أوروبا لم تعد قارة القدرة، بل أصبحت قارة الظِل.. ظِل ينحني أمام البيت الأبيض، ويتحمل النظرة المهينة من سيدها الأمريكي. أوروبا اليوم ليست شريكًا لواشنطن، بل تابع لها.! قادتها لا يتخذون قرارات مستقلة، بل يترقبون التعليمات من البيت الأبيض.
لكن أوكرانيا هي نموذج حيّ ومليء بالعبر لهذا التبعية.! دولة دخلت لعبة خطيرة طمعًا في دعم أمريكا والناتو. ظنت أن الغرب منقذ، وأنها يمكن أن تواجه روسيا عبر الوعود الأمريكية. لكن الواقع كان مختلفًا. جُرّدت أوكرانيا من سلاحها، وفقدت قدرتها على الردع، وأصبحت مجرد أداة محترقة على رقعة شطرنج القوى العظمى.
في هذه اللعبة، القاعدة واضحة: القوى الكبرى تتحرك، والقطع الضعيفة تُضحّى بها. وقد كانت أوكرانيا ضحية. تمزقت أراضيها، والتحق 20٪ من ترابها بروسيا، واستحوذت الشركات الأمريكية على ثرواتها ومناجمها. ربحت واشنطن، وواجه الشعب الأوكراني الخراب والتشرد. هذه هي حقيقة الوعود الغربية؛ وعود براقة، لكنها تجلب اللا أمن بدلًا من الأمان.
هذا المصير يجب أن يكون إنذارًا خطيرًا لكل الشعوب. كل دولة تثق بوعود أمريكا، ستصل عاجلاً أو آجلاً إلى نفس المصير: الذل والتبعية. التاريخ كرّر هذه القاعدة مرارًا. من الاتفاق النووي (برجام) إلى أوكرانيا، ومن أوروبا إلى العالم العربي، قاعدة واحدة تتكرر: الغرب لا يفي بتعهداته.
في المقابل، اختارت إيران طريقًا آخر. شعبٌ قال “لا” لأمريكا بقيادة الإمام الخميني قدس سره. كانت التكاليف باهظة: حرب، حصار، وضغوط لا تتوقف. لكن النتيجة كانت الاستقلال والعزة التي أصبحت اليوم نادرة على مستوى العالم. أثبتت إيران أن الصمود ممكن حتى أمام القوى العظمى، وأن بالإمكان مقاومة الضغوط والبقاء واقفين.
أصبحت إيران، رغم كل الصعاب، نموذجًا للشعوب الحرة. بينما أصبحت أوروبا وأوكرانيا رموزًا للتبعية والمهانة، تحولت إيران إلى رمز للعزة والاستقلال. هذا التناقض يحمل رسالة واضحة: العزة في الاستقلال، والذل في التبعية.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، على الشعوب أن تختار. بين طريقين: إما الصمود والعزة، أو الثقة بوعود الغرب الكاذبة والسقوط في مستنقع التبعية. أوروبا انحنت، أوكرانيا انهارت، لكن إيران بقيت شامخة. هذا هو الفرق بين المسارات، وهذا هو الفرق في المصائر: الأول سقوط، والثاني عزة.
على الشعوب أن تحسم خيارها: العزة والاستقلال، أو الذل والتبعية.
ترجمة مركز الإسلام الأصيل