أشارمتولي العتبة الرضویة المقدسة إلى جرائم الکیان الصهيوني في إيران ضد المدنيين، بما في ذلك الهجوم على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قائلا: لا يلتزم المجرمون الصهاينة والأمريكان بأي إطار أو أخلاق، وستبقى هذه السلوكيات والجرائم محفورة في ذاكرة الشعب الإيراني ولن تُنسى أبدا.
وبحسب وكالة آستان نيوز، أشار آية الله أحمد مروي، في لقاء مع مجموعة من مدراء ومسؤولي حرم الإمام الرضا (ع) الذي عقد داخل الحرم الرضوي الشریف، إلى الانتهاك الصارخ لسيادة وأمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل الکیان الصهيوني وحُمَاته: إن عدوان هذا الکیان المجرم يشكل انتهاكا واضحا لكافة القوانين الدولية ومثالا واضحا على جريمة الحرب.
وأضاف: بالطبع، الأحداث الأخيرة تحمل دروسا مهمة بالنسبة لنا، بما في ذلك أننا يجب أن نكون أکثر یقظة ونعرف من أين یهاجمنا العدو. ربما كانت هناك بعض الهفوات، لكن هذه التجارب تُعدّ رصيدًا قيّمًا لمستقبل النظام والثورة. لقد دفعنا ثمنًا باهظًا في هذا الطريق، لكننا في الوقت نفسه حققنا إنجازات روحية وسياسية، وتمثل هذه الأحداث تجارب أعمق ودروساً أشمل لمواصلة مسيرة الثورة والإسلام.
وأكد آية الله مروي أن أقوال ومواقف قائد الثورة الإسلامية يجب أن تكون فصل الخطاب للجمیع، وخاصة في الظروف الراهنة، وقال: يجب علينا جميعا أن نأخذ في الاعتبار الخط الذي رسمه قائد الثورة الإسلامية في مواقفنا وخطاباتنا وأن نسیر في هذا الاتجاه.
وقال متولي العتبة الرضوية المقدسة: ذهبنا للتفاوض، وأثبتنا من خلال هذه الخطوة أننا لا نسعى للحرب، ولكن في خِضم المفاوضات، شنّ العدو عدوانًا عسكريًا وحربًا ضدنا؛ واليوم إيران الإسلامية هي صاحبة اليد العليا من حيث المنطق والجدلية والشرعية.
وأشار إلى أنه في الأحداث الأخيرة دعمت كافة الآراء العامة المحلية والعديد من الدول والحكومات الأجنبية والإقليمية الجمهورية الإسلامية، وقال: لقد أظهرت إيران للجميع من خلال المفاوضات أنها تسعی للحوار ولا تسعى إلى الحرب.
جلسنا على طاولة المفاوضات ولكننا أعلنا أننا لسنا متفائلين بشأن المفاوضات؛ كما قال القائد الأعلى أننا لسنا متفائلين للغاية ولا متشائمين مطلقًا بشأن المفاوضات.
الوحدة الوطنية: الإنجاز العظيم لهذه الأحداث
وفي إشارة إلى الوحدة التي تشكلت بين جميع أبناء الشعب الإیراني، أشار متولي العتبة الرضوية المقدسة إلى: إن الوحدة التي تشكلت الآن بين جميع شرائح المجتمع حول محور إيران هي انتصار عظيم.
لقد نهض اليوم العديد من الأشخاص الذين كانوا هاربين ومعارضين والذين ارتكبوا أخطاء في الماضي للدفاع عن الجمهورية الإسلامية المظلومة وإدانة عدوان الکیان الصهيوني والولايات المتحدة.
وأضاف: لقد أثبتنا وأظهرنا شرعيتنا في المفاوضات، وأعلنا مراراً وتكراراً أن التقنیة النووية الإيرانية سلمية وتهدف فقط إلى تقدم الصناعة والطب والطاقة.
التولي: سر النجاح
وفي جزء آخر من کلمته، أشار آية الله المروي إلى التعاليم السلوكية لمالك الأشتر، قائلاً: نحن نشيد بمالك الأشتر ليس لانتصاراته العسكرية، بل لإتباعه أوامر ولي الأمر.
حتى لو وضع رأس معاوية عند قدمي أمير المؤمنين(ع) ثم عصى، لما كان لهذا العمل أي أثر؛ إن اتباعه لولي الأمرهو الذي خلّد اسمه وجعله قدوة.
قال: إذا دعونا الآخرين إلى طاعة ولي الأمر، فعلينا أن نكون السباقین لذلک، سواءً في التفاوض أو المواجهة، فنحن تابعون لأوامر القائد الأعلى. لا ينبغي لنا أن نفضل تحليلاتنا الشخصية على توجیهات القيادة بمبررات غريبة. الشيء الذي حافظ على أمن ووحدة البلاد طيلة هذه السنوات هو الانضواء والتحرك تحت راية ولي الأمر.
وفي إشارة إلى مساعي العدو لإثارة الشبهات وزعزعة المجتمع، قال متولي العتبة الرضوية المقدسة: إن الوحدة الحالية للشعب الإيراني نعمة إلهية. يجب أن نحافظ على هذه الوحدة، التي أعادت حتى بعض الذین ابتعدوا عن الثورة. كما أشار قائد الثورة الإسلامية في رسالته الأخيرة إلى هذا التضامن الوطني، مؤكدًا أن هذه الوحدة ما كانت لتتحقق إلا بدماء الشهداء وصمود الشعب.
الجرائم الصهيونية وكشف الوجه الحقيقي للغرب
وفي إشارة إلى الجرائم الأخيرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في بلادنا، تابع آية الله مروي قائلاً: إن عقوداً من الأكاذيب الغربية حول حقوق الإنسان أصبحت مکشوفة أمام جرائم الکیان الصهيوني ضد الأطفال والمستشفيات والشعوب المضطهدة في المنطقة. هذا الکیان المجرم لا يعترف بأي إطار أخلاقي أو قانوني، والغرب يدعمه ويشارك في جرائمه.
أكد متولي العتبة الرضوية المقدسة أن للحرب إطارًا وأخلاقًا، وقال: أثبتت الهجمات الأخيرة على المراكز المدنية والمستشفيات وهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن المجرمين الصهاينة والأمريكيين لا يقبلون أي إطار أو نظام في العالم. ستبقى هذه السلوكيات والجرائم محفورة في الذاكرة التاريخية للشعب الإيراني والإنسانية ولن تُنسى أبدا.