الإمامُ الخميني.. المُعجزةُ الثوريّةُ التي بَعَثَتْ أُمَّةً وَكَسَرَتِ الاستكبارَ وَفَتَحَتْ دروبَ القدسِ في البَحْرِ والبَرِّ والسَّماءِ

الإمامُ الخميني.. المُعجزةُ الثوريّةُ التي بَعَثَتْ أُمَّةً وَكَسَرَتِ الاستكبارَ وَفَتَحَتْ دروبَ القدسِ في البَحْرِ والبَرِّ والسَّماءِ
 لقد انبعثَ الإمامُ الخمينيُّ من بين رمادِ الخنوعِ العربيِّ كالمعجزةِ، فَفَجَّرَ ثورةً إلهيةً أعادت تعريفَ الإسلام، وبعثت أمةً، وزلزلت الأرضَ تحت أقدامِ المستكبرينَ…
مقدمة :-
ما كان يومُ القدسِ العالميِّ إلّا وعدًا قرآنيًّا سَطَّرَه الإمامُ الخمينيُّ (رض) بمدادِ النبوّة، ومَا كان “طوفانُ الأقصى” إلّا المدُّ الزلزاليُّ لذلكَ اليومِ الذي هَزَمَ الأساطيرَ الأمنيةَ، وأسقطَ غطرسةَ الكيانِ.

وما كان إغلاقُ البحارِ من يمن الإيمان والحكمة إلّا اكتمالًا لذلكَ الطوفانِ في جغرافيا المقاومة.. لقد انبعثَ الإمامُ الخمينيُّ من بين رمادِ الخنوعِ العربيِّ كالمعجزةِ، فَفَجَّرَ ثورةً إلهيةً أعادت تعريفَ الإسلام، وبعثت أمةً، وزلزلت الأرضَ تحت أقدامِ المستكبرينَ، فارتبك الغربُ، وارتعدت “إسرائيل”، وانطلقتِ المسيرةُ

الكبرى.

من قمٍّ إلى طهران، ومن نَجفِ الثورةِ إلى قُممِ المجدِ، خرجَ الإمامُ روحُ الله الموسويُّ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّه) لا يحملُ سيفًا، بل يحمل طرق الأنبياء العظام، وبصيرة خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، وزهد علي عليه السلام، وعَزْمَ الحسينِ، وحِكمةَ الكاظمِ.. فصار صوتُه صاعقةً تشقُّ سماءَ الغطرسةِ الأميركية ـ الصهيونية، وتبعثُ في جدرانِ الأمةِ نبضًا مفقودًا.

لقد فجّرَ ثورةً ما عرفها العصرُ الحديثُ؛ ثورةٌ هَزَّتْ عروشَ الطغاةِ، وأسقطتْ “الشرطيَّ الإقليميَّ” لشاهِ أميركا، وأقامتْ على أنقاضِه أولَ دولةٍ إسلاميةٍ حديثةٍ على منهاجِ أهلِ البيتِ، دولةٌ للقرآنِ والسيفِ، للفقهِ والمقاومةِ، للمرجعيةِ المتحركةِ لا الصامتةِ.

وما بين يديهِ إلّا التقوى والكلمةُ الصادقةُ، ومع ذلكَ زلزلَ العالمَ.

قال: “لا شرعيّةَ لإسرائيل”،

فألغى سفارتها، وجعل سفارةَ فلسطينِ هي العنوان.

وقال: “يومُ القدسِ آخرُ جمعةٍ من رمضانَ”، فاستنفرَ وجدانَ الأمة، وأعادَ البوصلةَ، بعدما ضيّعها السماسرةُ في أوسلو وماربيا وشرم الشيخ.

في قلبِ ثورتهِ كان عاشوراء.. وفي نبضها كانت فلسطين.

فكان يرى في الحسينِ (ع) قضيةَ المستضعفين، وفي يزيدَ كلَّ طغاةِ الأرضِ.

ومن هنا، انطلقتْ معركتُه الكبرى مع الاستكبارِ، ومنهُ استلهمَ جهادَه الطويلَ، فحرّرَ الوعيَ قبل أن يحرّرَ الأرضَ.

الإمامُ الخميني.. حين صاغَ فكرًا وعقيدةً وسياسةً.

لم يكن الإمامُ الخمينيُّ قائدًا سياسيًّا فقط، بل مفكّرًا بنى على أنقاضِ الانحطاطِ أُسُسَ دولةٍ حديثةٍ، ترتكزُ على : مقاومةِ التغريبِ، مواجهةِ الفكرِ الدينيِّ المتحجّر، تجديدِ الحوزاتِ العلمية، وتحويلِ التشيّعِ إلى فكرٍ ثوريٍّ عالميٍّ.

قال : الإسلامُ مشروعٌ للحياة.. فجعله واقعًا.

قال : العداءُ لأميركا جوهريٌّ.. فجعلَه محورَ المواجهة.

قال : تحريرُ فلسطينِ واجبٌ شرعيٌّ.. فجعلهُ أولويةَ

دولةٍ لا شعارَ عاطفة.

ومن الثورة إلى الدولة.. ومن الدولة إلى الأمة، أثبتَ الإمامُ الخمينيُّ أن الإسلامَ ليس طقوسًا فقط، بل نظامُ حُكمٍ، ودستورُ دولةٍ، ومشروعُ نهوضٍ حضاريٍّ شامل.

لقد بَنَى دولةً تصنعُ الصواريخَ، وتغلقُ البحارَ، وتُرعبُ الغزاةَ، وتُصدّرُ الوعيَ لا الجيوش.

دَعَمَ المقاومةَ في لبنانَ فكانت الضاحيةُ.

دَعَمَ الانتفاضاتِ في فلسطينَ فكان “طوفانُ الأقصى”.

دَعَمَ اليمنَ فكان “البحرُ مغلقًا على سفن ثلاثي الشر”.

ومن النهجِ واصلَ الخامنئي.. فأضحتْ إيرانُ قلعةً عظمى.

النهجُ الثوريُّ الذي خلّفهُ الإمامُ الخمينيُّ، واصلَه الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظله)، فبلغتْ إيرانُ ذروةَ التقدّمِ النوويِّ والعسكريِّ والفضائيِّ، وصارتْ قوةً لا يمكن تجاوزُها في خرائطِ السياسةِ الإقليميةِ والدولية.

طوفانُ الأقصى.. يومُ القدسِ بعيونِ البنادق.

حينَ دعا الإمامُ الخمينيُّ إلى يومِ القدسِ، كان يعلمُ أنَّ الطريقَ إلى تحريرِها لا يمرُّ عبر قراراتِ الأممِ المتحدةِ، بل عبر تفجيرِ “الوعيِ المقاوم”. وها هو اليومُ طوفانُ الأقصى يثبتُ أنَّ بندقيةَ الطفلِ الفلسطينيِّ أقوى من القبةِ الحديديةِ، وأنَّ شعبًا اختزنَ نهجَ الخمينيِّ، لا يُهزَمُ ولو اجتمعَ عليه الناتو والصهاينة

والعربان.

من طهرانَ إلى غزة.. ومن صنعاءَ إلى بيروت.. وحدةُ المصيرِ المقاوم

أغلقَ اليمنُ البحارَ، فارتعدَ الغربُ، وأغلقتْ “إسرائيل” موانئها.

تحركتْ القطعُ البحريةُ الأميركيةُ، لكنَّ الخمينيَّ حاضرٌ في كلِّ صاروخٍ يمنيٍّ، وفي كلِّ طائرةٍ غزّية، وفي كلِّ محورٍ يقاتلُ في سبيلِ “كرامةِ المستضعفين”.

وفي اليمنِ، حيثُ صَعَدَ المجدُ من الجراحِ، واشتعلتِ الثورةُ على وقعِ الحصارِ والنارِ، تجلّى قائدٌ يُجدّدُ ثورةَ الخمينيِّ، لا بالشعارِ وحده، بل بالمسارِ والنتيجةِ، بالفعلِ قبل القولِ، وبالإنجازِ لا بالهتافِ.

فقد حملَ السيّدُ عبدُالملكِ الحوثيُّ يحفظه الله المشعلَ، ومضى على خُطى الإمامِ الخمينيِّ، صامدًا بوجهِ الاستكبارِ، مُبدِّدًا أوهامَ الهيمنةِ، ومُثبّتًا معادلاتِ الردعِ في البرِّ والبحرِ والسّماءِ، حتى صارَ اليمنُ اليومَ شاهدًا حيًّا على أنّ فكرَ الخمينيِّ لم يمت، بل تَجسّدَ في شعبٍ يُقاوِم، وفي قائدٍ يُجيدُ النزالَ بالعقلِ والسلاحِ معًا، ويُعيدُ صياغةَ الشرقِ من تحتِ أزيزِ الطائراتِ، لا من على موائدِ المُساومات.

وهكذا، من اليمنِ انطلقتِ الترجمةُ العمليةُ للثورةِ الخمينيةِ.. من حصارِ البحرِ إلى

إحراقِ البوارجِ، من شعاراتِ الوعيِ إلى معادلاتِ القوةِ، ومن يقينِ الإيمانِ إلى يقينِ الانتصار.

من فكرِ الخمينيِّ خرجتْ “الصرخةُ” و”الموتُ لأميركا”، و”اللعنةُ على إسرائيل”، و”القدسُ قضيتُنا”، و”المقاومةُ خيارُنا”، و”الشهادةُ نصرُنا”.

الخاتمة :-
يا أيُّها الإمامُ الخمينيُّ.. يا أيُّها الفقيهُ الثائرُ، والعرفانيُّ الزاهدُ، والمجاهدُ الصلبُ.. لقد زرعتَ بذورَ الثورةِ في كلِّ قلبٍ حرٍّ، وها هي تُزهرُ اليومَ في الجنوبِ، وغزّةَ، وصعدةَ، وبغدادَ، ودمشقَ، وكلِّ أفقٍ رفضَ الهوان.

ما كانت ثورتُك يومًا لحظةً إيرانيةً فقط، بل كانت لحظةً كونيةً انفجرتْ في وجهِ الظلمِ، وثقافةً ربانيةً غيّرت وجهَ التاريخ، ودستورًا للمستقبلِ المقاوم.

وإنّا لنشهدُ اليومَ، أنّ طوفانَ الأقصى هو امتدادُ “يومِ القدسِ”، وأنّ غلقَ البحرِ من صنعاءَ هو ترجمةٌ عمليةٌ لصرخةِ “الموتِ لأميركا”، وأنَّ الأمةَ التي زرعتَها لا تزالُ تُقاتل، وتحملُ الوعدَ وتكتبُ الفجر.

الإمامُ الخميني.. المُعجزةُ الثوريةُ التي بعثتْ أُمَّةً، وكَسَرَتْ الاستكبارَ، وفتحتْ دروبَ القدسِ من البحرِ إلى البرِّ إلى السماءِ…

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل