اعتبر مدير الحوزات العلميّة في إيران الاهتمام بالشباب أمرًا بالغ الأهميّة، داعيًا إلى اتّخاذ تدابير لضمان انعكاس التّعاليم القرآنيّة في الجامعات والمدارس، ومؤكّدًا في الوقت نفسه على أن الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام التفاعليّة يمثّلان فرصةً مهمّةً للتعرّف على احتياجات وأذواق الشباب والجماهير الدوليّة.
في لقاءٍ جمعه بالسيد جليل بيت مشعلي، المدير العام لوكالة الأنباء القرآنيّة الدوليّة «إكنا»، أشاد آية اللّه عليرضا الأعرافي مدير الحوزات العلميّة وعضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة بالجهود القرآنيّة التي تضطلع بها مؤسّسة الجهاد الجامعي، وخاصةً ما تقوم بها وكالة إكنا للأنباء، واعتبر القرآن الكريم محور الفكر الإسلامي وجوهره الأصيل، مبيّنًا أنّ الاهتمام بهذا الكتاب العظيم يمثّل أمرًا استراتيجيًّا لإيران وللحوزات العلميّة.
وأشار سماحته إلى المكانة السامية للقرآن في منظومة المعارف الإسلاميّة، وقال: إنّ القرآن بذاته هو المحور الأصيل للفكر الإسلامي، والذي ترجع إليه كافة المعارف الأخرى. فالاهتمام بالقرآن، فضلًا عن تأثيره العميق في الجوانب المعرفيّة وحياة الإنسان الفرديّة والاجتماعيّة، فإنّه يبرز مكانتنا في الأمّة الإسلاميّة على نحو أفضل وبمقدوره أن يساعدنا في بناء أمةٍ إسلاميّةٍ متماسكةٍ في العالم الإسلامي.
وتابع قائلاً: إنّ أحد الأسباب التي تجعل من الاهتمام بالقرآن أمرًا استراتيجيًّا، هو دحض تلك التُّهم الباطلة التي تطفو أحيانًا على سطح الرأي العام حول زعم التقصير في حقّ القرآن الكريم والنبيّ المصطفى (ص)، فأكّد بقوةٍ أنّ الاهتمام بالقرآن يستطيع أن يجلو هذا الغبار عن وجه إيران والثورة الإسلامية ومذهب أهل البيت (ع).
وفي إشارةٍ إلى إنجازات الحوزات العلميّة في مجال العلوم القرآنيّة، قال آية اللّه الأعرافي: إنّ تاريخ الحوزات العلميّة قد شهد إنتاجاتٍ علميّةً مفصّلةً في العلوم القرآنيّة لا نظير لها. فلدينا اليوم مؤلّفاتٌ ضخمةٌ في العلوم القرآنيّة، وأبحاثٌ حديثةٌ في لغة القرآن ومنطقه، إلى جانب تخصّصاتٍ علميّةٍ جديدةٍ، ودوراتٍ حرّةٍ متعدّدةٍ، وكل ذلك يمثّل طاقاتٍ عظيمةً.
كما شدّد عضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة على ضرورة توسيع نطاق ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة، وكتابة الأطروحات والمقالات، وتكثيف الأنشطة الدعويّة والقرآنيّة داخل الحوزة وخارجها.
وتطرق إلى أهمية الأنشطة الدولية وقال: إذا أردنا أن تلقى الإنجازات القرآنية للحوزة صدىً عالميًا، فلا بد من إعادة صياغتها وتقديمها بلغة عالمية معاصرة. وأضاف أنّ خطابنا العالمي رصين، لكن لغتنا العالمية لا تزال ضعيفةً. لذلك، فإنّ استثمار التنوّع اللغوي الذي يتمتع به خريجو جامعة المصطفى العالمية، وتشكيل الخلايا القرآنية على أيديهم في أكثر من مئة دولة، يمكن أن يُحدثا تحولًا عظيمًا في هذا المجال.
واعتبر مدير الحوزات العلميّة الاهتمام بالشّباب أمرًا بالغ الأهميّة، وقال: يجب اتّخاذ تدابير لضمان انعكاس التّعاليم القرآنيّة في الجامعات والمدارس. كما أكّد أنّ الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام التفاعليّة يمثّلان فرصةً مهمةً للتعرّف على احتياجات وأذواق الشباب والجماهير الدوليّة.
وفي ختام حديثه، أكّد آية اللّه الأعرافي على ضرورة تعزيز التعاون بين وكالة إكنا للأنباء ومختلف المؤسّسات الحوزوية، مشدداً على أنّ التواصل مع جمعيّات الحوزة، وإداراتها المعنيّة بـ: البحث، والتبليغ، والتهذيب، يُعدّ من أهمّ نقاط التعاون التي بمقدورها أن ترفع مكانة الأنشطة القرآنية إلى أفق أوسع.
وفي مستهل اللقاء، قدم السيد جليل بيت مشعلي، المدير العام لوكالة إكنا، عرضاً تقريرياً حول برامج الوكالة وأنشطتها المتنوعة.