تجسيد الوحدة والمحبة والروحانية في الحرم الرضوي الشريف في ذكرى وفاة نبي الرحمة (ص)

تجسيد الوحدة والمحبة والروحانية في الحرم الرضوي الشريف في ذكرى وفاة نبي الرحمة (ص)

بحسب وكالة أنباء آستان نيوز، تُجسّد أجواءُ الحرم الرضوي الشريف في هذه الأيام قصةً فريدةً من حبّ الحسين(ع)وعشقه، ممزوجةً بالعبیر الرضوي. هنا، الكعبةُ، مُلتقى العشاق؛ حيثُ تختفي أحزان الدنيا خلفَ القبة الذهبية، وتروي دموعُ الفرح والحزن، حدیث الوصل والشوق.

تزامناً مع ذكرى وفاة الرسول (ص) واستشهاد الإمام الحسن المجتبى (ع)، تتوافد حشود الزوار من كل حدب وصوب من إيران والعالم نحو حرم الإمام الرضا(ع).
لا تُعد الصحون والأروقة مجرد أبنیة مزخرفة فقط، بل أصبحت محیطا هائجًا من الناس الذين، یقفون جنبًا إلى جنب، بقلوبٍ مفعمةٍ بالحب، في الحرم الرضوي الشریف، وكأن المدينة بأكملها قد أتت إلى الحرم لتشارك في هذه الدعوة الروحية.
قصص الحب والإخلاص
إذا دققتَ النظر في الوجوه، ستجد قصصًا لا تُعد ولا تُحصى. من أمٍّ ألبست طفلتها الصغيرة حجابا مزینا بالزهور وتمسک بیدها بین الجموع الغفیرة، إلى شبابٍ جاؤوا من بعيد بحقائب علی ظهرهم، وهم الآن يُتمتمون الزیارة بأعينٍ ملیئة بالدمع والشوق، وتری رجلا عجوزا یسیر ببطء بعصا وجسد منحني نحو الشباک الفولاذي، وتتحدث أم عجوز من مدینة بندر عباس، بلهجتها الجنوبية العذبة، عن حاجاتها وشوقها للإمام الرؤوف. تحکي هذه الروايات عن الحب اللامحدود للأشخاص الذين قطعوا الحدود الجغرافية للوصول إلى معشوقهم.
الخُدّام الخُلّص
في هذه الأیام، یبرز دور خدام الحرم الشريف كجوهرة على هذا الخاتم؛ من خُدام المواقف الذين يستقبلون الزوار بالشاي والعصیر، إلى مرشدي الحرم الذين يرشدون الزوار بصبرٍ ودقة.
في مشروع «خدمة الزائرین»، يُجيب الخدام الدعویون على أسئلة الزوار الدينية والمعرفية بحضورهم الحماسي. أحد هؤلاء الخدام شاب من تبريز، يُخبر زائرة مُسنة بلهجته الأذرية عن فضائل الزیارة: الإمام الرضا (ع) معنا دائمًا، كلما انكسر قلبك، نادیه.
نورُ الحرم الشریف، المُتجلّي بين الجموع، يُشرق كمنارةٍ في بحرِ القلوبِ الهائج، یبث السلام والطمأنینة. هنا، لكلِّ ركنٍ قصته، ولكلِّ نظرةٍ حكايةُ حبٍّ، ولكلِّ دمعةٍ شهادةٌ على هذا الحبِّ الأبدي.
وتزامناً مع ليلة وفاة الرسول (ص) أُقيم مشروع «سراج الله» القرآني بتلاوة جماعية لسورة الفتح في الأماكن المقدسة والجلسات القرآنية في مختلف أنحاء البلاد.
وفي هذه الشعيرة الروحانية قام عامة الناس بقراءة سورة الفتح المباركة بشكل جماعي وإهداء ثوابها للإمام الرضا (ع).
الحرم الرضوي الشریف في العشرة الأخيرة من شهر صفر لیس مجرد مكان ديني، بل أيضًا تجسيد للوحدة والمحبة والروحانية؛ مكان تطمئن فيه القلوب وتحُلق فيه الأرواح. سيبقى هذا الموكب البَهي من المحبة خالدًا في ذاكرتنا، وسيجلب كل عام المزيد من الشغف والحماس إلى هذه الأرض المقدسة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل