قال نائب وزير الثقافة الایراني في شؤون القرآن والعترة: “لقد تمّ الحديث والكتابة كثيراً عن نهج البلاغة، ولكن لا يزال نهج البلاغة غير مستغل، ويجب أن نعود إليه مرة أخرى مع الأخذ في الاعتبار الظروف الزمنية؛ لأن قضايا اليوم ليست بعيدة عن قضايا زمن نهج البلاغة”.
وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام “الشيخ حميد رضا أرباب سليماني”، نائب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي لشؤون القرآن الكريم والعترة الطاهرة، في اجتماع الخبراء والنشطاء في مجال نهج البلاغة بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الثورة الاسلامية الايرانية الإمام الخميني (ره).
وقال: “إن القضايا المعاصرة ليست منفصلة عن قضايا زمن نهج البلاغة” مضيفاً: “أن هذا الكتاب الفريد والكنز الاستثنائي، يجب على كل واحد منا أولاً أن يستفيد منه في حياته الشخصية، وثانياً، أن يتمكن من عرض نهج البلاغة في نظام الحكم في إيران الإسلامية”.
واستطرد قائلاً: “إذا أردنا تقديم نموذج للعالم، فلا يمكن ذلك إلا بالرجوع إلى نهج البلاغة، تأكدوا أنه إذا أردنا تجربة نماذج أخرى، فسنتعرض للخسارة”.
وأوضح متسائلاً: ما هي الأساليب التي ينبغي اتباعها لتعزيز خطاب نهج البلاغة في ثقافتنا؟ ما هي البرامج التي ينبغي إعدادها للأطفال والمراهقين والشباب في هذا الصدد؟ ما هي البرامج المحددة والمنسقة والموجهة التي ينبغي إعدادها للمؤسسات المختلفة؟
وأكدّ الشيخ أرباب سليماني في هذا الاجتماع الذي حضره جمع الخبراء والباحثين والناشطين في مجال نهج البلاغة، قائلاً: “نحن في حضرة الكنز اللامتناهي وإرث نهج البلاغة الخالد، الذي يجب أن نعيش معه حتى يوم القيامة ونستفيد من بركاته”.
أكد حجة الإسلام أرباب سليماني على ضرورة استخدام أدوات الفن والإعلام، وخاصةً الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، لنشر نهج البلاغة في المجتمع، قائلاً: “إن تقنیة الذكاء الاصطناعي ليست إلا أداة، وإذا لم تُزود ببيانات صحيحة، فقد تُضلّنا. لذلك، يجب علينا استخدام هذه الأدوات على النحو الأمثل لنشر ثقافة نهج البلاغة”.
وأشار نائب وزير الثقافة الايراني في شؤون القرآن والعترة إلى أهمية الاستفادة من طاقة المراكز والجمعيات العلمية في الحوزات العلمية(المدارس الدينية) والجامعات في هذا المجال، قائلاً: “يمكن لهذه المراكز أن تلعب دوراً مؤثراً في تأهيل الباحثين والدعاة ومعلمي نهج البلاغة”، مضيفاً أنه “من نقاط الضعف التي نشهدها في هذا المجال هو ضعف مهارات شرح مفاهيم نهج البلاغة لمختلف الفئات العمرية، مما يتطلب تنظيم دورات متخصصة في تعليم كيفية شرح نهج البلاغة للأطفال والمراهقين وغيرهم من الفئات العمرية في المجتمع”.
هذا ويذكر أن نهج البلاغة هو كتاب يتضمن مجموعة مختارة من خطب ورسائل ومواعظ وأقوال منسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب(ع). يعتبر هذا الكتاب مرجعاً مهماً عند الشيعة ويتميز بفصاحة لغته وقيمة معانيه. يمثّل كتاب نهج البلاغة دائرة معارف من الثقافة الإسلامية تتضمن معارف مختلفة من قبيل: معرفة الله تعالى وعالم الملائكة، وطبيعة نشوء العالم، وطبيعة الإنسان، والأمم والحكومات الصالحة أو الفاسدة.
