الحياة المهدويّة/ آية الله جوادي آملي

قالوا لنا: إنّكم قادرون على أن تصبحوا مهدويّين؛ غير أنّ طريق المهدويّة لا يبدأ من الإمام الثّاني عشر فحسب، فهو الامتداد الطّاهر لرسول الله الأعظم، وأمير المؤمنين، وسلسلة أئمّة الهدى (عليهم الصّلاة والسّلام).

وقالوا لنا: إنّ مهدويّتكم يمكن أن تنطلق من هويّتكم الأصيلة، بل يجب لها أن تنطلق منها.

فقد ثبت عن النّبيّ الأكرم وأمير المؤمنين (سلام الله عليهما) قولهما إلى يوم القيامة: «أَنَا وَعَلِيٌّ أَبَوَا هٰذِهِ الأُمَّةِ»، ونحن -بهذا الخطاب العابر للزّمان والمكان- مهيّأون لقبولكم أبناءً لنا، حيثما كنتم ومتى كنتم.

قولوا: يا رسول الله، يا وليَّ الله، واربطوا قلوبكم بنا برباطٍ لا ينفصم، فإنّكم عندئذٍ تصبحون أبناءنا حقًّا.

فإذا أصبحتم أبناءنا، فأنتم لا تفكّرون تفكيرًا محمديًّا وعلويًّا فحسب، بل تُشرِق في عقولكم أنوار التّفكير الحسنيّ والحسينيّ، وتتنزّل في أرواحكم معارف السّجّاد والباقر والصّادق والكاظم والرّضا والتّقيّ والنّقيّ والعسكريّ.. فتغدون أصحاب فكرٍ مهدويٍّ أصيل.

تلك هي مسؤوليّتنا، بل رسالتنا، وذلك هو فنّ صناعة الإيمان: أن تكون قادرًا على أن تكون ابنًا لرسول الله، وأن تحتضن الدّين كلَّه -بدءًا ومنتهى- كما احتضنه هو، لا أن تنتظر عصر الظّهور لتطلب المهدويّة!

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل