انتقد آية الله السيد أحمد خاتمي القراءات الخاطئة التي تصوّر مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة، آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري (ره)، كشخصية غير سياسية، مؤكداً عبر أدلة تاريخية وتحليلية أن الراحل أسس حوزةً ذات بُعد سياسي، واتخذ سياسة حكيمة في جوهر الفقه الإسلامي.
في حديثه لمركز الإعلام والفضاء الإفتراضي للحوزات العلمية بمناسبة مرور مئة عام على إعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم، شدّد عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة وإمام جمعة طهران، آية الله السيد أحمد خاتمي على الدور الذكي والسياسي لآية الله الشيخ عبدالكريم الحائري في الحفاظ على هذه المؤسسة المؤثرة، ورفض القراءات التي تفصله عن السياسة.
ورداً على تصريحات وصف فيها أحد المتحدثين الشيخ الحائري بأنه “غير سياسي” خلال حفل إطلاق كتاب “مئوية الحوزة”، قال خاتمي: “إذا فهمنا السياسة بمعناها الإسلامي كـ’تدبير’، فإن الشيخ الحائري كان سياسياً بارزاً، وليس منعزلاً عن السياسة”.
المواجهة الحكيمة ضد حكومة رضا بَهلَوي
واستذكر عضو مجلس صيانة الدستور الأجواء القمعية في عهد رضا بَهلَوي، الذي أغلق الحوزات العلمية وقمع العلماء، مشيراً إلى أن حوزة قم صمدت بفضل حكمة الشيخ الحائري. ونقل عن رضا بَهلَوي قوله: “دمرتُ الجميع، لكن هذا الشيخ اليزدي دمرني! حاولتُ إيجاد ذريعة ضده ففشلت”.
كما أشار إلى موقف الشيخ الحائري من “جريمة مسجد كَوهَرشاد” (1) و”قضية كشف الحجاب” (2)، موضحاً أنه تعامل بحذر مع النظام القمعي، وحشد الطلاب للمقاومة دون الدخول في مواجهة مباشرة بسبب وحشية الشاه.
الحوزة العلمية معقل المقاومة ضد الطغاة
وأكّد خاتمي أن الحفاظ على الحوزة في تلك الفترة كان إعداداً لمستقبل الثورة الإسلامية، قائلاً: “لو لم تقم الحوزة بأي دور سوى إبقاء شعلة الدين مضيئة في عهد الشاه وابنه، لكان ذلك أعظم خدمة”.
ونقل عن الإمام الخميني (ره) قوله: “لو كان الشيخ الحائري حياً اليوم، لسار على نهج الإمام في الثورة”، لأن تعزيز البنية العلمية كان تمهيداً للتغيير الكبير.
السياسة على نهج أهل البيت (ع)
وشبّه إمام جمعة طهران المؤقت سياسة الشيخ الحائري بسياسة الإمام الصادق (ع) الثقافية، حيث استغل الفرص التاريخية لترسيخ المذهب. كما أشاد بدور آية الله البروجردي (ره) في إفشال مخططات العهد البَهلَوي مثل “الثورة البيضاء” (3)، مؤكداً أن اتهام هؤلاء المراجع بالتطرف هو تحريف للتاريخ.