تسير الأحداث بسرعة غريبة نحو إثبات صحة وصدق رؤية الثورة الإسلامية المباركة، واستشراف قائدها البصير، فيبدو أن “الطوفان” قد غمر كل العالم، ليكشف الحقائق بسرعة مضاعفة.
فالأحداث في غزة وسوريا ولبنان واليمن وإيران، قد رفعت الستار عن الكثير من الحقائق للمواطنين داخل إيران، ومنطقة غرب آسيا، والعالم أجمع، الهجوم الإسرائيلي والأمريكي على الجمهورية الإسلامية، قد جعل الأمور أكثر وضوحاً خصوصاً امام “أعين الإيرانيين”،. والهجوم الإسرائيلي على سوريا، فتح أيضاً أعين الناس خصوصاً “العين العربية السنية في المنطقة”، أما الهجوم الإسرائيلي على غزة فقد جَلَى الحقيقة أمام “عيون العالم والبشرية جمعاء”.
اليوم، بعد أن خرجت الجمهورية الإسلامية من سوريا، ولم يعد يجدي الحديث عن “صناعة العدو الإيراني”!! من خلال اطلاق شعارات مثل؛ “الهلال الشيعي” و “الإمبراطورية الفارسية” وما شابه!!، أصبح الآن ومن الواضح تقديم الرواية الصادقة والواقعية حول إسرائيل باعتبارها “الغدة السرطانية” و “الشيطان الأكبر” أمريكا.
لقد استمرت ماكنة العدو الاعلامية في سحر العقول لفترة طويلة، وكان يزين الروايات الكاذبة في عقول الناس، كما جاء في الآية المباركة: «حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ».
(لا غزة ولا لبنان) في ذهن الإيراني!، و (الهلال الشيعي) و (الإمبراطورية الفارسية) في ذهن العربي السني!، و (الديمقراطية الليبرالية) و (حقوق الإنسان) في ذهن الإنسان الغربي!.
لكن اليوم، أصبحت عصا تدبير موسى (عليه السلام) تبتلع سحرهم، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: «تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى».
هذه سنة الله في الكون، أن إبطال سحر فرعونيي هذا الزمان يسبق غرقهم، فيجب أن يغرقوا في عقول وقلوب الناس أولاً، ثم يأتي الغرق في الواقع الخارجي، كما في الظهور والبرزخ والقيامة، يُفضح أهل الباطل أولاً، ثم يأتي دور عقوبتهم.
صحيح أن فرعون هذا الزمان الذي يدّعي؛ «أنا ربكم الأعلى» غاضب جداً من إيمان الناس بفكر ورواية الثورة الإسلامية ومحور المقاومة، ويصرخ قائلاً كما قال الأولون: «قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ»، فيعاقب المستيقظين بوحشية وقسوة قائلاً: «فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ».
لكن جرائمهم لن تلغي “الآيات البينات”، بل ستزيد من يقظة الناس وتوكلهم على الله سبحانه وتعالى؛ «لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ»، ومعية الله لموسى (عليه السلام) وانتصاره على فرعون؛ «قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى» و «إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ».
فالقرآن حي لن يموت، وكل آية فيه، كالتي تتعلق بفرعون وموسى (عليه السلام) في طريقها للتأويل في زماننا هذا.. فلنعد قراءة هذه الآيات ونتأملها ونتدبر فيها مرة أخرى، فإنها من السنن التي يقول الله عنها؛ «لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبديلًا»، وهي جارية مجرى الشمس والقمر.
* مقال نقلته بتصرف مترجم من الفارسية