وكالة “إسراء”: عُقد المؤتمر الدولي بعنوان «مكانة شيراز في ارتقاء العلوم العقلية في إيران مع التركيز على التراث العلمي للعلامة ملاعبدالله البهابادي اليزدي»، بمشاركة علماء وأساتذة وباحثين ونخب من محافظة فارس.
في هذه المناسبة، وجّه آية الله العظمى جوادي الآملي رسالة إلى المؤتمر، مكرّماً فيها الشخصيات العلمية في شيراز ومثمّناً جهود المنظمين، مشيراً إلى المكانة التاريخية لشيراز في احتضان كبار الحكماء، وقال: إن شيراز، بما أنها أنجبت رجالاً كباراً ومفكرين عميقي الفكر، أصبحت مدينة اكتسبت أرضها وزمانها قيمة ببركة هؤلاء. إن عظماء هذه الأرض كانوا دائماً يسعون إلى “المزايدة” لا “المناقصة”؛ لم يكونوا يطلبون بضاعة المعرفة والعشق بسعر رخيص، بل كانوا يشترونها بأعلى ثمن من خلال همّتهم العالية.
وأشار سماحته إلى تعبير “حافظ” القائل: «لا تكن بلا معرفة، ففي مزاد العشق، أهل النظر لا يتعاملون إلا مع المعارف»، وأضاف: إن حكماء شيراز، كصدر المتألهين وملاعبدالله اليزدي، بروحهم العلمية الساعية للمزايدة، تجاوزوا ما قاله السابقون، وجعلوه سلماً لارتقاء الحكمة؛ لم يكتفوا بالعلم فقط، بل أودعوا في أرواحهم عشق العبادة والمعرفة.
وفي شرحه للفروق بين «إزالة الجهل» و«إزالة الجهالة» و«إزالة الجاهلية»، أكد سماحته: إن الحوزات والجامعات مسؤولة عن تنمية العلم وإزالة الجهل؛ أما المساجد والمراكز الأخلاقية فعليها إزالة الجهالة؛ لكن مواجهة الجاهلية لا تتحقق إلا في نظام الإمامة والأمة. وقد كان لحكماء شيراز دور كبير في هذه الرسالة؛ كانوا يسمعون كلام السماء والأرض والشجر والحجر والكائنات، وكانوا يرون العالم مدرسة إلهية.
وفي ختام رسالته، أشاد آية الله العظمى جوادي آملي بمكانة هذه المدرسة الحكمية، مؤكداً: إن مدرسة شيراز لم تكن فاعلة فقط في إزالة الجهل والجهالة، بل إنها، بالاعتماد على العقلانية والتوحيد، سارت في طريق إزالة الجاهلية؛ وهو طريق يجب أن يُواصل اليوم أيضاً بقوة.