التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الأربعاء) 22/1/2025، مع رواد الأعمال والمستثمرين والمنتجين والناشطين الاقتصاديين في القطاع الخاص. وتحدّث سماحته عن غزة حيث رأى أن وقف إطلاق النار وانتصار غزة دلالة جلية على تحقق التوقع بأن المقاومة ما زالت حية، وستبقى حية.

وأضاف سماحته في هذا السياق: «ما يحدث أمام أعين العالم يشبه الأسطورة، فقد قدمت آلة الحرب الضخمة مثل أمريكا، من دون اكتراث للمفاهيم الإنسانية، قنابل مدمرة للتحصينات للكيان الصهيوني الظالم والمتعطش للدماء، ليقصف هذا الكيان السفاح وعديم الرحمة 15 ألف طفل في البيوت والمستشفيات، ومع ذلك، يعجز هذا الكيان وداعموه عن تحقيق أهدافهم».

وأكد الإمام الخامنئي أنه لولا الدعم الأمريكي، لكان الكيان الصهيوني قد انهار في الأسابيع الأولى من الحرب، وأضاف: «في هذا العام ونيف، ارتكب الكيان الصهيوني الجرائم بكل ما أوتي، وقصف البيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس في مساحة صغيرة مثل غزة، ولكن في النهاية، لم يتمكن من تحقيق الهدف الذي حدده رئيس حكومته المَخزي والبائس، أي القضاء على “حماس” وإقصاء المقاومة عن إدارة غزة. بل اضطر إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع “حماس” نفسها، والقبول بشروطها لوقف إطلاق النار».

وعدّ قائد الثورة الإسلامية حيوية المقاومة وصمودها في حادثة غزة مصداقًا لتحقق السنة الإلهية في النصر عند الصمود، وقال: «أينما وُجدَ الصمود من جانب عباد الله الصالحين، كان النصر حتمي هناك».

وأشار سماحته إلى التصريحات الناجمة عن التوهم ونسج الخيال، تلك التي تدّعي أن إيران قد ضعفت، وأردف مؤكدًا: «سيثبت المستقبل مَن الذي ضعف. صدام أيضًا، بدأ الهجوم ظنًّا منه أن إيران قد ضعفت. ريغن كذلك، قدّم تلك المساعدات الضخمة لنظام صدام ظنًّا منه أن إيران قد ضعفت. هؤلاء وغيرهم من عشرات المتوهمين، ذهبوا إلى الجحيم، والنظام الإسلامي ينمو يومًا بعد يوم، وسوف تتكرر هذه التجربة هذه المرة أيضًا، بفضل من الله».

في جزء آخر من حديثه، عدّ الإمام الخامنئي الحضور في محافل مثل «البريكس» أمرًا مهمًا، مشيرًا إلى ضرورة نشاط المسؤولين الدبلوماسيين في البلاد للاستفادة القصوى من هذه الفرصة الكبيرة، وقال: «يُعدّ نظام “البريكس” المالي الذي يتيح التبادل المالي بالعملات الخاصة بدول الأعضاء، فرصة مهمة».

ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ حذف استخدام الدولار من المبادلات التجارية بالقدر المستطاع أمرًا ضروريًا، وقال: «إنّ هذا العمل الذي يسعى إليه الرئيس المحترم، هو عمل عظيم ومهم ويعدّ في الساحة الاقتصادية خطوة حازمة وحاسمة للغاية، ويجب على البنك المركزي أن يفتح المجال لتخصيص العملات الأخرى. بالطبع، سيكون لذلك ردود فعل، ولكن ذلك سيجعل يد البلاد أقوى».

وأشار إلى زيارته أمس لمعرض «رواد التقدم» (معرض إنجازات وقدرات القطاع الخاص) قائلًا: «يُظهر هذا المعرض مقتطفًا صغيرًا من حقائق البلاد، ولكنه في الوقت ذاته يبيّن أن القطاع الخاص، رغم الضغوط والحظر والتهديدات، قد حقق مستوى مقبولًا من التقدّم، وأنّ حركة البلاد مستمرة نحو الأمام، لذا يجب أن نقدّر هذه النعمة الإلهية العظيمة».

ورأى الإمام الخامنئي أن تقارير الناشطين الاقتصاديين، خاصة في ظل محاولات الأعداء لخلق جو من اليأس والإحباط، تبعث على الحياة والتقدم، وقال: «للأسف، بسبب النقص في العمل الإعلامي، فإنّ الشباب والطلاب الجامعيين والفئات الأخرى غير مطلعين على هذه الأخبار السارة وأنواع التقدّم التي تحقّقت، لذلك يجب على المسؤولين عن هذا الأمر أن يخططوا ويقدّموا عملًا إعلاميًا مهمًا في هذا المجال».

كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى انعقاد خمس لقاءات مع الناشطين الاقتصاديين في السنوات الأخيرة وقال: «في عام 2019، وفي ذروة الحظر والتهديدات المتزايدة، وصفنا المنتجين ورواد الأعمال بقادة الخط الأمامي في الحرب الاقتصادية، وطلبنا زيادة الإنتاج، وأظهرت اللقاءات في السنوات التالية أن القطاع الخاص يسير في طريق تعزيز القوة والإبداع، كما تبيّن هذا العام أنّ الناشطين الاقتصاديين، بتجاربهم الميدانية، يسعون إلى توسيع الإنتاج وزيادة الاستثمار».

كما أوضح سماحته أن زيارة رؤساء السلطات الثلاثة وسائر المسؤولين لمعرض «رواد التقدم» مفيدة وضرورية، وقال: «في العام الماضي أيضًا، كان الشهيد رئيسي بعد زيارته المعرض في غاية السرور والتفاؤل».

وفي بداية هذا اللقاء، قدّم 13 من المنتجين والناشطين الاقتصاديين في القطاع الخاص تقارير عن إنجازاتهم والتحديات التي يواجهونها، بالإضافة إلى اقتراحاتهم.