التقى كبار مسؤولي السلطة القضائيّة، صباح الأربعاء 16/07/2025، قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، في حسينيّة الإمام الخميني (قده)، حيث شدّد سماحته على عظمة الإنجاز الوطني الذي حقّقه الشعب الإيراني في الحرب الأخيرة، مشيرًا إلى أنّ هذا الانتصار لم يكن عملًا عسكريًا فحسب، بل تجلّيًا للإرادة الوطنية والعزم الراسخ والثقة بالنفس، ومؤكّدًا أنّ إيران ستواصل حضورها القوي في كلّ الساحات، سواء الدبلوماسيّة أم العسكريّة، بفضل ما تملكه من منطق وقوّة.
أكّد قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الأربعاء) 16/7/2025، في لقائه رئيس السلطة القضائيّة وكبار مسؤوليها ورؤساء محاكم البلاد، على أهمية الإنجاز العظيم الذي حقّقه الشعب الإيراني في الحرب المفروضة الأخيرة، والذي أدّى إلى إفشال حسابات المعتدين ومخططاتهم. كما أشار سماحته إلى الوحدة العظيمة التي تجلّت بين أبناء الشعب الإيراني، على اختلاف توجّهاتهم، دفاعًا عن إيران العزيزة، وأضاف مؤكّدًا: «إنّ الحفاظ على هذه الوحدة الوطنية مسؤولية الجميع».
وتابع الإمام الخامنئي قائلًا: «إنّ الإنجاز العظيم الذي حقّقه الشعب في الحرب التي استمرّت 12 يومًا، كان من جنس العزم والإرادة والثقة بالنفس الوطنية، إذ إنّ مجرّد وجود الروحية والاستعداد لمواجهة قوّة كأمريكا وكلبها المسعور، أي الكيان الصهيوني، لهو أمر بالغ القيمّة».
وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنّه «على الأصدقاء والأعداء أن يعلموا بأنّ الشعب الإيراني لن يدخل أيّ ميدان بمظهر الطرف الضعيف»، مضيفًا: «نحن نمتلك كلّ الأدوات اللازمة، من المنطق إلى القوّة العسكريّة، ولذلك، سواء دخلنا ميدان الدبلوماسيّة أو الميدان العسكري، فسندخلهما بأيدٍ ملؤها القوة، بإذن الله وتوفيقه».
وأضاف سماحته مؤكّدًا: «رغم أننا نعدّ الكيان الصهيوني سرطانًا وأمريكا مجرمة بسبب دعمها له، إلّا أننا لم نسعَ إلى الحرب أو نرحّب بها، ومع ذلك، كلّما شَنّ العدو هجومًا، كان ردّنا قويًا وحاسمًا».
ورأى الإمام الخامنئي أن الدليل الواضح على حصول الرد القوي والحازم من إيران على الكيان الصهيوني هو لجوء هذا الكيان إلى أمريكا، وقال: «لو لم يكن الكيان الصهيوني منهارًا ومطروحًا أرضًا، أو لو كان قادرًا على الدفاع عن نفسه، لما لجأ بهذا النحو إلى أمريكا، لكنه أدرك تمامًا عجزه عن مواجهة الجمهورية الإسلامية».
ووصف قائد الثورة الإسلامية الردّ الإيراني على الهجوم الأمريكي بالضربة البالغة الحساسية، وأضاف: «استهدف الهجوم الإيراني مقرًّا أمريكيًا ذا حساسية فائقة في المنطقة، وحينما يُرفع التعتيم الإعلامي سيتضح مدى حجم الضربة التي وجهتها إيران. بالطبع، بمقدورنا توجيه ضربة أكبر من هذه إلى أمريكا وغيرها».
كما عدّ قائد الثورة الإسلامية بروز البُعد الوطني في الحرب الأخيرة بأنه أمر بالغ الأهمية حال دون تحقيق مخطط العدو، وأضاف: «كانت حسابات ومخططات المعتدين تقوم على أن النظام سيضعف باستهداف بعض الشخصيات والمراكز الحساسة في إيران، ثم بإخراج الخلايا النائمة من عملائهم من المنافقين إلى دعاة الملكية وصولًا إلى البلطجية، يستطيعون عبر تحريض الناس ودفعهم إلى الشوارع أن يقضوا على النظام».
ولفت الإمام الخامنئي إلى أن الواقع سار على عكس مخطط العدو تمامًا، وتبيّن أن كثيرًا من حسابات بعض الأشخاص في المجالات السياسية وغيرها لم تكن صحيحة.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن وجه العدو المعتدي وخططه وأهدافه الخفية قد انكشفت لجميع أفراد الشعب، وقال: «لقد أبطَل الله مخططاتهم وأدخل الناس غلى ميدان دعم الحكومة والنظام، فوقف الناس، خلافًا لتصور العدو، مؤيدين وداعمين للنظام بالأنفس والمال».
وأوضح سماحته أنّ تصريحات أشخاص ذي التزام ديني متباين وتوجّهات سياسيّة متنوعة، بل ومتناقضة أحيانًا، ووقوفهم جنبًا إلى جنب؛ أدّت إلى بروز وحدة وطنيٍّة عظيمة، مشددًا ضرورة الحفاظ على هذه الوحدة العظيمة.
كما أكّد قائد الثورة الإسلامية أن على المسؤولين مواصلة عملهم بقوّة وروحيّة عالية، وقال: «ليعلم الجميع أنّ الله، استنادًا إلى الآية الكريمة {وَلَیَنصُرَنَّ اللهُ مَن یَنصُرُه}، قد ضمن نصره للشعب الإيراني، في ظلّ النظام الإسلامي وتحت راية القرآن والإسلام، وهذا الشعب سينتصر حتمًا».
وشدد سماحته على ضرورة المتابعة القانونية للجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في الحرب الأخيرة، وقال: «على السلطة القضائيّة أن تتابع هذه الجرائم الأخيرة في المحاكم الدولية والمحلية، بجدّية ودقّة ويقظة تامة، مع مراعاة جميع الأبعاد والجوانب».
وفي مستهلّ هذا اللقاء، قدّم رئيس السلطة القضائيّة، حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محسني إجِئي، تقريرًا عن أداء السلطة القضائيّة.