تفسير “تسنيم” جاء نتيجة محاضرات حضرها أربعة أجيال

تفسير "تسنيم" جاء نتيجة محاضرات حضرها أربعة أجيال

قال مفسر القرآن الكريم ونهج البلاغة “آية الله العظمى جوادي آملي”: “جاءت أربعة أجيال من أربعة عقود مختلفة إلى محاضرات التفسير، وتم الأخذ بالاعتبار بانتقادات وشبهات أربعة أجيال في هذه المحاضرات؛ إن كتابًا يتكون من 80 مجلدًا، وكل مجلد يحتوي على 800 صفحة، هو بلا شك عمل الحوزة العلمية وشاهد على قوة الحوزة”.

وأشار إلى ذلك، المفسر الايراني الكبير للقرآن الكريم العلامة “عبدالله جوادي آملي”، في المؤتمر الدولي للكشف عن تفسير “تسنيم” الذي أقيم في مدرسة “دار الشفاء العليا” في قم المقدسة(جنوب العاصمة الايرانية طهران)، وقال: “تفسير “تسنيم” هو نتاج الحوزة العلمية؛ بلا شك، هذا العمل هو عمل الحوزة، وأنا شخص واحد أمام هذه المجموعة العظيمة”.

وأضاف: “قبل 70 سنة حين دخلت الحوزة العلمية كنا تحت خدمة آية الله العظمى “البروجردي” والإمام الخميني (رض) وآية الله “محقق داماد”؛ لقد كان آية الله محقق داماد أباً لنا وليس فقط أستاذاً؛ كنت أقدم له ملخصات درس الأسفار في عصر يوم الأربعاء من كل أسبوع وكان يراجع كل سطر منها ويقوم بتصحيحه.

وأردف مبيناً: “لقد جاءت أربعة أجيال وأربعة عقود مختلفة إلى هذا الدرس، وتمّ بيان مشاكل ونقد وشبهات أربعة أجيال في هذا الدرس، لذا يوجد فيه تكرار أيضاً؛ إن كتاباً يتكون من 80 مجلداً، وكل مجلد يحتوي على 800 صفحة، هو بلا شك عمل الحوزة العلمية وشاهد على قوة الحوزة.”

واستطرد العلامة جوادي آملي مبيناً: “لقد سمعنا جميعا وقرأنا أن واجب العالم هو إزالة الجهل وتثقيف الناس، ولكن جعل الجاهل عالماً هو جزء من العمل، بينما جعل العاقل عاقلاً هو الأساس، وهو أمر ليس سهلاً”.

وأوضح: “تقوم الحوزة العلمية والجامعة بجعل الجاهل عالماً، لكن العاقل والعادل قليل؛ يمكن أن يؤثر الجهل على العلم والعقل؛ وجاء في الرواية “رب عالم قد قتله جهله.”

وأكدّ كاتب تفسير “تسنيم” القرآني: “الذي قص رأس العلم هو الأنانية والغرور والجهل”.

قال مفسر القرآن الكريم إن أن يصبح الشخص عاقلاً هو عمل عقلي عملي ليس له علاقة بالفكر، مضيفًا: “وفقا للآيات القرآنية، بعض الناس يتيقنون من الحق مع من هو وماذا، لكنهم لا يزالون يفعلون العكس”.

وأوضح آية الله العظمى جوادي آملي أن إزالة الجهل ليست صعبة، لكن تحويل الجهل إلى عقل ممكن ولكنه صعب، قائلًا: “إصرار الروايات يبين أن من لا يعرف إمامه يموت ميتة جاهلية، لذا على الحوزة العلمية أن تسعى لإزالة الجاهلية لأنها تقتل العقل والعلم”.

وقال هذا المفسر للقرآن الكريم: “إذا أردنا أن نكون وارثي الإمام فلا بدّ أن نقوم بتهذيب النفس وطهارة الروح. الميراث لا يحتاج إلى دراسة أو فكر حتى ندرسه ونصبح وارثين، بل يحتاج إلى اتصال حقيقي لا يمكن أن يتم إلا بطهارة الروح والتفكير السماوي”.

وفي جزء آخر من حديثه، أشاد آية الله العظمى جوادي آملي بمقام سماحة “السيد حسن نصر الله”، وأضاف: “لقد حضر عدة سنوات في قم المقدسة وفي جلسة التفسير لدينا، وكان يتعلم الآيات التي يقرأها في خطبه خلال درس التفسير؛ لذا إذا كان هذا السيد قد حرّك العالم، فذلك ببركة هذا القرآن؛ عندما الإنسان يعيش القرآن ويكون مع القرآن والعترة والإيثار والتضحية، يصبح هكذا”.

هذا ويذكر أنه أقيم اليوم الاثنين 24 فبراير / شباط 2025 م، مؤتمر دولي في مدرسة “دار الشفاء العليا” بمدينة “قم المقدسة” لإزاحة الستار عن تفسير “تسنيم” للقرآن المكون من 80 مجلداً من تأليف المفسر الكبير وأستاذ الحوزة العلمية “آية الله العظمى جوادي آملي”، وذلك بحضور حشد من المسؤولين الحكوميين والوطنيين والشخصيات الحوزوية البارزة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل