منبع الشر

منبع الشر

السيد وديع الحيدري

   مهما تكلمنا عن جرائم الشيطان الأكبر أمريكا فإننا لا نستطيع أن نقف على ما قامت به هذه الدولة المشؤومة منذ أن أسست بنيانها على رفات أصحابها الأصليين “الهنود الحمر” ، وعلى أكتاف الزنوج الأفارقة ، وحتى يومنا هذا .

   فلا يمكن لأحد أن يحيط بجرائم هذه الدولة الخبيثة ودسائسها التي قامت بها بنفسها أو بالواسطة من خلال أذنابها وأدواتها وعملائها الذين سلطتهم على رقاب الناس ولا سيما الشعوب المسلمة منهم، فسلبوا هويتهم ، وأحدثوا في دينهم ، ونهبوا خيراتهم ، وبددوا ثرواتهم ، وزرعوا الفتنة في أوساطهم ، وبثوا الفرقة بين نحلهم وأديانهم ومذاهبهم .

   هذه الدولة التي لا تمت للإنسانية بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد ، ولا يوجد في قاموسها محل للصدق والرحمة والعدالة ، أو لاحترام العهود والمواثيق .

   فيكفيها حطّة وخسّة ووحشية ودناءة تأسيسها وإيجادها ودعمها للعصابات الإرهابية التكفيرية ، كالقاعدة وداعش والنصرة وأمثالهم من الوحوش البشرية ، ودعمها اللامتناهي للكيان الصهيوني المجرم والغاصب .

   فهي ومنذ عقود تنتهج سياسة في الشرق الأوسط تقوم على اساس حماية مصالح الكيان الصهيوني وضمان تفوقه العسكري والسياسي على دول المنطقة ، وهي اليوم تسعى بكل الوسائل لتجريد حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن من سلاحها ، باعتباره العقبة الأساسية التي تقف أمام مشروعها “الشرق الأوسط الجديد” الذي يهدف إلى إخضاع المنطقة للهيمنة الأمريكية والصهيونية .

   وقد حذّر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم المؤمنين من أن يمكّنوا الأعداء من أنفسهم من خلال الغفلة عن أسلحتهم لا نزعها أو تسليمها في قوله تعالى :

   (وَدَّ الَّذينَ كَفَروا لَو تَغفُلونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَأَمتِعَتِكُم فَيَميلونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً)

   فهل يمكن لمن يحمل شيئاً من العزة والكرامة ، ولم يزل في فطرته نصيب من السلامة ، أو يدّعي الإيمان بالقيامة ، أن يسكن إلى منبع الشر والفساد هذا !؟ أو أن يثق به ويرجع إليه ويعتمد عليه ويطمئن لوعوده وعهوده !؟

   أو يعمل تحت لوائه ، ويعينه على تمرير إراداته ومخططاته رغم كل هذا الكم الهائل من الجرائم والانتهاكات التي قام ويقوم بها !؟

(وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ) ، (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل