زينب حمود
“صُم، قاوم، وقاطع“… تحت هذا الشعار، تواصل حركات المقاطعة نشاطاتها منذ بداية شهر رمضان المبارك، بهدف تذكير الشعوب في مختلف أنحاء العالم، وخصوصًا في المنطقة العربية، بضرورة الاستمرار في مقاطعة المنتجات الداعمة للعدو الإسرائيلي.وقد نشرت حركة المقاطعة في العديد من البلدان العربية، بما في ذلك لبنان، قائمة بأبرز المنتجات التي يجب الاستمرار في مقاطعتها، بالإضافة إلى تقديم بدائل لها.
تقول كوثر عقيل، عضو في حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان، إنهم يعملون منذ عام 2002 على جعل المقاطعة نهجًا وأسلوب حياة. وتؤكد كوثر أن الحملة تهدف إلى تعزيز الوعي لدى المواطنين من خلال توضيح أهداف المقاطعة، ودعم المقاومة المسلحة عبر المقاومة المدنية. كما تشير إلى أن المقاطعة ليست رفاهية، بل هي مبدأ وحق.استطاعت الحملة التواصل مع الجمهور عبر مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي، وحاولت تكريس ثقافة المقاطعة في المجتمع اللبناني، الذي لا يزال متأخرًا في تبني هذه الثقافة مقارنة ببعض المجتمعات العربية الأخرى مثل المغرب والأردن. ورغم ذلك، لا تزال الحملة تنشط بقوة في مختلف المناسبات، بهدف التذكير المستمر بأن مواجهة العدو عبر المقاطعة تُعد أحد أوجه المقاومة ومسلكًا وطنيًا له نتائج إيجابية على تعزيز الصناعة المحلية.
وفي منشوراتها المتعلقة بشهر رمضان المبارك، نشرت الحملة على صفحاتها قائمة بالمواد الغذائية التي يجب مقاطعتها، موضحة من خلال هذه القائمة منشأ المنتجات وكيف تدعم إسرائيل.
وبحسب الصحف الإسرائيلية، فإن المنتجين يضطرون إلى التحايل وإزالة اسم إسرائيل من على منتجاتهم لتمكين بيعها في الدول العربية والإسلامية والجاليات في أوروبا، بعد حملات المقاطعة المستمرة. وفي أعوام 2021 و2022 و2023، شهدت تجارة التمور الإسرائيلية انتعاشًا نتيجة لموجة التطبيع التي شملت بعض الدول العربية، حيث أصبح التمر الإسرائيلي يُعرض علانية في معارض الإمارات والمغرب.لذلك دعت العديد من المنظمات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي المستهلكين إلى تفقد ملصقات منتجات التمور في المتاجر، وحثتهم على تجنب شراء التمور التي تُزرع في المستوطنات الإسرائيلية.
العدو الاسرائيلي يسرق ويبيع !
استولى الاحتلال على 86% من مزار أريحا، التي تشكل مزارع النخيل 50% من مساحتها. كما يحظر الاحتلال بيع النخيل ويقوم بمحاكمة من يبيعها. علاوة على ذلك، يقوم برفع أسعار التمر الفلسطيني لدفع المستهلكين إلى تفضيل التمر الإسرائيلي الأرخص.
ينتج الاحتلال 110 آلاف طن من التمر سنويًا، ويُصدر ثلث الكمية الإجمالية بالتزامن مع شهر رمضان. ويشكل التمر المجدول منها 30 ألف طن، أي ما يعادل 75% من إنتاج العالم لهذا الصنف.وتقدر تجارة التمور الإسرائيلية بين 340 و500 مليون دولار سنويًا، بحسب تقرير “ميدل إيست آي“، بينما بلغت قيمة صادرات التمور الإسرائيلية وحدها 338 مليون دولار في عام 2022.
ويطلق على التمر الإسرائيلي الذي يُصدَّر إلى الدول العربية اسم “المجهول”، لكنه في الأصل تمر مغربي تم زراعته في إسرائيل. ويُزعم أنه “ملك التمور” في العالم، وهو خليط هجين من الأنواع الفلسطينية والعربية الشهيرة.
نجاح حملات المقاطعة
كانت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات (BDS) في المغرب قد أعلنت أنها لاحظت غياب التمور الإسرائيلية في سوق الدار البيضاء بعد جولات ميدانية متعددة في السوق. وأكدت أن هذا الغياب هو نتيجة حملاتها التوعوية ضد هذه المنتجات. وأشارت إلى أنها رصدت تمورًا فلسطينية وأردنية في الأسواق مثل “تاج الصحراء” و”تمور القمر” و”مزارع الأمير”، وحثت المواطنين على مراقبة العلامات التجارية وتجنب المجهولة. ويُعتبر هذا إنجازًا جديدًا يُضاف إلى نتائج حملات المقاطعة في المغرب الذي يُعد من بين الدول التي طبعت علناً مع العدو .
أما في لبنان أكدت حملة مقاطعة داعمي اسرائيل عبر موقع المنار الإلكتروني، ومن خلال تقاريرها وأبحاثها، أنه لا توجد تمور إسرائيلية مستوردة إلى لبنان. وقد جاء هذا التأكيد بالتزامن مع انطلاق حملات في العديد من الدول الإسلامية والعربية لمقاطعة التمور الإسرائيلية.