مقال افتتاحي «#صوت_إيران»؛ العدد 48 من صحيفة KHAMENEI.IR الإلكترونية بمناسبة يوم الصحفي، حول الدور المهم والمؤثر للصحفيين في حرب الروايات..
عندما تتوقف الرصاصات، لا تنتهي الحرب، بل تتغير ساحة المعركة، وتُستبدل المعدات العسكرية بالميكروفون والكاميرا والقلم، هنا تبدأ حرب الروايات؛ حرب لا تنتهي من أجل الحقيقة، لقد فهم أعداء الشعب الإيراني جيدًا أنه إذا لم يستطيعوا هزيمتنا في الميدان العسكري، فعليهم تشويه الحقيقة، وقلب صورة التاريخ، وحقن روايتهم في الأذهان.
في المهام السبعة التي فرضها القائد الإمام الخامنئي على مختلف فئات الشعب، أعطى مهمة مباشرة لرجال الإعلام؛ وهي الحفاظ على كرامة وشرف البلاد والشعب، وهذه مسؤولية واضحة ودون أعذار تقع على عاتق المذيعين والكتاب، الصحفي ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو حارس الحقيقة، ومهمته حماية الذاكرة التاريخية للشعب، وجندي يقاتل يوميًا في جبهة الروايات الصامتة لكنها قاتلة.
في هذا الميدان، توضيح وتصحيح المغالطات هو واجب استراتيجي، كما حذر القائد، يجب دحض مغالطات العدو بأفضل الطرق وأقل تكلفة على البلاد، وتجنب الوقوع في فخ الجدل حول الأمور الصغيرة، الإعلامي الوطني المحب لوطنه لا يحارب من أجل الضجيج، بل من أجل التنوير، وهذا التمييز هو شرط البقاء في جبهة الحقيقة.
الحرب المفروضة الأخيرة دليل حي على أن العدو يخاف من الرواية الصحيحة كما يخاف من المحاربين، الهجوم المباشر على مبنى الإذاعة والتلفزيون واستهداف بث شبكة الأخبار المباشر أظهر أن العدو يريد أن يغلق عيون وأذان الناس عن الجرائم، هم يعلمون أن كل صورة حقيقية، وكل تقرير صادق، وكل رواية صحيحة، يمكنها أن تهدم جدار أكاذيبهم مثل انهدام القبة الحديدية.
العدو لا يحارب فقط بالقنابل والصواريخ، تحريف التاريخ هو قنبلة تدمر خندق ذاكرة الأمة، وإذا وقعت الرواية في يده، يمكنه محو الحقيقة من الأذهان دون أن يُسمع صوت انفجار، بالمقابل، إذا كانت الرواية بأيدينا، سيكون أثرها في قلب التاريخ أكثر دوامًا من أي صاروخ.
كما قال القائد في تحليل الحرب الأخيرة، قال: دخلت أمريكا الميدان لإنقاذ الصهاينة لكنها لم تحقق أي إنجاز، وفي قضية الهجوم على مراكزنا النووية، ضخّموا الأمر ليغطّوا على الهزيمة، وفي ردنا القوي على قاعدة العديد، صغروا الإنجاز لكي لا يُرى انتصارنا. هذا الصراع على الروايات هو نفس ميدان المعركة الخفي، وإذا غفلنا عنه، سينتصر العدو، ولهذا الصحفيون لهم دور محوري في هذا الميدان.
اليوم، إذا استيقظ الضمير العالمي ضد جرائم الصهيونية وأصبحت غزة موضوع الساعة للأمم الحرة، فذلك بفضل دماء الصحفيين الذين بذلوا أرواحهم وأصبحوا عنوان الأخبار الأولى وموضوع المسيرات في العالم. لو لم تكن هذه الرواية موجودة، لُدُفنت الإبادة الصامتة. هذا الميدان يحمل تكاليف باهظة، ففي هذه المعركة التي استمرت 12 يومًا، استشهد 12 صحفيًا، وفي غزة استشهد أكثر من 230 صحفيًا في سبيل الحقيقة. كشف الحقيقة مكلف، والصحفي الحقيقي هو من يدفع هذا الثمن لكي نسمع التاريخ غدًا ليس من فم العدو، بل من فم الحقيقة.
#جهاد_التبيين
ترجمة مركز الإسلام الأصيل