اعتبر أستاذ في الحوزة العلمية، أن رسالة الغدير هي أن الله يعين الإمام للأمة والخليفة لرسول الله (ص)، قائلاً: “الغدير يمثل الرسالة الأكثر رسمية إلى ولاية أمير المؤمنين (ع) وإمامة أهل البيت (ع)، لكنه ليس الدعوة الأولى والأخيرة.”
وأشار إلى ذلك، المدرس في الحوزة العلمية حجة الإسلام والمسلمين “السيد مرتضى موسوي نجاد” في حوار خاص له مع وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية حول عيد الغدير الأغر، وقال: “واقعة الغدير حدث كبير وعظيم في تاريخ الإسلام، وكانت حدثاً مصيرياً ومهماً”.
وأضاف: “يحتوي هذا الحدث على نقاط ومواضيع دقيقة وعميقة يجب تناولها، لأنها تتعلق بمعتقدات ومصير الدنيا والآخرة للمسلمين، هناك عدة أمور حول واقعة الغدير يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار؛ يجب أن نفكر ما هي الرسالة الرئيسية للغدير بالنسبة لنا؟”
وأردف مبيناً: “يظن البعض أن الغدير يهدف فقط إلى بيان خلافة أمير المؤمنين (ع)، بينما هذا جزء من رسالة الغدير، والرسالة الرئيسية هي أن تعيين الإمام لأمة رسول الله (ص) وخليفة للرسول (ص) كما أن أمر الرسالة والنبوة بيد الله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحدد في مسألة الخلافة والنيابة من هو الخليفة والإمام لأمة النبي (ص).”
واستطرد مبيناً: “إن قضية خلافة رسول الله (ص) هي من نوع رسالة النبي (ص)، بمعنى أنه من المقرر أن يستمر المسار الذي أوجده النبي (ص)؛ أي يجب أن يكون هناك من هو من نوع وجنس رسول الله (ص) من حيث القدرات، والمعنويات، والجدارة لهذا المسار ليحافظ على هذا الدين كما أن النبي (ص) لديه القدرات اللازمة التي لا يعلمها إلا الله تعالى.”
وقال حجة الإسلام موسوي نجاد: “الغدير يحمل رسالة مهمة أخرى هي الأهم وهي أن واقعة غدير خم هي أهم دعوة وأكثرها رسمية في مجال الدعوة إلى ولاية أمير المؤمنين (ع) والأئمة الطاهرين (ع) وإمامتهم وخلافتهم بعد رسول الله (ص)، حيث تم الاحتفاظ بحوالي 120 ألف شخص من أمم مختلفة بعد مراسم حج النبي الأكرم (ص) في ذلك الصحراء لإبلاغهم الرسالة.”
واستطرد الأستاذ المدرس في الحوزة العلمية قائلاً: “قد ورد في بعض الروايات أنهم أوقفوا الناس لمدة ثلاثة أيام وليالي في جو حار حتى يأتوا ليبايعوا أمير المؤمنين (ع) على الخلافة والإمامة والولاية بعد رسول الله (ص).”
وأشار إلى تشكيك البعض في معنى الولاية وتفسيرهم لمعنى لفظ “المولى” بـ “الصديق” قائلاً: “يقول البعض أن الغدير هو رسالة صداقة علي بن أبي طالب (ع) وأن النبي (ص) كان يريد أن يقول إنه يحب علي (ع).”
ورد على هذا القول قائلاً: “نحن في الرد نقول إن إحدى علامات عدم صحة هذا الكلام هي مسألة البيعة؛ لأن البيعة ليست من أجل الصداقة بل من أجل الخلافة والإمامة وقيادة الأمة بعد رسول الله (ص).”