أكّد قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، ظهر اليوم (الأربعاء 28/5/2025، في لقائه مع وزير الداخلية ومحافظي المحافظات، أنّ «المحافظ هو المدير الشامل للمحافظة»، ولفت إلى أنّ «الجو العام للبلاد مهيّأ للخدمة اللائقة، والفرص كثيرة»، ثم أوصى ببعض التوصيات، وقال: «يجب الحضور بين الناس، والمشاركة في تجمعاتهم، والاستماع إلى كلامهم، وإن كان قاسيًا، والتحلي بالصبر، وشرح الأمور لهم».

ووصف سماحته «المحافظ» بأنّه مسؤول عن شؤون المحافظة كلها، من «الإنتاج»، و«البيئة»، و«الخدمات المدنية»، إلى «الأسواق الحدودية» و«دبلوماسية المحافظة»، مضيفاً: «بالرغم من التشديد على هذا المبدأ في الحكومات المختلفة، إلا أن رؤساء الجمهورية لم ينجحوا في تطبيقه بالكامل بسبب معارضة بعض الوزراء، ولكن ينبغي منح المحافظين الصلاحيات اللازمة كي يتمكنوا من اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة».

وأشار سماحته إلى أن البلاد «غنية بالفرص» وخالية من تحديات كبرى مثل «الحروب»، أو الأوبئة مثل «كورونا»، أو «المشكلات الأمنية الحادة»، أو «الخلافات الحزبية والسياسية الحادة»، ولفت إلى امتلاك إيران «طاقة بشرية هائلة من الشبّان المتعلمين والكفوئين»، مضيفًا: “كل جهاز تعرّف إلى هذه الطاقات واستفاد منها، حقّق تقدّماً ملموساً».

ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ «عضوية إيران في المنظمات الإقليمية والدولية المهمة مثل «شنغهاي» و«بريكس»، إلى جانب «قيادة وزارة الداخلية من قبل وزير ذي معرفة جيدة بمختلف مناطق البلاد»، تُعدّ من الفرص المهمة، وتابع سماحته: «إذا ما جرى اختيار ميدرين يتمتعون بروحية الخدمة والنزاهة في المحافظات، فلن تضيع أي فرصة للعمل والتقدّم».

وأشار الإمام الخامنئي إلى إدارة مختلف شؤون كل محافظة، بما في ذلك المسائل الدبلوماسية المرتبطة بالمحافظات، من قِبل المحافظ، وقال: «لدينا عدد كبير من الجيران، وهؤلاء الجيران أنفسهم يُعدّون من الفرص المتاحة».

وأكد سماحته ضرورة أن يتجنب المحافظون الأنشطة التي تنطوي على تضارب المصالح، مثل الانخراط في التجارة الشخصية في أثناء مدة خدمتهم القصيرة.  وعدّ «المحافظة على السلامة العامّة في البلاد ومكافحة الفساد» أمرًا ضروريًا، وقال: «حاول بعض الأشخاص أن يثبت أن الفساد في الجمهورية الإسلامية، على حد تعبيرهم، ممنهج، في حين أن هذا كذب، فالنظام العام سليم، وإن وجدت جيوب  للفساد في بعض القطاعات، والتي يجب التصدي لها بكل حزم».

وأشار الإمام الخامنئي إلى أنّ مكافحة الفساد هي من الواجبات الحتميّة لكبار المديرين، مؤكداً أن الشرط الأساس والأول لمكافحة الفساد هو ابتعاد المسؤولين وعائلاتهم عن مواطن الفساد. وأضاف: «إن الأضرار والخسارة التي تلحق بمسؤول بسبب الفساد، نظراً لموقعه الحساس الذي يشغله، مضاعف، وعذابه أمام الله مضاعف أيضاً. وكما أكدت في رسالة مفصلة ومهمة قبل عدة سنوات، فإن الفساد أشبه بتنين ذي سبعة رؤوس لا يُقضى عليه بسهولة، ويجب الاستمرار في مكافحته».

وفي توصية أخرى، نصح المسؤولين والمحافظين بالتقرب من الناس والتفاعل معهم بحرارة، والاستماع إلى حديثهم بصبر وإن كان كان حاداً، مضيفاً: «هذا سيجلب لكم محبة الناس ومساعدتهم في الأوقات الحساسة».

كما أوصى قائد الثورة الإسلاميّة المحافظين بـالالتزام بالدين، وتجنب المحرمات الإلهية، والإقبال على الشعائر الدينية، والاهتمام بتحقيق شعار العام، والمكافحة الجادة والمنسقة لتهريب السلع.
وفي بداية هذا اللقاء، قدّم السيد «إسكندر مؤمني»، وزير الداخلية، تقريرًا عن البرامج الجارية، وقال: «الاستثمار في الإنتاج، ورفع الحرمان، وتوفير فرص العمل، ورعاية الناس وإظهار المودة لهم، والتواصل مع مختلف الشرائح، وتمكين الشباب، والدبلوماسية الاقتصادية والتواصل مع الجيران، وتنظيم شؤون الرعايا الأجانب، وتوفير الأمن المستدام، هي من بين برامج وزارة الداخلية وأولوياتها».