نداء كربلاء يتجدد في غزة.. صرخة المظلوم تنتصر رغم صمت العالم!

نداء كربلاء يتجدد في غزة.. صرخة المظلوم تنتصر رغم صمت العالم!
أكد الشيخ محمد نوري، نائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي، وجودَ امتزاجٍ بين تضحية كربلاء وفداء أهل البيت (ع)، وبين ما يجري في غزة من دماءٍ سائلة، وأبناءٍ وبناتٍ ورجالٍ وشهداء. وأشار إلى أن”دولة الباطل، مهما علت، فهي إلى زوال، ودولة الحق، مهما ضعفت، فهي باقية إلى قيام الساعة”، مشدداً على أن الحق هو المنتصر في النهاية، والعاقبة للمتقين.
الإمام الحسين (ع) ومبدأ الإصلاح في وجه الظلم

تحدث الشيخ نوري من كربلاء المقدسة في حوار متلفز، وذلك بالتزامن مع أربعينية الإمام الحسين (ع) وانعقاد النسخة الرابعة من مهرجان”نداء الأقصى”. وحول ما يقدّمه المهرجان في نسخته الرابعة، لا سيما في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والقضية الفلسطينية، قال الشيخ نوري:”لا يخفى ما لنداء الأقصى من أثر طيب ومبارك. فعندما نعود إلى سيرة الأنبياء والمرسلين، نجد أن لكل نبي نداءاته ورسائله وتوجيهاته لقومه وأتباعه. إبراهيم (عليه السلام) عندما أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج، قال: (يا رب، إن صوتي ضعيف)، فقال الله له: (عليك النداء، وعلينا البلاغ).”

و نداء الأقصى: صرخة الأمة في وجه الطغيان

وأضاف الشيخ نوري:”الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، أراد الله له ولدينه ولأمته أن يحملوا الرسالة العالمية إلى البشرية جمعاء. وهذه الرسالة لا يمكن أن تصل إلى كل العالم إلا من خلال نداءات حقيقية ممزوجة بالتضحية والفداء والعناء، من أجل إيصال الرسالة المحمدية إلى الناس كافة.”

من الأنبياء إلى الامام الحسين(ع) : النداء رسالة خالدة

وتابع قائلاً:”من كربلاء، انطلق أعظم نداء: نداء الإمام الحسين (عليه السلام)، النداء الذي حمل في طياته صلاح الأمة، وإصلاح حالها، وجمع كلمتها، وتوحيد صفوفها. وكان يقول (عليه السلام): (لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد المصطفى).”

وأكد الشيخ نوري أن مهمة الإصلاح كانت ولا تزال مهمة الأنبياء والمرسلين، ولا يحملها إلا من اتصف بالصدق والإخلاص والتضحية، وهي صفات تجسدت في الإمام الحسين (عليه السلام).

وأشار إلى وجود رابط معنوي وروحي بين تضحية كربلاء وفداء أهل البيت (عليهم السلام)، وما يجري اليوم في غزة من معاناة ودماء وشهداء، مشدداً على أن نداء الأقصى هو محاولة لإعادة تلك الصرخة، ليس فقط في الأمة الإسلامية، بل في الوجدان الإنساني والعالمي.

منبر كربلاء يجمع أحرار العالم

وأضاف:”لقد شرفت بالمشاركة في اللجنة التحضيرية منذ النسخة الأولى والثانية والثالثة من المهرجان، ممثلاً عن مجلس علماء الرباط المحمدي. ويضم المؤتمر حالياً أكثر من 65 دولة، و150 شخصية عالمية، وأكثر من 100 شخصية عراقية، ليصل العدد الكلي إلى 350 – 400 شخصية.”

صرخة المظلوم… وبُشرى انتصار الحق

وأكد الشيخ نوري:”هؤلاء جميعاً يشكلون صرخة واحدة في وجه الظلم، للوقوف مع المظلوم. فالظالم، مهما امتلك من قوة وغطرسة، فإن أجله قصير. كما قال الإمام الحسين (عليه السلام): (دولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة). والحق هو المنتصر في النهاية، والعاقبة للمتقين. أما من ظلم وتجبر، فمصيره إلى الانكسار، وخاصة أولئك الذين ظلموا أهلنا في غزة وفلسطين وسائر الدول الإسلامية.”

وأضاف: لو سألنا اليوم الباحثين في شؤون الديانات والباحثين عن الحق ومآلاته، لوجدنا أن الظالمين إلى هزيمة وانكسار، وأن المؤمنين إلى عز ونصر ووحدة ورفعة. مهما رأينا هذا الظلم يتغطرس ويتكبر، أعتقد أن النهاية ستكون لغزة وأهلها ولمن وقف معهم من المقاومين، كما كانت العزة والانتصار للإمام الحسين وأهله، حتى وإن ذهبوا شهداء.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل