افتتاحية «صوت إيران؛ العدد ٣٢» الصحيفة الإلكترونية لموقع KHAMENEI.IR الخاصة بأيام الدفاع المقدس لشعب إيران في مواجهة العدوان من النظام الصهيوني..
أحيانًا تكشف الأيام، بكل تعقيداتها وحجبها، الحقيقة عاريةً وواضحة أمام الشعوب. خلال سبعة وأربعين عامًا مضت، حذرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرارًا في المحافل القانونية والدولية من أن أمريكا والنظام الصهيوني ليسا عدوي الشعب الإيراني فحسب، بل أعداء جميع الشعوب والمجتمعات التي ترفض الخضوع وترفض التخلي عن استقلالها. طرح هذا الادعاء ليس بدافع التعصب السياسي، بل استنادًا إلى الأدلة، التجارب، والحسابات العقلانية الدقيقة.
مع ذلك، حاول العدو طوال هذه السنوات قلب هذه الحقيقة. واجه أعداء إيران، عبر عقود من الدعاية، ومليارات الدولارات، وجهود كثيفة من النخب الإعلامية والفكرية، لإيصال رسالة كاذبة تمامًا ومضللة لشعب إيران مفادها أننا لا نعاديهم!، بل حتى نحن نريد الخير لهم!، وأن الطرف الذي نتصارع معه هو النظام السياسي في إيران! .
ما نسجه العدو عبر سنوات بالمكر والخداع، تمزق بحماقة تاريخية. في الحرب التي استمرت ١٢ يومًا بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأول مرة بعد الثورة، حدث صدام عسكري مباشر، علني، في إطار حرب كلاسيكية شاملة. النظام الإسرائيلي اعتدى رسميًا على الأراضي الإيرانية واستهدف الخطوط الحمراء للأمن القومي الإيراني. كان رد إيران قاسٍ، دقيق، وذي ردع، وهذه النقطة كانت نهاية خداع العدو وبداية وعي جماعي.
لم تكن عداء الكيان الصهيوني لإيران بعد الثورة أمرًا خفيًا، فقد ثبت ذلك لشعب إيران في مراحل مختلفة. اغتيال العلماء النوويين، استهداف شخصيات مدنية وعسكرية، التخريب في عدة قطاعات، كلها أعمال شريرة قام بها هذا الكيان مرارًا قبل هذه الحرب. قتل نحو ٦٠ ألف شخص في غزة، أغلبهم من النساء والأطفال، كشف الطبيعة الحقيقية لهذا الكيان للعالم، الذي وصل إلى درجة من الوحشية والقتل الجماعي التي لا يكترث معها حتى لكراهية العالم، ويستمر في الجرائم ويفتخر بها! ومن هذا المنطلق، كان هذا الكيان مكشوفًا ومكروهًا لدى الشعب الإيراني حتى قبل هذه الحرب.
لكن قصة أمريكا “الشيطان الأكبر” مختلفة. أمريكا حاولت في كثير من الأحيان أن تلمع صورتها أمام الإيرانيين وبقية شعوب العالم. وكان البعض، سواء بسذاجة أو عن علم، يشارك في هذا التلميع وتطهير العدو. الحرب الأخيرة التي حدثت بدعم كامل من أمريكا كشفت قناع أمريكا أيضًا، وأدرك حتى أكثر الناس تفاؤلًا أن عداء أمريكا لإيران ليس وهمًا، بل حقيقة واقعية.
الوصول إلى هذا الوعي والإدراك لطبيعة وعمق عداء العدو لإيران وشعبها، بل لعموم شعوب العالم لم يكن سهلاً. فقد استُشهدت آلاف الأرواح الغالية.
ترجمة مركز الإسلام الأصيل