وأنتَ الطَّریقُ إلَى اللّه، وأنتَ النَّبَأُ العَظیمُ، وأنتَ الصِّراطُ المُستَقیمُ، وأنتَ المَثَلُ الأعلى”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل