إحياء البُعد السياسي للحج نتيجة لفكر الإمام الخمینی (ره)

إحياء البُعد السياسي للحج نتيجة لفكر الإمام الخمینی (ره)

أكد الأستاذ الجامعي الإيراني “الدكتور قاسم جعفري” على أن إحياء البُعد السياسي للحج هو نتيجة للفكر العميق للإمام الخميني (ره)، الذي حوّل الحج من فريضة بلا روح إلى فريضة حية وديناميكية.

أشار إلى ذلك، الأستاذ في الجامعة والنائب السابق في مجلس الشورى الإسلامي الایراني “الدكتور قاسم جعفري”، في حديث لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية حول خصائص الحج الإبراهيمي من منظور الإمام خميني (ره).

وقال: “يُعرف النبي إبراهيم (ع) بأنه نبي التوحيد، حتى أن الأنبياء أولي العزم (عليهم السلام) يُعتبرون أنبياء إبراهيميين أو أتباع الديانات الإبراهيمية”.

وأضاف: “كانت كل جهود النبي إبراهيم (ع) في الحوارات والمجادلات التي خاضها مع مجموعات مختلفة تهدف إلى إبراز التوحيد الإلهي. كما قوله “إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”؛ أي يجب أن يكون كل وجود الإنسان لله.”

وأشار النائب السابق في مجلس الشورى الإسلامي الايراني إلى سورة الحج، قائلاً: “الحج له شعائر ومناسك ظاهرة وباطنة ومن المناسك الظاهرة، أداء العمرة والإحرام والطواف وعرفات ومِنى والذبح ورمي الجمرات وما شابه ذلك، ولكن هناك جودة في الحج موجودة تُؤخذ بعين الاعتبار في جميع العبادات.”

وأردف قائلاً: “إن باطن الحج وجودته وروحه أهم من الظاهر، كما هو الحال في الصلاة حيث لدينا صلاة فقهية وصلاة مقبولة إلهية، وهذه الصلاة لها شروطها الخاصة.”

واعتبر الأستاذ الجامعي الإيراني أن تجمع الناس في أوقات محددة يظهر أن الحج ليس مجرد عمل عبادي فردي، موضحاً: “هذا يدلّ على أن الحج شعيرة كبيرة اجتماعية وعبادية واقتصادية وسياسية، إلى جانب هدف كبير يتمثل في أن الأعداء يرون عظمة وتضامن ومساعدة الأمة الإسلامية، ويخافون من تواجدهم معاً ووحدة الأمة الإسلامية”.

وأشار إلى البُعد السياسي للحج قائلاً: “عندما يجتمع المؤمنون والمُوحِّدون من جميع أنحاء العالم في زمان ومكان محددين، فإن هذا الاجتماع العظيم، بالإضافة إلى جانبه العبادي، يحمل بالتأكيد رسالة سياسية.”

واستطرد مبيناً: “كان الإمام الخميني (ره) ينظر إلى هذا البُعد السياسي للحج بأهمية خاصة، كما حوّل الحج الفارغ من الروح إلى حج مليء بالروح والحياة؛ وجعله حجاً لا يقتصر فقط على العبادة الفردية، بل يتضمن القرب، والمعرفة، والوحدة، ومقارعة الطاغوت.”

وحول دور الحج في وحدة الأمة الإسلامية، قال: “إن الوحدة في الحج تعني أن يكون الحجاج من كل عرق وقوم ولون ومذهب إسلامي بجانب بعضهم البعض وهذه النظرة ليست مجرد حركة عبادية، بل هي استراتيجية بحتة.”

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل