داعية وناشط اسلامي لبناني لـ تنـا : المسّ بالامام الخامنئي هو مسّ بالعالم الاسلامي جميعا

داعية وناشط اسلامي لبناني لـ تنـا : المسّ بالامام الخامنئي هو مسّ بالعالم الاسلامي جميعا
ادان أمين سر جبهة العمل الإسلامي، عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي في لبنان “الشيخ شريف توتيو” التصريحات البذيئة والمسيئة التي صدرت عن الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعدد من قادة الكيان الصهيوني حيث تعرضوا فيها لحرمة قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي؛ مستدلا بمواقف المرجعيّات والعلماء المسلمين في العالم الذين اعتبروا أنّ “المسّ بشعرة من الإمام ( حفظه الله ) هو مسّ بالعالم الإسلامي جميعاً وإعتداء عليه؛ ما يعني حتماً من أنّ الردّ لن يقتصر فقط على الشحب والتنديد والإستنكار، بل سيكون له خلفيات وسلبيات ومضامين كبيرة وخطيرة يعلمها العدو وأعداء الداخل والخارج قبل الشقيق والصديق”.
واضاف الشيخ توتيو في حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا) : لعلّ صدى كلّ تلك الأجواء الإسلاميّة العالميّة، وهذا الإلتفاف والتضامن حول الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وحول شخصيّة الإمام القائد (حفظه الله تعالى) حال ومنع دون تحقيق تلك المؤامرة الخبيثة القذرة؛ مستشهدا باي من الذكر الحكيم، قوله تعالى مُخبراً نبيّه سيّدنا محمّد عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام : [وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ] – سورة الانفال، اية (30).

ولفت رجل الدين اللبناني البارز، بانه على مدى بعثة الأنبياء والرسل كان هناك صراع جامد قويّ صارخ بين الأنبياء والرسل وأتباعهم وبين أعداءهم الناكرين لهم ولدعوتهم؛ يعني هو صراعٌ مستمرٌ وحربٌ طاحنة مستدامة بين الحقّ وأتباعه من جهة، والباطل وأتباعه من جهة أخرى إلى أن تقوم الساعة”؛ موضحا انه، “وفي هذا الصراع وتلك الحروب المتعاقبة هناك جولات بين الفينة والأخرى تقوى أحياناً وتخفّ أحياناً أخرى وتارة ينتصر الحقّ في جولة وتارة أخرى ينكفئ حسب الظروف السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة المعقّدة التي تكون موجودة، ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ الجولة الأخيرة والمعركة الفصل ستكون لصالح الحقّ وأهله وأتباعه بإذن الله تعالى، هذا وعدُ الله  والله لا يخلف الميعاد “.

ومضى الى القول : لذلك نرى اليوم بأنّ العدو الأميركي – الصهيوني حاول جاهداً وبإسلوب ماكر مخادع التهويل والتهديد لسماحة الإمام القائد مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة،  سعيا منه لتقليل المعنويات وممارسة الضغط النفسي والمعنوي على الجمهورية الإسلامية وشعبها وقادتها، وربّما وأقول ربّما حاول إغتيال سماحة الإمام القائد وحتى الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان ” إلا أنّه فشل وعجز عن تحقيق هذا الأمر بفضل الله تعالى، ثمّ بفضل يقظة المسؤولين الإيرانيين؛ بالرغم من أنّه طال قيادات كبيرة وعظيمة من الصفّ الأول الأمني والعسكري ومن العلماء النوويين وإستطاع قتلهم وإغتيالهم (إرتقوا شهداء سعداء إلى الله تعالى) وحصل ذلك للأسف بمساعدة عملاء قذرين منافقين من الداخل الإيراني.. لكن اللافت والحمد لله هذا الإلتفاف الإسلامي العالمي الشعبي والرسمي الكبير من المسلمين في العالم حول سماحة الإمام القائد، وهذا الإستنكار والشجب والتنديد والإستياء والرفض الكبير منهم لتلك المحاولة الحاقدة الدنيئة، لما يُمثّله سماحته حفظه الله من قيمة إيمانيّة أخويّة إنسانيّة أخلاقيّة عالميّة، وبما يمثّله من قائد وقيادة يلتف حوله مئات الملايين من المسلمين في العالم.

وفي معرض تقييمه لنتائج الحرب العدوانية الصهيونية على ايران، قال الشيخ توتيو : مّما لا شكّ فيه أنّه وبعد حرب الـ 12 يوماً الظالمة السافرة التي شنّها العدو اليهودي الصهيوني الأميركي الغربي على الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، والتي إنتصرت فيها إيران بشكلٍ واضحٍ من خلال ردّها الصاروخي العنيف، ومن خلال ضربها الكيان الصهيوني الغاصب المجرم المعتدي، مما أحدث وتسبّب بخسائر بشريّة وماديّة واضحة أظهرته كلّ وسائل الإعلام تقريباً (وما خفي أعظم أيضاً )، فإنّ حجم الخسائر والدمار الذي لحِق بالعدو كان غير مسبوقٍ وفاق تصوّر العدو نفسه وربيبته إدارة الشرّ الأميركيّة، ما جعله يطلب وقفاً فوريّاً لإطلاق النّار، ووقف الحرب، بل ويستجدي أميركا وغيرها من الدول العربيّة والغربيّة من أجل ذلك.

وتابع : نعم، وبكلّ تأكيد إن الصواريخ الإيرانيّة أصابت أهدافها العسكرية والأمنيّة لدى العدو ودمّرتها بالكامل كما أظهرت الصور ذلك في القواعد العسكرية والأمنيّة التي تمّ قصفها وضربها من قِبل إيران، كقاعدة “نيفاتيم” العسكريّة وغيرها، وكمعهد “وايزمان” وكر الأبحاث الإسرائيلي في 5 علوم أمنيّة وبيولوجيّة ونوويّة، وهو يُعتبر أبرز المراكز البحثيّة والعلميّة، ويُعتبر العقل النووي للعدو اليهودي الصهيوني المجرم الغادر…

واكد أمين سر جبهة العمل الإسلامي في لبنان، مستعرضا التداعيات فيما لو اقدم الكيان الصهيوني على عدوان جديد ضد الجمهورية الاسلامية، على الساحتين الاقليمية والدولية، بانه “ومن خلال كلّ ما تقدّم ذكره، وكما قلت وما خفي أعظم، فإنّ العدو الصهيو – امريكي بات يُدرك تماماً بأنّ أي هجوم جديد على إيران الإسلام سيكون له عواقب وخيمة، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، انما على مستوى العالم أجمع؛ سيّما وأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وكما أعلن العديد من مسؤوليها أنّها لم تستخدم في ردّها وفي هذه الحرب الظالمة التي شنّت عليها، سوى 20 % من قدراتها العسكريّة والأمنيّة والصاروخيّة” .

وعلى صعيد اخر، تطرق العالم الاسلامي اللبناني الى مجريات الاحداث في سوريا ما بعد “الاسد” وخاصة التطورات الاخيرة هناك، قائلا : لقد كانت سوريا قبل سقوط نظام بشّار الأسد ركن أساس في محور المقاومة، وصخرة منيعة متقدّمة لنصرة القضية الفلسطينية، وكما هو معلوم للجميع أنّها كانت الحضن الدافئ أيضاً لكلّ قوى المقاومة والفصائل الفلسطينية المقاوِمة في المنطقة، ولعلّ الحرب العالمية التي شُنّت عليها من قِبل أمريكا والعدو اليهودي الصهيوني والغرب الصليبي الحاقد، وإستخدامهم وإستغلالهم للمجموعات الإرهابيّة والتكفيريّة المتطرّفة في تلك الحرب الشعواء، و بسبب أخطاء النظام السابق أيضاً.. والمجازر والمذابح الدموية التي دخل في أتونها ودوّامتها الجميع دون إستثناء من جراء الاعداء الحقيقيين للأمّة جمعاء وبفعل الإرهابيين التكفيريين؛ مبينا ان “كل هذه الحرب كان دافعها القضاء على قوّة سوريا جيشاً وشعباً ونظاماً ووحدتها ارضا وشعباً ومؤسّسات كحصنٍ منيعٍ متقدّم في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، وفي مواجهة مشاريع ومؤامرات الشرذمة والتفتيش والتقسيم”.

واستطرد توتيو : لذلك كلّه، كان لا بدّ وحسب مخطّط أعداء الداخل والخارج، من تفتيت سوريا وإضعافها وتقسيمها وتحويلها إلى دويلات طائفيّة ومذهبيّة وأثنيّة متناحرة متقاتلة كي يسهل السيطرة عليها وإخضاعها لتكون العدو الأوّل لمحور المقاومة في المنطقة بعدما كانت الركن الأساسي الأوّل فيه، وللأسف الشديد هذا ما حصل وسقطت سوريا في هذا المستنقع الموحل الوسخ بوساخة تلك المؤامرات الخارجيّة الحاقدة القذرة، وخرجت من محور المقاومة طوعاً وغصباً في آنٍ واحد، وبات من البديهي المعلوم ما للعدو اليهودي الصهيوني المجرم الحاقد الغادر من مصالح توسعيّة في الجنوب السوري (الجولان، القنيطرة، السويداء، درعا) وغيرها من المدن والقرى هناك، ولهذا كان القصف الصهيوني الجنوني والتدمير الممنهج العنيف والغارات المجرمة المدمِّرة لكلّ مواقع القوّة العسكرية والصاروخيّة التي كان يمتلكها النظام السوري السابق، وقد تمّ لهم ذلك للأسف الشديد في ظلّ سكوت النظام الجديد وتعاونه، وفي ظلّ وعود أميركيّة وغربيّة وعربيّة زائفة له لكي يدخل في سياسة التطبيع مع العدو الإسرائيلي بشكل تدريجي مدروس ومنظّم وممنهج حسب ما تقتضيه الظروف في المنطقة، وحسب رغبات وتطلّعات وأهواء الأعداء الذين باتوا يفرضون شروطهم وآراءهم وإملاءاتهم على النظام الحالي كما هو واضح وبائن للجميع.

وعن التطورات الاخيرة في سوريا، قال : ان أحداث محافظة السويداء والجرائم البشعة التي حصلت فيها وقبلها أحداث حمص والساحل السوري ومن ثمّ التدخّل “الإسرائيلي” المباشر في تلك الأحداث، جاءت لتؤكّد تسلسل كلّ تلك الأمور وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود من قِبل الأعداء ألا وهو إضعاف سوريا وتقسيمها وتفتيتها وإدخالها في أتون الصراعات الداخليّة الطائفيّة الدمويّة، ليسهل الإنقضاض عليها، ولإجبارِها، كما اسلفت، طوعاً وكرهاً على الركوب في موجة التطبيع مع العدو اليهودي الصهيوني بالمنطقة .

وردا على سؤال حول الاسباب التي ادت الى خذلان العالمين الاسلامي والعربي امام كل هذا الاجرام الصهيوني والامريكي بحق الاشقاء في فلسطين المحتلة وخاصة قطاع غزة المظلوم والمقاوم، اوضح عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي في لبنان : من المعلوم أنّ العدو اليهودي الصهيوني المجرم المحتل الحاقد قد إحتل واغتصب فلسطين الحبيبة منذ أكثر من 76 عاماً، وارتكب بحقّ الشعب الفلسطيني المظلوم المجازر والمذابح البشعة الرهيبة، وما زال بضوء أخضر أميركي غربي وبمساندة ودعم سياسي وعسكري وأمني وتكنولوجي غير مسبوق له من تلك الدول المانحة، ولقد شنّ هذا العدو أيضاً حروباً عدّة ضد الدول العربية والإسلامية المحيطة بكيانه الغاصب تنفيذاً وتحقيقاً لسياسته التوسعيّة في المنطقة على حساب أراضي تلك الدول (سوريا، مصر، لبنان والأردن)، إضافة إلى ضربه وقصفه دولاً أخرى مثل العراق والسودان وليبيا وغيرها بمساعدة أميركية غربية أيضاً، وذلك للقضاء على قدراتهم العسكرية والنووية كما زعم؛ ومنذ ذلك الوقت يسعى العدو الصهيوني بطرق ملتويّة وماكرة وحاقدة في آن، لإخضاع تلك الدول بأساليب أمنيّة حيناً وعسكرية حيناً وسياسيّة وإقتصادية أحياناً أخرى، وذلك بإستخدامه الظروف المناسبة لذلك من ناحية وإستغلاله لأوضاع تلك الدول الداخلية من ناحية أخرى، وقد نجح في ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ ووصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه من دول عربيٌة أنظمتها ورؤسائها خاضعة تماماً للنفوذ الأميركي “الإسرائيلي” في المنطقة.

وتابع : فكان التطبيع والمعاهدات الأمنيّة والعسكرية والثقافيّة والسياسية مع العديد من الدول، وفي مقدمتها دول الخليج الفارسي ( قطر، الإمارات والبحرين ) ومصر والأردن والسودان وغيرها من الدول العربية والإسلامية وكما يُقال تحالفات سريّة من تحت الطاولة لذلك نرى اليوم وبعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023م التي أبهرت فيها حماس والمقاومة الفلسطينية العالم أجمع سعياً إلى تحرير الأرض والإنسان من رجس اليهود الصهاينة المحتلين وتحرير الحُرمات والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة على حدٍّ سواء، وصولاً إلى حرب التجويع والعطش والإبادة الجماعيّة البشعة الساحقة الماحقة التي يقترفها العدو اليهودي الصهيوني ضد شعبٍ أعزلٍ يتجاوز تعداد سكّانه في قطاع غزّة العزّة أكثر من مليوني نسمة وتُمارس بحقّه أبشع أنواع القتل والسحل والسحق والقصف والضرب والتدمير ودفن النّاس أحياء تحت أنقاض منازلهم وخيمهم وأماكن نزوحهم دون أن يتحرّك العالم أجمع، ودون أن يرفّ لهم جفن واحد (الأنظمة والحكّام والرؤساء) في حين أنّ الشعوب مشكورة تتحرّك وتتظاهر وتعبّر عن رأيها ودعمها لهذا الشعب الفلسطيني المقهور المظلوم وترفع الصوت عالياً لنصرته ونصرة قضيّته، ولكن كما هو معلوم فإنّ الحكم للقوي لا للضعيف والأنظمة هي القويّة وهي تنكّل بتلك الشعوب وتمنعهم بشكل أو بآخر من التعبير عن رأيهم، ومن الإستمرار في ضغطهم الشعبي بل واعتقالهم وتزجّ بهم في السجون، وبسبب وجود تلك الأنظمة العربية والإسلامية الخاضعة والخانعة والمطبّعة مع العدو لا بل البعض منها للأسف الشديد متآمر معه من أجل إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على مقاومتها الباسلة المتمثّلة اليوم بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبكافة فصائل المقاومة المقاتِلة الشريفة التي تقدّم القادة الشهداء الأبطال والشهداء الأخيار الأبرار والدماء الزكيّة على أرض فلسطين الطاهرة دفاعاً عن الأرض والإنسان  ودفاعاً عن الحريّة والكرامة والمقدّسات .

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل