إنّ مقدار وجودة مطالعة قائد الثّورة -رغم مسؤوليّاته الوطنيّة والدّوليّة الثّقيلة- أمر يبعث على الدّهشة، من “حُسن القراءة” و“الدّقة في القراءة” إلى “القراءة المواكِبة” و“القراءة القصيرة”.. هذا التّقرير يلقي نظرةً سريعة على أسلوبه الفريد في المطالعة، والّذي يشكّل نموذجًا كاملًا لكلّ محبٍّ للكتاب.
بحسب ما نقلته وكالة “حوزة”، فإنّ مقدار القراءة لدى قائدٍ تجاوز الثّمانين من عمره -مع كلّ تلك الانشغالات الوطنيّة والإقليميّة والعالميّة والحضاريّة- أمرٌ مذهلٌ للغاية. والأكثر إدهاشًا من ذلك هو جودة قراءاته.. ونقدّم فيما يلي جانبًا موجزًا منها:
1) حُسنُ القراءة: قراءة الكتب القيّمة والأصول المعتمدة لمؤلّفين بارزين في مختلف العلوم هي من أهمّ خصائص المطالعة لدى القائد.
2) القراءة المواكِبة: سأله الدكتور موسى نجفي بدهشة: «هل قرأتم كتاب “السّلام الذي بدّد كلّ سلام”»؟! وكان هذا الكتاب قد صدر لتوّه من المطبعة. وكذلك كتاب “پنجرههای تشنه” لقزلی صدر في 16 أرديبهشت عام 1393، ودوّن القائد تقريظه عليه في 28 من الشّهر نفسه!
3) القراءة الدقيقة: يقول گلعلی بابائي: “القائد يقرأ يوميًّا عن الدّفاع المقدّس، حتّى إنّه يقول أحيانًا: «هذه الصّفحة من الكتاب تصلح أن تكون فيلمًا»!
4) القراءة المستمرّة: يقول سماحته: «في بيتي، يخلد جميع أفراد الأسرة إلى النّوم وهم يقرأون؛ وأنا كذلك».
5) القراءة المتنوّعة: ربّما لا يوجد فرع من العلوم لم يقرأ فيه القائد شيئًا.
6) القراءة الفاعلة: تدوين ملاحظاته على الكتب وكتابة التّقاريظ على أفضلها هو النّهج الثّابت والفاعل للقائد في القراءة.
7) القراءة الجماعيّة: يقول سماحته: «قرأتُ كتاب “فرهنگ جبهه” حتّى نهايته، فوجدتُ أنّه لا يكفي، فقلتُ لأهل بيتي: إجلسوا جميعًا لنقرأ هذا الكتاب». وعن كتاب آخر قال: «في جلسة العائلة فتحتُ أنا بنفسي بعض صفحاته وقرأتُها لهم».
8) القراءة القصيرة: يقول سماحته: «لقد قرأتُ سلاسل من عشرين مجلّدًا وأكثر في فترات الفراغ القصيرة: عشر دقائق، عشرين دقيقة، ربع ساعة..».
9) القراءة السّريعة: قبل الثّورة، كان القائد يُنهي الرّوايات المستأجَرة في ليلة واحدة! أي أنّه اكتسب مهارة القراءة السّريعة منذ شبابه المبكر.
10) القراءة العميقة: إنّ حفظ كمٍّ كبير من المعلومات الموجودة في الكتب واستحضارها عند الحاجة هو ثمرة القراءة العميقة.
كلّ ذلك -وغيره- في حين أنّ القائد من أبرز المروّجين لثقافة المطالعة، حيث يقول: «لو كان عليّ أن أتحدّث كلّ يوم لمدّة ساعة، وكانت نتيجة ذلك أن يصبح النّاس أكثر قراءة، فأنا مستعدّ لأن أتحدّث يوميًّا لساعة ونصف».
ختامًا، فإنّنا في تاريخنا الممتدّ قلّما نجد قائدًا يجمع بين هذا السّلوك الاستثنائيّ في المطالعة، وبين هذا القدر من الحرص على أن تصبح أمّته أمّةً قارئة.