الامة يجب ان تكون في خندق واحد لمواجهة العدو الصهيوني

الامة يجب ان تكون في خندق واحد لمواجهة العدو الصهيوني
قال “الشیخ غازي یوسف حنینة” وهو رئیس مجلس الامناء لتجمع العلماء المسلمین في لبنان : نحن المسلمون بحاجة الى فتوى الجهاد وان نكون كلنا باطار واحد وفي جبهة واحدة وخندق واحد لمواجهة العدو الصهيوني وحماية مقدساتنا في فلسطين ولبنان، وفي سوريا  والعراق ومصر والاردن.
وفي حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، تطرق الشيخ حنينة الى فتوى الجهاد المسلح التي صدرت عن “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” من اجل نصرة الشعب الفلسطيني ولا سيما اهل قطاع غزة ووقف العدوان الصهيوني ومجازر الابادة الجماعية التي يقترفها لاكثر من 18 شهرا على القطاع.

واوضح : ان منطقتنا مهددة اليوم، والعدو الصهيوني يطمع بان يستولي على مزيد من الاراضي بعد ما استولى على فلسطين وها هو اليوم يستولي على جنوب سوريا، كما يطمح بان يستولي على جنوب لبنان ويقتحم سيناء بعد الانتهاء من غزة.

ومضى الى القول : ان هذا الطموح الصهيوني لا يوقفه ولا يسقطه الا ان تكون هناك فتوى من علماء المسلمين مجتمعين سنة وشيعة، بأن يكون الجميع في جبهة واحدة وفي صف واحد لمواجهة هذا العدو الصهيوني والحفاظ على ابنائنا وبناتنا ونسائنا ورجالنا واطفالنا ومقدساتنا من الهجمة الصهيونية المدعومة امريكيا وغربيا.

كما قدم الداعية الاسلامي اللبناني، نبذة عن مفهوم الفتوى في الاسلام؛ مبينا، بان “الامة الاسلامية ومنذ فجر الاسلام، كان من جملة الضوابط التي تحكم حركتها هي مسالة الفتوى التي ورد ذكرها في القران الكريم،حيث  يقول الباري عز وجل : [يستفتونك في الكلالة، قل الله يفتيكم].

واضاف : عندما يفتينا الله تعالى، سيكون ذلك حكما الهيا؛ اما امرا او نهيا او فرضا من الله سبحانه وتعالى او توجيها.

وتابع : الفتوى ايضا كانت تصدر من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كحكم شرعي يتبلّغه من الله سبحانه وتعالى فيبلغه للناس.

ولفت الشيخ حنينة الى، ان “الفتوى التي تصدر من العلماء، هي اجتهاد يجتهده العالم او تجتهده مجموعة من العلماء، عندما يبلغ العالم مرتبة الاجتهاد والمرجعية، او ان يكون هناك مجموعة من العلماء وصلوا الى مرتبة علمية تؤهلهم بان يلتقوا على راي لیصدروه كفتوى”.

واردف : من هنا كانت فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نصرة للمظلومين في فلسطين وغزة”.. وان جاءت هذه الفتوى متاخرة اي بعد مرور 18 شهرا على حرب الابادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة وشعبها المظلوم الصامد، ولكننا نقول “ان نأتي متاخرين خير لنا من ان لا نأتي”.

كما اعرب عن اسفه قائلا : ان هذه الفتوى لم تلق القبول الواسع على مستوى الامة الاسلامية، وذلك لما يمثله الحكام في مجتمع المسلمين، خاصة المسلمين السنة؛ وللاسف نقول هذا الكلام لان الامر والناهي في مجتمعات اهل السنة هو السلطان والحاكم والرئيس، والملك والامير، بينما العالم الاسلامي اومجموعة من العلماء هناك يدلون برايهم ويفتون فقط، كما حصل مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وشدد هذا العضو في تجمع العلماء المسلمين بلبنان على، ان “من واجب علماء الامة قبال هذه الفتوى، ان يستنهضوا المسلمين ويحثوهم ويحرضوهم على الجهاد، وان يدفعوا بالجمهوع من ابناء هذه الامة الى المواجة مع اعداء الله عز وجل، وخاصة اذا كان العدو قد اغتصب ارضنا وطرد شعبنا وشرد اهلنا في فلسطين؛ كما قال الباري تعالى : [يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال]”.

واستطرد : لذلك نحن نقول بان هذه الفتوى هي راي فقهي يعتمد على مستند شرعي من الكتاب والسنة، ويعتمد ايضا على مقتضى المصلحة الاسلامية والذي يستدعي تجاوب المسلمين معها؛ ولكن يعني يؤسفني ان اقول بان جمهور اهل السنة، لم يتجاوبوا مع هذه الفتوى الا بالقدر اليسير وبحدود التظاهر في بعض البلاد، او المواقف التي تصدر من بعض العلماء من على منبر الجمعة او بعض التصريحات.

كما لفت “الشيخ حنينة” الى فتوى الجهاد الكفائي التي صدرت عن المرجعية العليا في العراق لصد تنظيم داعش الارهابي، وسر نجاحها، فقال : لنكون واقعيين وصريحين فيما بيننا وخطابنا، ونكون واضحين مع اهلنا وجمهورنا وبيئتنا؛ موضحا بان “المرجعية عند السادة الامامية لا شك لها دور مؤثر وفعال،  ولديها وقع الاستجابة عند المقلدين؛ سواء كان المرجع هنا او هناك.

واضاف : عندما تمددت جماعة داعش الارهابية، قبل عشر سنوات تقريبا، في بعض مناطق العراق والتي كادت ان تصل الى المقامات المقدسة في كربلاء وفي النجف والى بغداد، جاءت فتوى السيد السيستاني وموقف السيد الخامنئي، فكانت منطلقا لتحرك جماهيري شعبي تمثل بشباب العراق، وشكل سدا منيعا في مواجهه داعش، والذي اقلق امريكا يومها وجعلها في موقف ارباك وحيرة.

وتابع الداعية الاسلامي من اهل السنة في لبنان : نحن نقول بان الفتوى عند السادة الامامية، لها اثر طيب وفعال؛ ونسال الله سبحانه وتعالى ان يجعل في الامة الاسلامية وبالتحديد عند اهل السنة من يماثل موقع المرجعية عند السادة الامامية ليكونا جناحي الامة في موقع واحد؛ وان كان الموقف الذي يصدر من بعض علماء فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والاردن ومصر وفي مقدمتهم بعض مواقف شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب، يترك اثرا فعالا في مواجهة العدوان الصهيوني على ارض غزة وفي فلسطين.

وعلى صعيد اخر، تطرق عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان، الى الوضع الراهن في سوريا فقال : من المحزن ومن المؤلم ومن المؤسف، حقيقة، سماع هذه الاخبار عن ما جري في الساحل السوري اتجاه اهلنا السوريين، ايّا كانت انتماءاتهم سواء كانوا من السنة او الشيعة او المسيحيين، او من الدروز او من العلويين و… فهم جميعا يمثلون بالنسبة لنا الشعب السوري الذي نجلّ ونحترم ونقدر مواقفه التاريخية الطويلة في نصرة اهل فلسطين ونصرة اهل لبنان ونصرة اهل العراق.

واكد الشيخ حنينة، بان “لسوريا دور كبير في التاريخ المعاصر، من حيث تبني قضايا الامة عموما؛ ولذلك هذه المذابح التي جرت والدماء التي سّفکت والتنكیل بالمدنيين من النساء والشباب والاطفال والشيوخ، وهذه الفيديوهات والشرائط المصورة التي تم توزيعها وتصويرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي على ايدي  مجموعة ارهابية في سوريا، تركت اثارا سيئة كبيرة على واقع الامة عموما وعلى واقع السوريين خصوصا، بل واحدثت صدمة في الواقع السوري والواقع العربي والاسلامي والدولي، وان كان الاعلام الغربي غطی على تلك المذابح والمجازر التي سفکت فيها الدماء الطاهرة البريئة من شعب سوريا في منطقة الساحل، وحتى في دمشق وحلب وحمص وفي اللاذقية وطرطوس ودرعا والسويداء…

واضاف : نحن نقول ان مستقبل سوريا بوجود هذه الفئات المعروفة بتاریخها الارهابي الاجرامي، لا يبشر بالخير حقيقة.. لذلك نحن نناشد الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة حقوق الانسان وكل المنظمات التي تعنى بهذه الامور، ان تبادر الى اتخاذ موقف تجاه المسؤولين والحكومة في سوريا وتجاه الرئيس السوري، وتحمله المسؤولية الكاملة عن ما يجرى هناك، وان تتولى الاجهزة الامنية ملاحقة المجرمين الضالعين فيها، ويعمل القضاء السوري على معاقبتهم لقاء الاجرام الدموي الذي اقترفوه على ارض سوريا عموما.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل