افتتاحية العدد 72 من الصحيفة الإلكترونية “صوت إيران”؛ الصادرة من موقع KHAMENEI.IR
“بلد الإمام المهدي”*، هو تعبير استخدمه الإمام الخميني قدس سره في (08/07/1979) والإمام الخامنئي دام ظله في (05/01/2022) مرارًا في وصف طبيعة الجمهورية الإسلامية. هذا التعبير يُحوّل الجمهورية الإسلامية من مجرد نظام سياسي إلى رؤية حضارية عالمية.
الإيمان بأن “إيران هي بلد الإمام المهدي (عج)”، وأن الجمهورية الإسلامية هي التجسيد الوحيد لحكم الشيعة بعد أهل البيت (عليهم السلام)، وتشكل الركن الأساسي في تمهيد ظهور الإمام المهدي (عج)، له آثار كبيرة في تحليل وفهم الأوضاع السياسية والاجتماعية، كما يُحدد مسؤولياتنا ومنطق تعاملنا مع العالم.
من ضمن هذه الآثار، فهم السبب في أن النظام الاستكباري لا يُنهي عداوته لإيران رغم جميع الذرائع. فعداوة الأعداء للجمهورية الإسلامية كانت دائمًا ذات وجهين: ظاهر وباطن. فقد طرح الأعداء دومًا قضايا مثل حقوق الإنسان، والطاقة النووية، ودعم محور المقاومة، كأسباب لعداوتهم، لكن بين الحين والآخر، يُفصحون عن حقيقتها العميقة.
رغم أن وسائل إعلام جبهة الاستكبار تتجنب التعبير الصريح عن هذه الحقيقة، إلا أن الأمر يظهر أحيانًا من خلال مصطلحات مثل “المواجهة النهائية”، أو “معركة آخر الزمان”، وغيرها من العبارات في سياق تحليلاتهم.
على سبيل المثال، صرّح مؤخرًا وزير خارجية أمريكا الحالي بأن الحرب مع الجمهورية الإسلامية هي حرب آخر الزمان، وكذلك أشار رئيس وزراء الكيان الصهيوني مؤخرًا إلى هذا الأمر في تصريحاته.
الأعداء يعلمون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي حاملة لواء وممهّدة لتحقيق الوعد الإلهي في ظهور الإمام المهدي (عج)، ولذلك جندوا كل طاقتهم في الحرب الصلبة والحرب الناعمة، من أجل إيقاف هذه المسيرة المتصلة بالإمام المهدي (عج).
لو ألقينا نظرة على تاريخ الثورة الإسلامية، قبل انتصارها وبعده، لوجدنا أن الأعداء فرضوا على هذا البلد عشرات الأزمات والفتن والحروب، لكن الجمهورية الإسلامية تغلبت على جميعها وتجاوزتها بقوة.
ولذا، فإن فهم هذه النقطة يحمل رسالة واضحة للشعب والمسؤولين والشباب:
الإيمان بهذا المبدأ يُجدد روح الأمل في نفوس الناس يومًا بعد يوم، ويُقوي إرادتهم على المقاومة والصمود، ويُحدد واجبهم بوضوح.
فعلى المسؤولين أن يدركوا أن الخدمة في الجمهورية الإسلامية ليست مجرد مهمة سياسية، بل هي رسالة مهدوية.
عليهم أن يعتبروا أنفسهم “جنود الإمام المهدي (عج)”، ويؤمنوا بأنهم محل عنايته، وأن يعملوا بهذه الروح من الوعي والمراقبة، ويواجهوا الظلم والاستكبار بهذه الروحية.
كما يجب على الشباب أن يعلموا بأن “العقود القادمة هي عقودهم”، وأنهم مَن يجب أن يكونوا على قدر المسؤولية، لحماية الثورة، وبناء حضارة إسلامية حديثة، وتقريبها قدر الإمكان من هدفها العظيم، وهو التمهيد لطلوع شمس ولاية الإمام المهدي (أرواحنا فداه).
يجب أن يدرك الجميع أن حفظ الجمهورية الإسلامية لا يعني فقط حفظ استقلال بلد، بل هو حفظ لقضية وأمل ونهضة إلهية كبرى، من المفترض أن تتحقق وتكتمل بقيادة الإمام المهدي (عج).
___________________________________
ترجمة مركز الإسلام الأصيل