النهي عن العودة إلى الماضي في رؤية آية الله جوادي آملي

النهي عن العودة إلى الماضي في رؤية آية الله جوادي آملي

ما ورد في المجامع الروائية هو أنّ من أسّس نظامًا إلهيًا، ثمّ أراد – و العياذ بالله – أن يعود عنه إلى العادات و الآداب و التقاليد الجاهلية التي كانت قبل الإسلام، فهذا أمر منهيّ عنه.

بحسب تقرير وكالة أنباء الحوزة، فقد صرّح سماحة آية الله جوادي آملي في رسالةٍ بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران قائلًا: إنّ أحد الكبائر التي كانت مطروحة في صدر الإسلام هو التعرّب بعد الهجرة، و قد ورد هذا المفهوم في بيان النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه و آله و سلّم) حين قال مباشرةً لأمير المؤمنين (عليه السلام): لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، و كذلك في الحديث النورانيّ للإمام الصادق (عليه السلام) حيث نهى صراحةً عن التعرّب بعد الهجرة، كما ورد ذلك في المكاتبة الرسمية للإمام الرضا (عليه السلام). فهذا أمر مسلَّم به في صدر الإسلام، حيث كان المبدأ هو: لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.

و معنى هذه الجملة المباركة هو أنّ الجماعة التي هاجرت من مكة إلى المدينة، أو الذين كانوا من الأوس و الخزرج في المدينة، قد هاجروا من الجاهلية إلى الإسلام، كما في قوله تعالى: ﴿وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾، فقبلوا بالنظام الإسلاميّ المبارك، فلا يجوز لهم بعد ذلك أن يعودوا إلى أخلاق الجاهلية أو يتبنّوا عادات العرب الجاهليّين، فقد نُهي عن ذلك بشدّة. فالتعرّب بعد الإسلام يعني العودة إلى النظام الجاهلي، و إلّا فإنّ العروبة كعرق محترمة كغيرها من الأعراق. لكنّ التعرّب المقصود هنا هو قبول جاهلية ما قبل الإسلام مرّة أخرى، و هذا من الكبائر، كما ورد في الحديث: لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.

و ما ورد في هذه المجامع الروائية، من أمرٍ صريحٍ عن النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم)، و بيانٍ رسميّ للإمام الصادق (عليه السلام)، و رسالةٍ موثّقةٍ للإمام الرضا (عليه السلام)، يؤكّد أنّ من أسّس نظامًا إلهيًا ثمّ أراد – والعياذ بالله – أن يتراجع عنه و يعود إلى العادات و الآداب و التقاليد الجاهلية لما قبل الإسلام، فهذا أمر منهيّ عنه. فإن كان – لا قدّر الله – لدى أحدٍ هوًى يجعله غير منسجمٍ مع النظام الإسلامي، فهذا هو التعرّب بعد الهجرة المنهيّ عنه.

و النتيجة أنّ علينا جميعًا، إن شاء الله، أن نحتفل بعظمةٍ و جلالٍ بذكرى نظامنا الإسلاميّ و ذكرى الثورة الإسلامية في إيران. نأمل أن يشمل نظامنا و مسؤولونا، و كلّ من بذل الجهد و التضحيات في هذا النظام، بعنايةٍ خاصةٍ من أهل البيت (عليهم السلام)، و أن يكون الإمام الخميني (رحمه الله) و الشهداء مورد عناية الله تعالى، و أن يمنّ الله بالشفاء على جرحى الثورة، و يشفي جميع المرضى، و يحقّق آمال المحتاجين في الوصول إلى الحقّ و الخير.

( غفر الله لنا و لكم، و السلام عليكم و رحمة الله )

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل