أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة، مساء الاثنين 28 نيسان/أبريل 2025، على وجود خروقات إسرائيلية للهدنة في جنوب لبنان وقال: نفذنا الاتفاق منذ 5 أشهر من دون أي ثغرة أو خرق أو تجاوز وهذا ما تشهد به دول العالم، لكن “إسرائيل” خرقت واعتدت أكثر من 3 آلاف مرة.. أمريكا متواطئة بالكامل وتغطي وتعطي ذرائع لـ”إسرائيل” لتستمر بالاعتداءات لأن لها أهدافًا“. وصرح أن الدولة مسؤولة عن الضغط على أمريكا وفرنسا والأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الاعتداءات. والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ناعم وبسيط وهذا أمر غير مقبول.  وأضاف: على الدولة أن تتحرك بشكل فاعل وأن تستدعي دول الخماسية وأن ترفع شكاوى لمجلس الأمن وتستدعي السفيرة الأمريكية التي تنحاز لـ”إسرائيل” وأن تتحرك بشكل أوسع دبلوماسيًا“.

لبنان سيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نتخلى عن قوتنا

وأشار الشيخ قاسم إلى أن بعض المسؤولين يقولولون للمبعوثين، إننا حاضرون لحصر السلاح في وقت لم يطبق الطرف الآخر ما عليه، مؤكدًا أن “إسرائيل” تريد السيطرة على لبنان وتريد بناء مستوطنات فيه وتريد إضعافه، ومن لا يؤمن بذلك فليفسر لنا لماذا بقيت “إسرائيل” 18 عامًا ولم تخرج إلا بالمقاومة؟”، مشددًا على أن “لبنان سيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نتخلى عن قوتنا وقوة لبنان وقوة الجيش اللبناني وقوة الدولة اللبنانية“. وقال: “نحن في وقت الصعوبة وقفنا وأوقفنا العدو عند حده واضطر للذهاب لوقف إطلاق النار.. لبنان يجب أن يكون قويًا وسيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه، ولا يفكر أحد العمل على إضعافنا. ولن نعود إلى ما قبل أربعين سنة.. هذا الشعب لا يمكن أن يهزم وسينتصر دائمًا“.

عدم الإعمار يعني إفقار الناس

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الحكومة تأخرت كثيرًا في إعادة الإعمار رغم أن هذا واجبها، لافتًا إلى أنه “إذا عملت الدولة بالتعاون مع كل الأطراف على قاعدة الكرامة والقوة ننجز نهضة البلد“. ورأى أن “عدم الإعمار يعني إفقار الناس.. يعني التمييز في المواطنة.. أي أنكم تستهدفون مكونًا أساسيًا في داخل البلد ويعني أنكم تعرقلون الاقتصاد والتنمية الاجتماعية.. البلد لا يستقر إلا بكل أبنائه ولا ينهض إلاّ إذا تعاونا جميعًا.. نحن نمد اليد ونتمنى منكم التعاون“. وقال الشيخ قاسم: “يجب أن نلتف كلبنانيين وأن نضع أيدينا بأيدي بعض، حتى نصل إلى النتيجة المطلوبة“. وذكّر أنّ الحكومة اللبنانية تعهدت بإعادة الإعمار في بيانها الوزاري، مشيراً إلى أنّ “من يعتقد أنه يفعل ما يريد في البلد ويحرم الناس من العودة إلى بيوتها مخطئ”.

حزب الله مُساعد في بناء الدولة

وأوضح الشيخ قاسم، بشأن الإيواء، أنّ ما قام به حزب الله “نيابةً عن الدولة وأرحناها منه، لا يوجد تنظيم في العالم يقوم به، لا توجد مقاومة في العالم تقوم به“.

وأعلن أنّ حزب الله عمل على إيواءٍ 50755 من الذين هُدّمت بيوتهم بالكامل، ورمّم لـ332 ألف مواطن. وشدّد على أنّ “هذا كله من مسؤولية الدولة، نحن عملناه باللحم الحي“. أمّا الأولوية الثالثة لنهضة لبنان، فأكد الشيخ قاسم أنّها بناء الدولة، و”كنا دائماً مع بناء الدولة، وقال: “انظروا إلى كل مسارنا تجدوا أنه مسار مساعد لبناء الدولة، نحن نعتبر أن بناء الدولة أساس ويجب أن تُبنى”.

هدفنا من المشاركة في انتخابات البلديات هو خدمة أهلنا المستضعفين ورعاية مصالحهم

وفي موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية، لفت سماحته إلى أن “هناك أهدافًا من المشاركة بهذه الانتخابات. أول هدف خدمة أهلنا المستضعفين ورعاية مصالحهم وتنمية مناطقهم ورفع الحرمان عنهم والمساهمة في نهوضهم من خلال الإمكانات المتوفرة. والهدف الثاني، يجب أن نُسهم في إصلاح وتحديث إدارة البلديات والأجهزة والمؤسسات الخدماتية والإنمائية التابعة لها. والهدف الثالث، يجب أن نسهم في تقديم تجربة رائدة في الإدارة تُشكّل نموذجاً في الاستفادة من الكفاءة والاستقامة والمصداقية“.

وأضاف: “نحن عقدنا تحالفًا مع حركة أمل لإدارة العملية الانتخابية، أولًا لأن لنا رصيدًا شعبيًا كبيرًا نحن وحركة أمل. ثانيًا لأننا نستطيع أن ننقل الواقع الموجود من التأزّم والخلاف إلى موضوع الاتفاق، ونكون حكمًا ونساعد، وتابع: “المجالس البلدية ليست مجالس لتصفية الحسابات السياسية، ولا للمناقرة، ولا لتضييع أموال الناس. لا، يجب أن نعمل على قاعدة من يهتم بالشأن العام هو الذي نتعاون معه في هذا الأمر.

وأردف: “أتمنى على جميع إخواننا وأخواتنا وأهلنا وأحبائنا وقرانا ومدننا، بل على جميع المواطنين اللبنانيين، أن نشتغل بهذه الروحية، بهذه السياسات العامة”، وقال الشيخ قاسم: “أنا أدعوكم إلى أن يكون هناك إقبال كثيف على الانتخابات البلدية والاختيارية، لأنّ من يريد أن يُعمّر بلده يجب أن يجتمع مع إخوانه وأحبائه ويتعاهدوا معًا أن يعملوا في التنمية والعمل الاجتماعي”.

التوجه بالعزاء بضحايا حادثة ميناء الشهيد رجائي

وفي جانب آخر من كلمته، توجه بالعزاء إلى إيران، وسماحة الإمام الخامنئي، ورئيس الجمهورية والحكومة والشعب الإيراني، بضحايا حادثة ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس، وقال: “إن شاء الله تمر هذه الأزمة دون أي تأثير، وتكون دفعًا لبلاء أكبر، وإن شاء الله يُحتسب الأجر عند الله تعالى في هذه البلاءات مع الصبر والمتابعة الحثيثة“.

العزاء للعالم المسيحي

كما توجه الشيخ قاسم بالعزاء إلى العالم المسيحي بوفاة قداسة البابا فرنسيس، وقال: “إن شاء الله أعماله وأفكاره الإيجابية المنطلقة من الإنجيل ومن المسيح سلام الله تعالى عليه، تنعكس على القادم وتنعكس على كل العالم دون استثناء“.

صمود أهل غزة الأسطوري لن يدع أهداف الكيان الإسرائيلي تتحقق

وتطرق الشيخ قاسم في كلمته إلى ما يجري في غزّة، حيث توجه إلى أهل غزة بالقول: “أنتم صابرون وأنتم مضحون. مع الأسف هذا العالم عالم طاغٍ، عالم مجرم، العالم الغربي، العالم الأمريكي، العالم “الإسرائيلي”، يعني هؤلاء الذين يقفون في المقلب الآخر. لكن الحمد لله، صمودكم الأسطوري إن شاء الله لن يدع أهداف الكيان الإسرائيلي تتحقق، وفي النهاية هذا الثبات بحدّ ذاته هو مقدمات للنصر الأكيد“.

يا أهل اليمن: هذا شرف أنتم تتميزون به على كل العالم

وختم موجهًا التحية لليمن قيادةً وشعبًا، ولكل القوى الموجودة فيه التي تُواجه العدوان الأمريكي “الإسرائيلي” البريطاني، “لا لشيء إلا لأنهم يريدون نصرة فلسطين والقدس، ثم ختم مخاطباً أهل اليمن: “هذا شرف أنتم تتميزون به على كل العالم“.