أكد سادن العتبة الرضوية المقدسة، أنه لا يحق لأحد أن يزعزع وحدة الشعب في مواجهة العدو، مشدداً على أن الوحدة الوطنية ستحدد مستقبل إيران.
وصرّح متولي العتبة الرضوية: على عكس ما كان يظنه الأعداء، لم تنهار إيران ولم تتراجع نتيجة هذا الهجوم المفاجئ، بل أبدت مقاومةً مثالية لمدة اثني عشر يومًا. هذه المقاومة دليلٌ على قوة الثورة الإسلامية وثباتها.
فن القيادة لدى القائد الثوري في اللحظات الحرجة
وأشار آية الله المروي إلى الحِنكة التنظيمية والقيادية التي يتمتع بها قائد الثورة الإسلامية في الأزمات، قائلاً: من السمات المثيرة للإعجاب في هذه الفترة؛ السرعة والدقة في إعادة هيكلية القيادة العسكرية للبلاد، والتي شهدت استبدال القادة، وبرمجة العمليات الدفاعية، وتنفيذها بنجاح في أقصر وقت ممكن. إن هذا الإجراء يدل على عمق الجاهزية الدفاعية للبلاد، والأهم من ذلك، الإدارة الفريدة لقائد الثورة الإسلامية القوي والذكي والواعي.
وأضاف: إلى جانب العمليات العسكرية، دخل الشعب الإيراني بأكمله، بمختلف أطيافه وتوجهاته وأديانه، ساحة المعركة كقوة دفاعية رديفة، فأصبح الفضاء الوطني حصنًا عظيمًا للدفاع عن الوطن، حصنًا لا حدود له، وأصبح كل بيت وكل قلب حصنًا للمقاومة.
حرب الـ12 يومًا مظهر للوحدة الوطنية.
أكد سادن العتبة الرضوية المقدسة، أن الوحدة الوطنية هي سر صمود وانتصار الشعب الإيراني، وقال: إن الإنجاز الأهم في هذه الفترة لم يتحقق في ساحة المعركة فحسب، بل على الصعيد الاجتماعي أيضاً. في تجربة عميقة تجاوز الشعب الإيراني حدود الإنتقاد واختلاف الرأي، واجتمع الجميع بصوت واحد وقلب واحد وهدف واحد للدفاع عن كرامة واستقلال إيران خلف القيادة الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية.وأضاف: خلال حرب الاثني عشر يومًا، لم يَعُد هناك أي حديث عن الآراء السياسية أو الأحزاب أو الاختلافات، وكان الجميع متحدين ومُلتفين حول إيران. هذا التماسك الوطني ثروة فريدة يجب الحفاظ عليها، وهو قوة ستبني غدًا أكثر مجدًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الولي الفقيه؛ محور الشعب
وصف آية الله المروي ولاية الفقيه بأنها محور الاستقرار في الأزمات، وقال: في هذه الحرب، لعب ولي الفقيه دورا فريدا من نوعه في إدارة الأزمة والعبور بإيران إلي بر الأمان، ولم يكتف ولي الفقيه في خطاباته، بمنح الأمل والتوجيه والتحفيز للشعب الإيراني، بل كان يخاطب دائمًا الشعب الإيراني بأكمله ويؤكد على العنصرين اللذين يعززان الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي.
وفي إشارة إلى فشل مشروع الأعداء الذي يهدف لإستسلام ايران وتفكيكها، قال الشيخ مروي : إن الخُطة التي أُطلقت ضد إيران لم تكن عملية عسكرية فحسب، بل كانت خُطة مُتعددة الطبقات تسعي لتحقيق هدفين في نهاية المطاف هما؛ الاستسلام الكامل وتغيير الحسابات الاستراتيجية لإيران، وتجزئتها. هذا المشروع كان بقيادة القوى المُتغطرسة التي تعتبر محور الاستقرار والنفوذ الإقليمي هو العائق الرئيسي أمام هيمنتها وسلطتها غير المشروعة، ولكن الشعب الإيراني، أفشل هذا المخطط.
وأكد متولي العتبة الرضوية المقدسة، أن الحفاظ على شرف إيران واستقلالها وقدرتها يعتمد على ترسيخ مكانة قائد الثورة الإسلامية في عقول وقلوب المجتمع، وقال: يتحدث البعض بدافع الشفقة على ما يبدو، عن تأثير ضغوط تيارات مُعينة على قرارات قائد الثورة الإسلامية. مَن يدعي مثل هذه الأمور لا يعرف قائد الثورة؛ فولي الفقيه لا يتأثر بأي ضغط مهما كان.
ولتثبيت مكانة الولي الفقيه لا ينبغي الاكتفاء بالأسس النظرية فقط، بل يجب توضيح دوره الفريد في إدارة الأزمات، وتوحيد البلاد، والعبور البلاد في الظروف الصعبة.
ضرورة الحفاظ على اللُحمة الوطنية وتجنب الإنقسام
وتابع آية الله المروي قائلاً إن اليقظة والوحدة الوطنية والإدارة الرشيدة من متطلبات المرحلة الجديدة للتغلب على الأزمات. نحن الآن في بداية مرحلة جديدة لها متطلبات خاصة، وهذه الفترة ستكون مصحوبة بالتحديات والتعقيدات، ولكن من خلال التماسك الوطني، وإطاعة قائد الثورة، وتعزيز ثقة الشعب، والتركيز على الأولويات، واليقظة ضد الحرب النفسية للعدو لتقسيم المجتمع، يمكن تحويلها إلى فرصة لإيران الإسلامية للتطور وتصبح أكثر قوة من أي وقت مضى.
وفي إشارة إلى شُكر قائد الثورة وعرفانه للشعب الإيراني بكل أطيافه، قال: هذا دليل على ضرورة الحفاظ على اللُحمة الاجتماعية وتعزيز الوحدة الوطنية. يجب أن يُفهم أن توقف الصراع لا يعني نهاية الحرب؛ فالعدو لا يزال متربصًا. علينا أن نسير في هذا الطريق معًا، متوكلين على الله، نتحلي بالعقل، ومطيعين للقيادة.
وأشار سادن العتبة الرضوية المقدسة إلى أهمية الاقتداء بسيرة أهل البيت (ع) في الحفاظ على مصالح الأمة الإسلامية، وقال: يجب على المجتمع اليوم أن يعطي الأولوية للمصالح العليا للإسلام وإيران من خلال اتباع قرارات قائد الثورة الإسلامية والثقة بها.
وقال آية الله المروي: إن متطلبات وضرورات هذه الفترة هي اتباع هذا المسار خطوة بخطوة مع القيادة الحكيمة، وتعزيز الوحدة الوطنية، ودعم قرارات المسؤولين السياسيين والعسكريين في البلاد، والثقة بكامل الجهاز الحكومي، وتجنب أي سلوك أو خطاب من شأنه أن يقوض قوة القرارات والقدرة الوطنية. لا ينبغي أن تتزعزع الجبهة المتحدة التي تشكلت في هذه الفترة بين الشعب الإيراني، بل ينبغي تقسيم القضايا إلى رئيسية وثانوية، والمهم اليوم هو مصالح الإسلام وإيران.