أكدت جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم أن سماحة القائد الحكيم للثورة الإسلامية يحمل اليوم راية الأفكار المشرقة للإمام الجليل، ويدعو الجميع إلى التمسّك بمبادئ الإمام ونهج الثورة وأهدافها السامية. إنَّ الحبَّ للإمام الخميني (رحمه الله) من دون اتّباع ولاية الفقيه أي سماحة القائد الأعلى للثورة هو ادّعاء زائف (كاذب) ولن يُفضي إلّا إلى الانحراف والسقوط.
أصدرت جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم بياناً بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية والذكرى الثانية والستين لانتفاضة الخامس عشر من خرداد الدامية، جاء نصّه كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الثورة الإسلامية في إيران كانت انتفاضة (نهضة) مستلهمة من ثقافة عاشوراء، وصارت مبعثًا جديدًا على بزوغ فجر الإسلام من جديد. وعظمة هذه الثورة إنّما تستمدّ جذورها من عظمة شخصية الإمام الجليل وفي الحقيقة لولا اسم الإمام الخميني (قدّس سره) لَما عُرفت هذه الثورة.
دعا الإمام بشجاعته وبلسانه الصادق، الناسَ إلى القيام لله فلبّى الشعبُ نداء الإمام الراحل، ورفضوا الطاغوت، وعزموا على إقامة الحكومة الإلهية. لقد كان هذا التحوُّل العظيم في الشعب بفضل معارف الإسلام وقوة الإمام البنّاءة والرافعة للانسان.
إنّ فن الإمام وأعظم إنجازاته (انتصاره الأعظم)، هو تربية الرجال والنساء المؤمنين المجاهدين، وهي المسيرة التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. إنّ الإسلام المحمدي الأصيل – صلى الله عليه وآله – يشهد اليوم نموّاً وانتشاراً متزايداً في أقصى أنحاء العالم، بفضل صمود وجهاد أبناء الإمام الخميني العظيم. وهذه الأنوار المتألّقة ليست إلا انعكاسًا لعظمة النهضة الصادقة التي قادها الإمام الخميني (قدّس سرّه)
تُحيي جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، على أعتاب الذكرى السادسة والثلاثين لفراق حامل لواء الرسالات الإلهية العظيم، ذكرى الإمام الراحل الجليل، وجميع شهداء الثورة الإسلامية، ولا سيّما شهداء الخامس عشر من خرداد عام ١٣٤٢هـ . ش (١٩٦٣م)، وتُعلن عن تقديرها وإجلالها لهم:
إنّ نهج الإمام ومدرسته يُعدّان منارةً تهدي سبيلنا نحو تحقيق أهدافنا المادية والمعنوية. فقد استمدّ الإمام رؤيته في السياسة والاقتصاد والثقافة من ينابيع معارف أهل البيت (عليهم السلام)، وهو، بصفته سالكًا صادقًا في درب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أعاد إلى الواجهة جواهر الدين المنسية، لتحيا هوية المسلمين الضائعة.
واليوم، يحمل قائد الثورة الحكيم، سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظله)، بالتوكل والصبر والإخلاص والتدبير، مشعل الأفكار النيّرة للإمام الراحل الجليل، ويدعو الجميع إلى التمسك بمبادئ الإمام ونهج الثورة وأهدافها السامية. وإنّ الحبّ للإمام الخميني دون اتّباع ولاية الفقيه في زماننا، أي سماحة القائد الأعلى للثورة هو ادّعاء زائف (كاذب) ولن يُفضي إلّا إلى الانحراف والسقوط.
الالتزام بتراث الإمام، أي ولاية الفقيه المطلقة واتّباع نهج الولاية، هو السبيل الوحيد لصيانة الثورة الإسلامية، وإنّ هذه الثورة، بفضل العناية الإلهية لصاحب العصر والزمان – أرواحُنا لترابِ مقدمهِ الفداء – ستسير نحو شمس الظهور. إنّ المشاركة الجماهيرية الواسعة في مراسم الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني في مرقده الطاهر، وتجديد البيعة للإمام القائد الخامنئي العزيز، ستكون حضوراً يكسر شوكة الأعداء. ونأمل أن يشارك الشعب العزيز، كعادته دائماً، في هذه المراسم المهيبة بحضور ملحمي.
جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم