أكد الشيخ محمد نوري، نائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي، وجودَ امتزاجٍ بين تضحية كربلاء وفداء أهل البيت (ع)، وبين ما يجري في غزة من دماءٍ سائلة، وأبناءٍ وبناتٍ ورجالٍ وشهداء. وأشار إلى أن”دولة الباطل، مهما علت، فهي إلى زوال، ودولة الحق، مهما ضعفت، فهي باقية إلى قيام الساعة”، مشدداً على أن الحق هو المنتصر في النهاية، والعاقبة للمتقين.
تحدث الشيخ نوري من كربلاء المقدسة في حوار متلفز، وذلك بالتزامن مع أربعينية الإمام الحسين (ع) وانعقاد النسخة الرابعة من مهرجان”نداء الأقصى”. وحول ما يقدّمه المهرجان في نسخته الرابعة، لا سيما في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والقضية الفلسطينية، قال الشيخ نوري:”لا يخفى ما لنداء الأقصى من أثر طيب ومبارك. فعندما نعود إلى سيرة الأنبياء والمرسلين، نجد أن لكل نبي نداءاته ورسائله وتوجيهاته لقومه وأتباعه. إبراهيم (عليه السلام) عندما أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج، قال: (يا رب، إن صوتي ضعيف)، فقال الله له: (عليك النداء، وعلينا البلاغ).”
و نداء الأقصى: صرخة الأمة في وجه الطغيان
من الأنبياء إلى الامام الحسين(ع) : النداء رسالة خالدة
وأكد الشيخ نوري أن مهمة الإصلاح كانت ولا تزال مهمة الأنبياء والمرسلين، ولا يحملها إلا من اتصف بالصدق والإخلاص والتضحية، وهي صفات تجسدت في الإمام الحسين (عليه السلام).
وأشار إلى وجود رابط معنوي وروحي بين تضحية كربلاء وفداء أهل البيت (عليهم السلام)، وما يجري اليوم في غزة من معاناة ودماء وشهداء، مشدداً على أن نداء الأقصى هو محاولة لإعادة تلك الصرخة، ليس فقط في الأمة الإسلامية، بل في الوجدان الإنساني والعالمي.
منبر كربلاء يجمع أحرار العالم
صرخة المظلوم… وبُشرى انتصار الحق
وأضاف: لو سألنا اليوم الباحثين في شؤون الديانات والباحثين عن الحق ومآلاته، لوجدنا أن الظالمين إلى هزيمة وانكسار، وأن المؤمنين إلى عز ونصر ووحدة ورفعة. مهما رأينا هذا الظلم يتغطرس ويتكبر، أعتقد أن النهاية ستكون لغزة وأهلها ولمن وقف معهم من المقاومين، كما كانت العزة والانتصار للإمام الحسين وأهله، حتى وإن ذهبوا شهداء.