في خطابٍ حاسم خلال درسه الخارج بالحوزة العلمية في النجف الأشرف، هاجم آية الله السيد مجتبى الحسيني، ممثلُ الولي الفقيه في العراق، السياسات الأمريكية مؤكداً أن إيران “لم تبدأ حرباً قط” وأن مواقفها الإقليمية تأتي استجابةً لطلب الشعوب المظلومة.
أكد آية الله السيد مجتبى الحسيني، ممثل الولي الفقيه في العراق ومدرس درس الخارج في الحوزة العلمية المقدسة في النجف الأشرف خلال درسه، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة منذ انتصار الثورة الإسلامية بالمبادئ الأخلاقية العادلة والسلمية، ولم تكن يوماً من دعاة الحروب أو المعتدين، بل كانت دائماً إلى جانب الشعوب المظلومة في مواجهة العدوان والدفاع عن حقوقها المشروعة.
الدفاع عن فلسطين ولبنان وسوريا والبوسنة تمّ بناءً على طلب الشعوب وليس حباً للحرب
وأشار سماحته إلى مواقف الجمهورية الإسلامية في دعم شعوب فلسطين ولبنان وسوريا والبوسنة، موضحاً أن هذا الدعم جاء استجابةً لطلبات هذه الشعوب أو حكوماتها الشرعية، ولم يكن بدافع إشعال الحروب أو خلق النزاعات، بل في إطار دعم السلام والعدالة والاستقرار.
وأضاف: في لبنان والبوسنة وسوريا والعراق وأماكن أخرى، كان المظلومون هم من استنجدوا بالجمهورية الإسلامية، ودعم إيران كان بمثابة دفاع مشروع ضد المعتدين.
الولايات المتحدة لم تتخلَّ عن عدائها للجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة
وتطرّق آية الله الحسيني إلى سجلّ العداء الأمريكي تجاه الجمهورية الإسلامية، مشدداً على أن الولايات المتحدة لم تتوقف عن سلوكها العدائي منذ انتصار الثورة، وحتى في الفترات التي أبدت فيها الجمهورية الإسلامية استعدادها للحوار والتفاهم، كانت واشنطن تسعى لفرض إرادتها لا أكثر.
وأكد: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حوار عادل، بل تريد إذعان الشعوب لإرادتها، وعداوتها للجمهورية الإسلامية ناجمة عن وقوفها بوجه هذه الهيمنة.
الجمهورية الإسلامية لا تريد الحرب لكنها لن تتنازل عن حقوقها المشروعة
وبيّن عضو مجلس خبراء القيادة أن الجمهورية الإسلامية لا ترغب في الحرب، لكنها في الوقت ذاته لن تتراجع عن حقوقها المشروعة. وقال: قضية القدرة النووية الإيرانية مجرد ذريعة، فالهدف الحقيقي هو إضعاف الجمهورية الإسلامية وكسر قدرتها على الردع.
وتابع: وفقاً للفتوى الصريحة لقائد الثورة الإسلامية، فإن الاستخدام العسكري للطاقة النووية محرّم شرعاً، لكن من حق كل أمة مستقلّة أن تطوّر قدراتها العلمية والتقنية في هذا المجال.
الغرب يسعى من خلال الذرائع إلى منع الشعب الإيراني من المقاومة
وأشار آية الله الحسيني إلى مسار المفاوضات النووية السابقة، قائلاً: رأينا كيف حاول الغربيون بعد توقيع الاتفاق النووي (برجام)، إدخال موضوع الصواريخ ضمن جدول المفاوضات، ما يكشف بوضوح أن هدفهم ليس سوى نزع قدرة الدفاع عن الجمهورية الإسلامية.
وأردف: هم لا يخشون من تهديد إيران، بل من قدراتها الدفاعية، وهم يعلمون أن إيران لا تبادر إلى الحروب، لكنها أيضاً لا تستسلم. لا يمكن مطالبة شعب بأن يتخلّى عن قوته الدفاعية بينما أعداؤه يمتلكون كل أنواع الأسلحة.
الجمهورية الإسلامية الدولة الوحيدة التي وقفت بوجه الهيمنة الأمريكية
وانتقد سماحته صمت العديد من الدول الإسلامية وتبعية بعضها للولايات المتحدة، قائلاً: للأسف، العديد من الدول إمّا تابعة بالكامل للولايات المتحدة أو تصمت أمام الظلم. وحدها الجمهورية الإسلامية وقفت منذ انتصار الثورة في وجه هذا التسلّط.
وأضاف: ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من مظلومية، وما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم، من استشهاد أكثر من خمسين ألف شخص، ومن بينهم آلاف الأطفال، وتدمير البنى التحتية التعليمية والصحية والدينية، كلّها وقائع دامغة، ومع ذلك تواصل أمريكا وحلفاؤها دعم هذا الكيان بكل وقاحة.
دفاع إيران عن سوريا جاء بناءً على طلب رسمي من حكومتها الشرعية
وفي ما يتعلق بسوريا، أوضح آية الله الحسيني الممثل السابق لقائد الثورة الإسلامية في سوريا أن الجمهورية الإسلامية لبّت دعوة الحكومة السورية الشرعية، قائلاً: “حين طلبت الحكومة السورية الدعم، قامت إيران بواجبها الإنساني والإسلامي. بل إن مسؤولي الجمهورية الإسلامية كانوا قد حذّروا مسبقاً من الخطر وأعلنوا استعدادهم لتقديم المساعدة قبل وقوع الهجمات. وبالتالي فإن هذا الدعم جاء في إطار الدفاع المشروع وبموجب دعوة رسمية من الحكومة السورية الشرعية. وستظل الجمهورية الإسلامية تدعو إلى السلام والعدالة والتعاون بين الشعوب، وتقف دائماً في صف المظلومين في مواجهة الظلم والعدوان.(1)