یعتبر الفنان محمود فرشجيان بلا شك أحد أعظم الفنانين الإيرانيين المعاصرين، بإبداعه أعمالاً خالدة، لم يُخلّد اسمه في تاريخ الفن الإيراني فحسب، بل عرّف العالم أيضاً بالثقافة والفن الإيراني الإسلامي.
بحسب تقریر وکالة أنباء آستان نیوز؛ بمناسبة رحيل الأستاذ محمود فرشجيان، أصدر آية الله أحمد المروي، متولي العتبة الرضویة المقدسة، رسالة تعزية قال فیها:
بسم الله الرحمن الرحیم
في أيام الأربعين، حيث ارتبطت موجة حب وإخلاص المؤمنين والأحرار في العالم بسید الشهداء (ع)، أحزن خبر رحيل الأستاذ محمود فرشجيان، الرسام الذي لا مثيل له في إيران، قلوب عشاق الفن والروحانية. الأستاذ فرشجيان، الذي اعتبر نفسه قارئاً لمصائب الحسين بن علي (ع) بتحفته الخالدة «عصر عاشوراء»، أمضى حياته في خدمة الفن الدیني.
إن الأعمال الخالدة لهذا الأستاذ الحكيم هي شهادة حية على حبه للدين والثقافة الإيرانية الإسلامية. إن أعمالاً مثل «عصر عاشوراء» وتصميم صندوق «الفضة والذهب» للحرم الرضوي الشريف، لا تُظهر روعة فنه فحسب، بل تُظهر أيضاً عمق ارتباطه بمدرسة أهل البيت (ع).
تشکل الأعمال الفنية السبعة عشر الفریدة للأستاذ فرشجيان، المحفوظة في متحف العتبة الرضویة المقدسة، إرثًا ثمينًا ورواية صامتة عن الحب والروحانية وهوية هذه الأرض.
لقد حرر نفسه في کل عمل من قيود المادية وطبع نور عالم المعنى على القماش؛ نور سوف يضيء إلى الأبد.
من جانبه أعرب المدير الداخلي للحرم الرضوي الشریف، رضا خوراکیان، عن تعازيه برحيل هذا الأستاذ العظیم، وقال: سیُخلد اسم وذكرى هذا الفنان الراحل العزيز، من خلال أعماله القيمة، الموجودة في الحرم الرضوي الشریف.
وأضاف خوراکیان أنه بعد الانتهاء من تصميم صندوق الحرم الشریف، أكد الأستاذ فرشجيان مراراً وتكراراً على عدم ذكر اسمه أو حتى تسجيله في الوثائق، وأنه يريد تصمیم عمل فرید في حرم الإمام الرضا (ع) وإظهار إخلاصه للإمام (ع).
وکشف علي رضا إسماعيل زاده، المدير العام للنذورات في العتبة الرضویة المقدسة، عن الأعمال التي أهداها الأستاذ فرشجيان للعتبة الرضویة، وقال: أعماله عبارة عن مجموعة فريدة من اللوحات الدينية والوطنية، ولكل منها قصة خاصة بها.
وقال مدير عام النذورات في العتبة الرضوية المقدسة في إشارة إلى حب وتعلق الأستاذ محمود فرشجيان بثامن الأئمة: بإهداء أعماله إلى العتبة الرضوية المقدسة، أظهر هذا الفنان الكبير أن الفن يمكن أن يكون أداة للتعبير عن الحب والإخلاص للأئمة المعصومين (ع)، وأن الأعمال الفنية يمكن أن تبقى إلى الأبد بجوار الحرم الشریف کنذر دائم.
أما الأستاذ علي بتکر؛ الذي كان أحد طلاب الأستاذ فرشجیان قبل الثورة، قال: كان الأستاذ حسن الأخلاق، ومهنيًا، وكريمًا في تدريسه؛ وكان يشارك طلابه بكل ما لدیه من علم ومعرفة.
وأشار هذا الأستاذ الجامعي إلى أن جزءًا كبيرًا من أعمال الأستاذ في السنوات التي تلت الثورة كانت ذات طابع ديني، وقد أبدع في هذه المواضيع بأسلوبه الفني الفريد وبصمته الفنية، وقد أَسَر هذا الابتكار قلوب الناس.