قال رئيس مجلس الامناء بتجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ غازي حنينة : إن جمهورية ايران الاسلامية بكامل جهوزيتها واستعدادها للرد على أي عدوان قد يمارسه العدو الصهيوني على أي بقعة من أراضيها، وسيتلقى العدو هذه المرة ردًا قاسيًا قد يغيّر وجه المنطقة.
وشدد فضيلته على، ان “العدو الصهيوني لا يُؤمن له جار، ولا يمكن للموقف الأمريكي الذي يصرح به رئيسها دونالد ترامب بين فترة وأخرى، أن يُعوّل عليه؛ مبينا ان هؤلاء الاعداء يختزنون من الحقد واللؤم والعدوان والإجرام تجاه شعوب المنطقة على كل المستويات، وبما يشمل الحرب ناعمة إلى انواع الحروب الخشنة، كما جرى مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وراى هذا العالم الاسلامي البارز في لبنان، ان الإدارة التي تدير الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، ممثلة برئيسها ترامب، وحكومة الكيان الصهيوني ممثلة بـ النتن ياهو، قد فشلتا فشلا ذريعًا في تحقيق أهدافهما التي رسمتاها على مدى سنوات طويلة، كما استبان من مجريات الأحداث التي جرت في الاثني عشر يومًا من الحرب العدوانية الاخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي كان من نتائجها كشف الكثير من البؤر المتآمرة والمتعاونة مع العدو الأمريكي والصهيوني.
وتعليقا على التصريحات التي صدرت عن عدد من المسؤولين الامريكيين والصهاينة وعلى راسهم ترامب والنتن ياهو، ضد ايران قبيل وبعد الحرب الـ 12 يوما، قال : ان الإدارة الأمريكية وربيبتها “اسرائيل” ، تحاول التغطية على الفشل الذريع الذي تكبده في هذه الحرب، مرة عبر التهديد باغتيال سماحة قائد الثورة اية الله السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، ومرة من خلال تهديد الاطاحة بالنظام؛ مؤكدا بان “هذا كله كلام متهافت وتافه، لا قيمة له لا في المعيار السياسي، ولا العسكري، ولا الأمني..
واضاف : نحن نقول إن هذا الكلام هو للتغطية على الفشل الذي منيت به الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو، ولا يستطيع ان يقدم ولا يؤخر في مسيرة الجمهورية الاسلامية، وموقف وقرارات قائدها، التي أذهلت العالم؛ مؤكدا على ان “سماحة الامام الخامنئي يقود المعركة بكل وعي وذكاء وحكمة ورُشد، ويحقق الضربات المؤلمة للكيان الصهيوني وللعدو الأمريكي، كما حدث عند قصف قاعدة العديد الامريكية في قطر”.
وتابع : ان هذه الشخصية الفذّة، المتميزة، الحكيمة، الرصينة، الشجاعة، الثابتة، حقيقة أذهلت العالم بأدائها وحسن تصرفها وموقفها.
وفي معرض تقييمه لوضع ايران ما بعد الحرب، محليا واقليميا ودوليا، قال حنينة : أنا كنت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل الحرب وما بعدها حوالي شهر وزيادة، وكنت أعايش الشعب الإيراني، خاصة في منطقة الجنوب، ومن ثم بمدينة قم المقدسة؛ لقد شعرت حقيقة بمقدار العزة والكرامة عند هذا الشعب الذي لا يفرّط بالثوابت، ولا بالقيم والمبادئ التي تربّى عليها، والتي زرعها فيه الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، وقد ظهر هذا الموقف جليا عند الشعب الإيراني بالتفافه حول القيادة الرشيدة الحكيمة، الممثلة بسماحة السيد القائد الخامنئي حفظه الله.
واردف : لقد رايت كيف هذا الشعب يمتلك من رباطة الجأش ومن الثبات والصمود ما يُفوت على العدو أي مكسب يريد تحقيقه من خلال الحرب العدوانية التي شُنت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أكثر من منطقة من البلاد. وكنت أشاهد بعد كل عملية يمارسها العدو الأمريكي أو الصهيوني على إيران، كيف أن الشعب الإيراني يخرج إلى الشارع بكل هدوء وطمأنينة، مؤديًا حياته اليومية، ويقوم بكل ما يترتب عليه من مسؤوليات تجاه نفسه وعوائله وأهله.
وتابع : لذلك نجد بأن الشعب الايراني، حتى بعد انتهاء الحرب، يؤكد حضوره وثباته والتفافه حول القيادة، التي حقيقة أحدثت صدمة لدى العدو الأمريكي، وحتى العدو الصهيوني الذي حاول أن يمدّ أصابعه إلى داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مخاطبًا بعض الفئات التي كان لها موقف في وقت ما، لكنها ردت عليه بالقول : نحن إيرانيون، وكلنا مع قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وعن مواقف الدول حول اداء ايران وشعبها، سواء في مواجهة العدو الصهيوني أو غيره، اكد رئيس مجلس الامناء لتجمع العلماء المسلمين في لبنان، ان تلك المواقف “ظهرت بوضوح، خاصة عندما تحدث وزير الأمن الداخلي الصهيوني، وأقر بالحقائق صراحة، وبيّن أن هناك العشرات، بل المئات، من القادة العسكريين والدينيين والأمنيين والسياسيين (الصهاينة) الذين قُتلوا في هذه الحرب، وكيف ان العدو ينعى دمار مختبرات “وايزمن” التي تعدّ من أرقى المختبرات في العالم، حيث أرجعتها الصواريخ الإيرانية سبعين سنة إلى الوراء، إن لم يكن أكثر، وغير ذلك من محطات الوقود في حيفا ويافا وتل أبيب، ومراكز للموساد، في وقت كان فيه العدو الصهيوني يوجّه قنابله إلى المناطق المدنية، ويستشهد المدنيون من الشعب الإيراني.
ومضى الى القول : نعم، هناك مجموعة من القادة العسكريين والأمنيين استشهدوا في بداية الحرب، وكل هذا انعكس على المحيط حول الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سواء على مستوى الدول الكبرى أو المتوسطة أو الصغرى، والتي أكدت وقوفها إلى جانب ايران، وبالأخص دول الخليج الفارسي، التي أعلنت تأييدها للموقف الإيراني في مواجهة العدو الصهيوني، إضافة إلى دول آسيا الوسطى، والصين، وروسيا، ومجموعة الـ “بريكس”.
واستطرد : كل هذه الحرب التي أرادوا منها شيئًا، كما قال الله تعالى : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، أعطت صورة واضحة لدى شعوب المنطقة ودولها عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعن قيادتها، وحرسها، وعن جيشها، وشعبها، وعن مؤسساتها الدينية والثقافية والعسكرية والأمنية والإعلامية.
وفي اشارة الى ادعاءات الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول انهاء الحرب على غزة، اعتبر الشيخ حنينة، أن “الحرب التي فُتحت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 لن تنتهي إلا بغالب أو مغلوب؛ وإن شاء الله سيكون النصر من نصيب المقاومة والهزيمة نهاية للعدو”.
واضاف : هذه الحرب مفتوحة، وكل كلام يصدر عن الرئيس الأمريكي ما هو إلا تناغم وتوزيع أدوار بينه وبين العدو الصهيوني؛ مبينا ان ترامب يحاول من خلال تصريحاته الاخيرة رفع الحرج عن نفسه، ولذلك ظهر بموقف متلاعب في المسألة السياسية مع نتنياهو، من أجل الوصول إلى مرحلة ترفع فيها المقاومة الراية البيضاء، ويستسلم الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدا على ان ذلك لن يحصل بإذن الله، لأن شعار المرحلة عند الإخوة الغزاويين هو شعار الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم كربلاء، [هيهات منّا الذلة]، فلا يمكن أن يستسلم الشعب الغزاوي، ولا يمكن أن تستسلم المقاومة، خاصة أنها سجلت في الأشهر الأخيرة ضربات مؤلمة ومؤثرة في بنية العدو الصهيوني العسكرية والأمنية.
وتقييما لوضع المقاومة وحزب الله اليوم، قال العالم الاسلامي البارز من اهل السنة في لبنان : نحن اللبنانيون خضنا حرب إسناد في مرحلة ما ضد العدو الصهيوني دعما لأخواننا بغزة، ثم كانت حرب “اولى البأس” التي أعلن عنها سماحة الشيخ نعيم قاسم (حفظه الله)، والتي ابلى فيها رجال المقاومة بلاءً حسنًا، ولم يتمكن العدو الصهيوني من التقدم سوى 3 او 4 كلم داخل الأراضي اللبنانية، وهذا رقم لا يمثل شيئًا في العمق اللبناني.
واردف : نعم، هناك خسائر في الأرواح، قدمنا أقدس ما عندنا، وأفضل ما عندنا، وأعظم ما عندنا، سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)، وسماحة السيد هاشم صفي الدين (رحمه الله)، والإخوة وغيرهم من شهداء المقاومة ومن الشعب اللبناني، بكل الأطياف والمناطق اللبنانية، من الشمال إلى البقاع إلى بيروت إلى الجنوب إلى الجبل، مما ترك أثرًا وجرحًا بليغا في جسمنا اللبناني عامة، وفي المقاومة خاصة، ولكن الحمد لله رب العالمين، القيادة الآن رمّمت كل الأوضاع، وأعادت تاهيل الوضع، وسدّت الثغرات، وملأت الفراغات كلها.
وتابع الشيخ حنينة : نحن ضمن التركيبة اللبنانية نعتبر بأن موقف الحكومة الآن هو المسؤول عمّا يجري على أرض الجنوب، حيث نقدم يوميا شهداء دفاعًا عن أرضنا، وعن ترابنا، وسمائنا، ونفطنا.. لذلك، كما يقال، فإن “مربط الفرس” الان بيد الحكومة اللبنانية، ورئاسة الجمهورية، المطالبين بإثبات موقف لبناني واضح وصريح في ردع العدو الصهيوني؛ لافتا في الوقت نفسه الى “ان المقاومة اللبنانية اعلنت على لسان سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله، وكما صرح بعض المسؤولين في قيادة حزب الله، أن المقاومة على أتم الجهوزية والاستعداد، ولكن الأمر بيد الحكومة اللبنانية والرئاسة الان”.
وحول تقديره لمستقبل المنطقة، وهل هي ذاهبة الى حرب شاملة ام لا؟ راى العضو البارز في تجمع العلماء المسلمين اللبناني، ان “التقديرات كلها تفيد بأننا على أبواب حدث كبير سيعيد خلط الأوراق ويعيد رسم مسار جديد للمنطقة، بعدما رُسم لها مسار قبل أكثر من مئة عام في اتفاقية سايكس بيكو، والتي أنتجت الكيان الصهيوني بوعد بلفور”.
واستدرك قائلا : نعم الامور حبلى بكثير من المفاجئات، الصيني يتحضر، والروسي برغم ظروفه الصعبة يتحضر، والايراني جاهز على اتم الجاهزية، اليمني جاهز، والكوري الشمالي ايضا جاهز، والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق على اتم الجهوزية؛ ذلك ان العدو الأمريكي، والعدو الصهيوني، ومعه المجموعة الغربية، للأسف الشديد ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، تلك الدول الأوروبية الثلاث بالذات، هي أيضًا متحفزة للإمساك بالمنطقة من جديد، بعدما افلتت بعض الخيوط الاقليمية من أصابعها التي اعتادت أن تمسك بها طوال مئة سنة، لذلك.
واكمل الشيخ حنينة : نحن نقول بأن المنطقة تنتظر حدثًا كبيرًا، سيؤدي إلى متغيرات جذرية على مستوى الخريطة السياسية لمنطقة غرب آسيا.
انتهى