إعلان البراءة من أعداء البشرية والشيطان الأكبر يعدّ فريضة شرعية

إعلان البراءة من أعداء البشرية والشيطان الأكبر يعدّ فريضة شرعية

صرّح الأستاذ المدرس في الحوزة العلمية آية الله “الشيخ عباس الكعبي” أنه في أيام المؤتمر الأعظم للأمة الإسلامية، وحج بيت الله الحرام، حين تتوجه القلوب جميعاً إلى الله تبارك وتعالي، نؤكد أن إعلان البراءة من أعداء البشرية والشيطان الأكبر، أمريكا المجرمة والصهيونية العالمية، يعدّ فريضة شرعية في هذا الزمان”.

بمناسبة مؤتمر الحج الدولي، وحج بيت الله الحرام، والذي يعدّ ركنًا من أركان الإسلام، ويمثل فرصة عظيمة لتوحيد المسلمين وتعزيز تكاتفهم في أداء هذه الفريضة، أصدر رجل الدين الايراني وعضو الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة في إیران والأستاذ المدرس في الحوزة العلمية آية الله “الشيخ عباس الكعبي” كتب مقالة تحت عنوان “في وجوب البراءة والجهاد في مواجهة جبهة الاستكبار والصهيونية العالمية بالشواهد القرآنية”.
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله و آله الطاهرين، لا سيما بقية الله في الأرضين.
قال الله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾(التوبة: ٣)،  وقال تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾(البروج: ٨).

وسلام الله و صلواته ورحمته وبركاته على المعمار العظيم للثورة الإسلامية الايرانية، الإمام الخميني(قدس الله سره ورضوان الله عليه) و\على شهداء الإسلام الكرام وشهداء جبهة المقاومة وشهداء طريق تحرير القدس؛ الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد زاهدي والشهيد نيل فروشان والشهيد الكبير للمقاومة والإسلام السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وقادة حزب الله الابطال والشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار والشهيد محمد ضيف وكل رفاقهم الشهداء رضوان الله عليهم الذين هم بحق من أنصار الإمام الحسين عليه السلام في آخر الزمان و ممهدو ظهور المنقذ العالمي المنتظر بقية الله الأعظم أرواحنا له الفداء.

أيها المؤمنون الكرام  و يا احرار العالم
يا أبناء جبهة المقاومة الإسلامية 

في أيام المؤتمر الأعظم للأمة الإسلامية، وحج بيت الله الحرام، حين تتوجه القلوب جميعاً إلى الله تبارك و تعالي، فإن إعلان البراءة من أعداء البشرية والشيطان الأكبر، أمريكا المجرمة والصهيونية العالمية، يعدّ فريضة شرعية في هذا الزمان وإننا تأسّيًا بسيرة الإمام العظيم قدس سره وبقائد الثورة الإسلامية المفدى حفظه الله وفي الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني(قدس سره) الذي قال إن الحج بدون البراءة ليس حجًا واستنادًا إلى تأكيد قائد الثورة الإمام الخامنئي(دام ظله الوارف) في حج عام ١٤٠٣ هـ،ش حيث قال: (لابد من استمرار  البراءة  في الدول والبلدان  الإسلامية) و بيانه الشريف: (قضية البراءة هذا العام أوضح وأبرز من أي وقت مضى فمجازر غزة، غير المسبوقة في تاريخنا المعاصر، وغطرسة الكيان الصهيوني الغاشم، الذي يمثل أقسى أنواع القسوة والإجرام والذي هو إلى زوال، لم تترك مجالًا للمجاملة أو المهادنة لأي فرد أو حزب أو حكومة أو طائفة إسلامية. يجب أن تتجاوز البراءة هذا العام حدود الزمان والمكان في الحج، وتمتدّ إلى جميع البلاد الإسلامية وسائر شعوب العالم، بحيث لا تقتصر على الحجاج فقط، بل تشمل عموم الناس.
يجب أن تُترجم البراءة من الكيان الصهيوني وداعميه، خصوصًا الحكومة الأمريكية، قولًا و عملًا من قبل الشعوب والحكومات، لتضييق الخناق على الجلادين.) من نداء قائد الثورة إلى حجاج بيت الله الحرام – 22/03/1403 هـ)
وبما أن الكيان الصهيوني ارتكب جرائم غير مسبوقة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، لا سيما في غزة المظلومة، فقد أظهر وجهًا جليًّا لذلك القوم الفاسد والمجرم والظالم، الذي وصفه القرآن الكريم ب‍ـ “المغضوب عليهم” واليوم فقد انكشفت طبيعة الصهيونية، باعتبارها عدوًا تاريخيًا للبشرية ورمزًا للظلم والشر والفساد المنظم في الأرض أكثر من أي وقت مضى، أمام الأمة الإسلامية والأحرار في العالم.

 إن هذا الكيان الغاصب، مستغلًا أدوات الإعلام والسلاح والاقتصاد والدين، لم يقتصر على احتلال فلسطين فحسب، بل أصبح تهديدًا عالميًا للعدالة والحقيقة والأمن والإنسانية.

إن إدانة الصهيونية عالميًا، وإعلان البراءة والكراهية من طبيعتها العنصرية والمعادية للإنسان ودعم الجهاد المقدّس لشعب فلسطين وغزة هو واجب ديني وإنساني وحضاري.

أما الصمت واللامبالاة أو أسوأ من ذلك، تطبيع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب، فهو خيانة كبرى للأمة الإسلامية والأحرار والضمائر الحيّة وكل البشرية.

إن الجرائم الصهيونية من مجازر المدنيين والنساء والأطفال إلى تدمير البنى التحتية الطبية ومن تزوير الحقيقة إلى نشر الفساد، تعكس بشكل مباشر طبيعتها التاريخية التي وصفها القرآن الكريم.
ومن منطلق الواجب الشرعي والإنساني وعملاً بفريضة البراءة من الطاغوت والشيطان الأكبر أمريكا المجرمة وجبهة الاستكبار والصهيونية العالمية، أجد من الواجب أن أختصر أبعاد طبيعة الصهيونية الخبيثة مستندًا إلى آيات القرآن الكريم:
١. الصهيونية امتداد تاريخي للقوم المغضوب عليهم: ﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ… ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾
… إن بني إسرائيل بسبب كفرهم بآيات الله و قتلهم للأنبياء وتحريف الوحي وعدائهم للحق استحقوا غضب الله، أما الصهيونية اليوم، فهي امتداد لذلك الانحراف التاريخي، لكن بوجه حديث وطبيعة ثابتة.

٢. الصهيونيون هم مصداق حيّ لـ «يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ»: ﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ… وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: ٦٤)، ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ… بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (المائدة: ٧٨)
إن الفساد السياسي والإعلامي والاقتصادي والأخلاقي والعسكري الذي تمارسه الصهيونية وجرائمها بحق الأطفال والنساء والأطباء والصحفيين، دليل واضح على استحقاقها اللّعنة الإلهية.  هذا الكيان لا يمثل الدين اليهودي، بل هو أداة فساد منظم عالميًا.
 3. القدس قضية قرآنية، إسلامية، و حضارية ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا… إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ (الإسراء: ١)
القدس، أولى القبلتين و مكان المعراج، هي جزء من هوية الأمة الإسلامية الإيمانية واحتلالها هو عدوان على التوحيد و الوحي وكرامة الإنسان.
٤. جهاد الشعب الفلسطيني تجلٍّ لوعد الله بوراثة المستضعفين ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ (التوبة: ١٢) ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ…﴾(القصص: ٥)
جهاد الشعب الفلسطيني وحماس والجهاد الإسلامي وحزب الله في لبنان وأنصار الله الشجعان في اليمن ومقاومة العراق البطلة ومحور المقاومة هو جهاد مقدّس و قرآني وهم مصداق «الذين استضعفوا» الذين سيرثون الأرض و النصر وعد إلهي حتمي.
5. الصهيونية مصداق للغضب الإلهي المتكرر ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ﴾(البقرة: ٩٠)

بسبب تكرارهم للجرائم والتحريف و النفاق والفساد، نال الصهاينة غضبًا إلهيًا متكررًا و كيانهم هذا مستحق للزوال و الفناء.
6. فلسطين ستتحرر: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ… وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾ (النساء: ١٠٤) ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾(آل عمران: ١٣٩)
نسال الله تعالى انجاز ما وعد المؤمنين بالنصر و الفتح القريب و إيماننا هو سلاحنا.  فلسطين ستتحرر و الصهيونية ستُلقى في مزابل التاريخ.
ما نحتاجه اليوم:

جهاد شامل في الميادين العسكرية، الأمنية، الإعلامية، الاقتصادية، الدبلوماسية و الثقافية

وحدة الأمة الإسلامية حول القدس والمقاومة، لا حول الخيانة والتطبيع
فضح الوجه الحقيقي للصهيونية كعدو مشترك للبشرية ومغضوب قرآني
عزل الكيان الصهيوني قانونيًا و سياسيًا في المحافل الدولية
دعم جبهة المقاومة عبر الجهاد الحضاري وشبكات الأمة الفاعلة
استمرار المقاومة حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر
الصهيونية ليست تهديدًا لفلسطين وحدها، بل عدوٌ تاريخي للحق والعدل والفطرة الإنسانية ولا سبيل للحرية إلا بالمقاومة و الوعي و الجهاد و الوحدة و الأمل في وعد الله.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾(الشعراء: ٢٢٧)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
12 / 3  / 1404 هـ ش الموافق ۷/ ذی الحجة الحرام / ١٤٤٦ ه ق
قم المقدسة _ عباس الكعبي

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل