جاء في افتتاحية العدد (56) من صحيفة “صوت إيران” الإلكترونية لموقع؛ “KHAMENEI.IR” الخاصة بأيام الدفاع المقدس، والصادرة بتاريخ: 16/8/2025..
كشف رئيس وزراء الكيان الصهيوني، في خضم الحرب التي استمرت 12 يوماً، عن الهدف الحقيقي من العدوان على إيران، قائلاً؛ إن هذه المواجهة قد تؤدي إلى “تغيير النظام” في إيران. كما صرّح وزير الحرب في الكيان بأن الهدف من الهجمات هو “إضعاف الحكومة“، بينما ذهب وزير شؤون الشتات (وهو المسؤول عن شؤون اليهود المقيمين خارج إسرائيل) إلى أبعد من ذلك، مخاطباً الخلايا النائمة من المنافقين والملكيين والعملاء في الداخل قائلاً: “اغتنموا هذه الفرصة التاريخية؛ نحن ندعم نضالكم“.. هذه الاعترافات غير المسبوقة والصريحة أظهرت أن الهدف الحقيقي من الحرب كان زعزعة استقرار إيران من الداخل، وليس مجرد ذريعة نووية أو عسكرية.
فشل العدو في تحقيق هذا الهدف الرئيسي، لكن القصة لم تنتهِ بعد. فالهزيمة في الميدان لم تثنِ العدو عن حلم زعزعة استقرار إيران، وكل عامل داخلي أو خارجي يمكن أن يؤدي إلى الخلاف والفوضى، يُعد السيناريو الأمثل بالنسبة له. تعلم تل أبيب جيدًا أنها لا تستطيع هزيمة إيران من الخارج، ولذلك فإن تركيزها الأساسي هو على العمليات النفسية وإثارة الأزمات الداخلية.
في مثل هذه الظروف، هناك حقيقة واحدة يجب أن تكون أساسًا للوحدة والعمل، وهي؛ “الدفاع عن الوطن، والدفاع عن النظام، والدفاع عن إيران العزيزة“.
إثارة الأجواء الصاخبة الآن ضد بعض المسؤولين والمؤسسات المختلفة في البلاد ليست نقدًا بنّاءً، بل نارًا تزرع بذور عدم الاستقرار على الأرض.
بالطبع، فإن النقد العادل طبيعي وضروري، ولكن عندما يتحول التعامل إلى مطالبات تؤدي بشكل مباشر إلى كسر الاستقرار السياسي والاجتماعي، فإن ذلك يعني، عن وعي أو دون وعي، تنفيذ نفس المخطط الذي يحلم به العدو.
إذا كنّا نعتقد أن هناك سلوكًا خاطئًا، فلا يجوز ولا يصح أن نواجهه بارتكاب خطأ أكبر؛ مثل هذا الفعل لا يخلق سوى التوتر، ويمنح فرصة ذهبية لعدوٍ لا يزال يتربص بالشر.
في هذا السياق، تأتي مسألة الأولويات، وتحديدها في ظل التهديد الخارجي المستمر، وهذا ليس بالأمر الصعب.
لقد أظهرت حرب الأيام الـ12 أن الشعب الإيراني، في اللحظات المصيرية، يقف صفًا واحدًا. وهذا رصيد عظيم نمتلكه اليوم، ويتطلب منا جميعًا أن نحافظ عليه.
الصحفي، الخطيب، المسؤول الحكومي، رجل الدين، أستاذ الجامعة، والطالب الجامعي، كلٌّ منهم يتحمّل مسؤولية عدم السماح لاختلاف الرأي الذي يتحول إلى أزمة نحن نصطنعها.
العدو الذي هُزم عسكريًا يعلّق الآن آماله على زعزعة الاستقرار الداخلي، وزرع الفوضى الداخلية، فلاينبغي أن نهديه ما عجز عن تحقيقه في ساحة المعركة، بسبب التسرع أو الحماس الزائف.
هذه الحرب لم تنته بعد.. فإيران اليوم ليست قوية فقط بصواريخها وقدراتها الدفاعية، بل أيضًا بتماسك مجتمعها ونضج شعبها السياسي.
ترجمة مركز الإسلام الأصيل