الأهمية الخاصة للعبادة والانتظار المستمر لظهور الإمام المهدي (عج)

الأهمية الخاصة للعبادة والانتظار المستمر لظهور الإمام المهدي (عج)

قال الأمين العلمي لمركز أبحاث المهدوية: “وفقاً لأحاديث الإمام الحسن العسكري (ع)، فإن الانشغال بالعبادة وصلاة الليل، والتحلي بالصبر في الحياة اليومية، وكذلك الانتظار المستمر لظهور الإمام المهدي (عج) تحظى بأهمية كبيرة في زمن الغيبة.”

أشار إلى ذلك، الأمين العلمي لمركز أبحاث المهدوية، حجة الإسلام “الشیخ محمد رضا فؤاديان”، في حديث لـ “إكنا”، قائلاً: “ان الإمام الحسن العسكري (ع) تولّى الإمامة في ظروف خاصة وصعبة، وكان تواصله مع الشيعة يتم بطرق غير مباشرة بسبب شدة التقية.”
وأضاف: “فترة إمامته كانت قصيرة، إذ لم تتجاوز ست سنوات، لكنها تعتبر من أكثر الفترات حساسية في تاريخ التشيع، في تلك المرحلة، كلما اقتربنا من ولادة وبداية إمامة الإمام المهدي (عليه السلام)، كانت الضغوط والكبت الذي فرضه بنو العباس على أهل البيت (عليهم السلام) تزداد شدة، لأنهم كانوا يعلمون أن الشخص الثاني عشر من هذه الأسرة سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً.”
وأردف الشيخ فؤاديان قائلاً: “من المعروف بين الشيعة أن الإمام الوحيد الذي لم يتمكن من أداء فريضة الحج هو الإمام الحسن العسكري (ع)، وذلك لأنهم لم يسمحوا له بالخروج من سامراء، وكان الإمام يتخذ تدابير خاصة لحماية الشيعة.”
وفي معرض رده على سؤال بشأن كيف هيّأ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) المجتمع لغيبة الإمام المهدي (عليه السلام)؟ قال الشيخ فؤاديان: “في سيرة أهل البيت (ع) توجد علامات وتمهيدات لإعداد المجتمع لقبول إمامة الإمام المهدي (عج)، فعلى سبيل المثال، تأسست منظمة الوكالة على يد الإمام الصادق (ع) وبلغت ذروة نشاطها في عصر الغيبة الصغرى.”
وفيما يخص أهم التعاليم الأخلاقية والاجتماعية للإمام الحسن العسكري (ع)، قال: “أكد الإمام الحسن العسكري (ع) في تعاليمه على أهمية محاسبة النفس والاجتهاد في ميدان العمل بشكل خاص، كان يرى أن أذكى الناس هو من يقيس أعماله بناءً على الحياة بعد الموت والحساب المرتبط بها، ويضع دائماً نُصب عينيه أن سلوكه وتصرفاته ستُقيّم يوم القيامة.”
واستطرد مبيناً: “من وجهة نظر الإمام الحسن العسكري (ع)، أفضل شيعي، هو الذي يتجنب الذنوب دائماً ولا يغفل عن ترك المعاصي وترك المحرمات في حياته.”
وأكدّ: “كان الإمام الحسن العسكري (ع) يؤكد أهمية العبادة وصلاة الليل والصبر في الحياة اليومية، وكان يؤكد أن هذه الأمور لا ينبغي أن تُنسى بسبب الانشغالات وأسلوب الحياة اليومي.”
واختتم قائلاً: “في زمن الغيبة، الالتزام بهذه التعاليم والانتظار المستمر لظهور الإمام المهدي (عج) له أهمية كبيرة، كما أن اللحظات الأخيرة من حياة الإمام الحسن العسكري (ع) تُعد مثالاً لتحمل الألم والصبر لديه، فبعد تسميمه، كان يشعر بعطش شديد، وبينما كان جسده ضعيفاً ومنهكاً، لم يطلب سوى القليل من الماء. ويُعد هذا المشهد رمزاً لمظلوميته وصبره، ويذكرنا نحن الشيعة بأن نعتمد على أهل البيت (ع) في الشدائد والأحزان، وأن نجعل اتباعهم منهجاً لحياتنا.”

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل