أكد الأمين العام لحزب الله لبنان “الشيخ نعيم قاسم”، على أنّ أميركا أرادت في ورقتها تجريد لبنان من قدرته العسكرية المتمثّلة بالمقاومة ومنع الجيش من الحصول على سلاح يؤثّر على “إسرائيل”؛ مشددا على أنّ “لا أحد يستطيع حرمان لبنان من قوته”.
وأضاف : ان “الحاج رمضان” عمل في مكتب فلسطين المعني عن التنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وأمضى وقتًا طويلًا في مرج الزهور مع الفلسطينيين المبعَدين، وكان يحرص على وحدة الفصائل الفلسطينية ويحرص على أنْ يكون حزب الله على مقربة منهم.
وكشف عن، أنّ “الحاج رمضان” قال “إنّ طوفان الأقصى معجزة لم تحقّقها أيّ قوة مقاومة، وإنّ الأقصى والقدس يرفعان من يخدمها”؛ كما نوه الى أنّ “الحاج رمضان قدِم إلى لبنان بعد يومين على شهادة السيد نصر الله ليضع نفسه بتصرُّف حزب الله”.
وفي حين أشار إلى أنّ اللواء الشهيد رمضان “كان يعتنق نظرة الإمام الخميني (رض) تجاه الكيان الصهيوني على أنّه غدّة سرطانية”، قال الأمين العام لحزب الله : نظرة قادتنا تقضي بأنّ فلسطين قضية إنسانية وليست مسألة جغرافيا، ما يعني أنّ على الجميع نصرتها.
وتابع قائلًا : الحاج رمضان، هو رجل عرفاني متواضع وذو هيبة وكان عاشقًا للإمام الخميني والإمام الخامنئي.
وعلى صعيد اخر، تطرق الشيخ قاسم الى الكارثة الكبيرة التي حصلت عبر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب؛ مؤكدا بانه “أحدث جرحًا كبيرًا في لبنان”، داعيًا إلى “الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيدًا عن التسييس الذي أخّر النتيجة إلى هذه الفترة”.
كما شدّد على أنّه “لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار يجب علينا التشارك والتعاون في إطار وحدة وطنية ووضع الأولويات التي تؤسّس لكل الواقع اللبناني، وعدم الخضوع للوصاية الأميركية أو غيرها”.
وفي اشارة الى “اتفاق وقف إطلاق النار” بين الكيان الصهيوني ولبنان؛ بين الامين العام لحزب الله، أنّه “اتفاق غير مباشر أبرز تعاونًا وثيقًا بين المقاومة والدولة، وهو من أرقى أشكال التعاون، حيث سهّلت المقاومة للدولة كل الاجراءات المطلوبة في الاتفاق من دون أيّ تأجيل”.
وأكّد، بأنّ “حزب الله التزم التزامًا تامًّا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، ولم يُذكر أيّ خرق تجاه العدو أو بالتعاون مع الدولة”؛ مشيرًا في المقابل إلى، أنّ “إسرائيل” انقلبت على الاتفاق وخرقته آلاف المرات.
واعتبر قاسم، ان “إسرائيل” ندمت على هذا الاتفاق ورأت أنّه يعطي حزب الله قدرة على استمرار القوة الموجودة في لبنان، ولذلك لم تلتزم بالاتفاق.
وذكّر، بأنّ المبعوث الأميركي “توم براك” اشترط نزع السلاح في 30 يومًا، حتى القنبلة اليدوية وقذائف “الهاون”؛ متسائلا بقوله : أيّ الأسلحة التي تُعَدّ بسيطة.. براك اشترط أنْ يُفكّك 50 في المئة من القدرة في غضون شهر، ولكنّهم لا يعلمون مستوى قدرتنا حتى يحددوا الـ 50 في المئة.
وعقّب الامين العام لحزب الله على قول “براك”، الذي زعم انه “بعد هذه الإجراءات ستنسحب إسرائيل من النقاط الخمس”؛ مبينا ان “أميركا أرادت في ورقتها تجريد لبنان من قدرته العسكرية المتمثّلة بالمقاومة ومنع الجيش من الحصول على سلاح يؤثّر على إسرائيل”.
وأردف قائلًا : أميركا تقول إنّه في حال مخالفة الاتفاق يمكننا إدانة “إسرائيل” من مجلس الأمن الدولي، بينما إذا خالف لبنان فيتم تجميد المساعدات ويخضع للعقوبات الاقتصادية أكثر من المفروضة عليه.
وتابع الشيخ قاسم : نحن لا نوافق على أيّ اتفاق جديد؛ عليهم تنفيذ الاتفاق القديم وأيّ جدول زمني يُعرَض لينفّذ تحت سقف العدوان “الإسرائيلي” لا نوافق عليه، نحن لا نقبل أنْ نكون عبيدًا لأحد، ومن يحدّثنا عن التنازل لأنّ هناك منع للتمويل، نسأله: عن أيّ تمويل يتحدّث؟!
ورأى بأنّ “مصلحة إسرائيل، أنْ لا تذهب لعدوان واسع لأنّ المقاومة ستدافع والجيش سيدافع والشعب سيدافع وستسقط صواريخ في داخل الكيان، وكل الأمن الذي بنوا عليه لمدة 8 أشهر يسقط في ساعة واحدة”.
وأضاف قائلا : إذا سلّمنا سلاحنا لن يتوقّف العدوان، وهذا ما يصرّح به المسؤولين “الإسرائيليين”، واستقرار لبنان غير مرتبط بما نقدّم؛ مشددا على، أنّ “دعم الجيش مربوط بتأديته وظيفة محلية وليس لمجابهة إسرائيل، ولذلك فهو ليس دعمًا”.
وإذ ذكّر بأنّ البيان الوزاري الصادر بهذا الشان يتحدّث عن تحصين السيادة، تساءل الأمين العام لحزب الله : هل التخلّي عن السلاح بناء على طلب “إسرائيل” وأميركا وبعض الدول العربية هو تحصين للسيادة؟ البيان الوزاري يتحدّث عن ردع المعتدين ولكنْ أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان؟ وأين الدفاع عن الحدود والثغور؟ وإنْ قلتم ليس بمقدوركم إذًا دعونا نحافظ على القدرة ونبنيها.
وواصل الشيخ قاسم : رئيس الحكومة يتغنّى بفقرة التزام الحكومة باتخاذ الإجراءات كافة لتحرير جميع الأراضي من الاحتلال “الإسرائيلي”، ولكن أين هذه الإجراءات؟.. على الدولة تأمين الحماية لا أنْ تجرّد شعبها ومقاومتها من قوتها بل عليها الاستفادة منه بدًلا من سحب السلاح كُرمى لعيون “إسرائل” وأميركا وإحدى الدول العربية.
وتابع : يجب أنْ نذهب لمجلس الوزراء ووضع بند كي نواجه العدوان ونحفظ السيادة ووضع الجدول الزمني لتحقيق ذلك، ومناقشة كيف يمكن أنْ نُشرِك الجميع في عملية الدفاع عن لبنان وكيف نزيد من الضعوطات على العدو.
وفي حين لفت الانتباه إلى أنّ “المقاومة جزء من دستور الطائف ومنصوص عليها هناك، وهي أمر ميثاقي”، خاطب قاسم القوى السياسية اللبنانية بقوله : تعالوا لننقاش استراتيجية أمن وطني الذي يأخذ بقوة لبنان وليس وضع جدولٍ لنزع السلاح.
واردف : نحن حريصون على التعاون والتفاهم بيننا وبين الرؤساء الثلاثة. علينا الانتباه من دُعاة الفتنة الداخلية الملطّخة، أيديهم بالدماء ومن الذين يعملون لخدمة المشروع “الإسرائيلي”، هذا بلد تُقدَّم فيه تضحيات ودماء ولن نسمح لأحد بفرض الإملاءات علينا”؛ مستدركًا بقوله، “نحن نرتّب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم ولن يحصل حل من دون توافق داخلي”.
ودعا قاسم الدولة اللبنانية إلى، أنْ “تقول للمجتمع الدولي إنّها المعنية عن حماية حدودها الجنوبية والشرقية وتتحمّل مسؤولية ذلك”؛ مؤكّدًا بأنّ “لا أحد يستطيع حرمان لبنان من قوته ولا أحد يستطيع منع لبنان من أنْ يكون عزيزًا”، معتبرًا أنّ “من قدّم التضحيات وحرّر الأرض أكثر وطنية ممّن عبث بالوطن وقتل المواطنين”.
وأضاف : نحن في “أولو البأس” استطعنا وقف العدوان وإلّا كان وصل إلى بيروت ومنعت المقاومة والجيش والشعب العدو عن تحقيق أهدافه.
كما شدّد على، أنّ “المقاومة بخير، قوية عزيزة تمتلك الإيمان والإرادة ومصمّمة على أنْ تكون سيّدة في بلدها وأنْ يكون لبنان سيّدًا عزيزًا مستقلًّا، وجمهورها صامد ومتماسك والمجاهدون مستعدّون لأقصى التضحيات”.
من جهة أخرى، أشاد الشيخ قاسم بجرحى “البايجر” وكل الجرحى بفعل العدوان الصهيوني؛ مؤكدا : انهم أصحاب بصيرة وأصحاب عزم وبقمة العطاءات والعزيمة وحقّقوا نجاحات في الامتحانات الرسمية.
ومضى الى القول : إذا ظنّ العدو أنّ جرحانا يصبحون خارج الخدمة فهو مُخطئ فجرحانا يقدّمون ويتقدّمون.. قولوا لمن يضغط عليكم : روحوا راجعوا المقاومة ونحن نتولّى أمرهم؛ عنوان المرحلة نحن صامدون وسنتجاوزها مرفوعي الرأس، واعلموا أنّ جماعة المقاومة مع الجيش والشعب سيبقون في الميدان وسينتصرون، لبنان يستقرّ بجميع أبنائه وليس بطرف على حساب أحد.